الاقتصاد اليوم ـ صحف:

يبدو أن تسمية فاكهة الكيوي بفاكهة الأغنياء لم تأت من فراغ, لطالما كانت أسعار الكيوي مرتفعة قياسا بغيرها من الثمار إلا أنه اليوم ونتيجة ارتفاع سعر حبة الكيوي الواحدة والتي وصلت إلى 125 ليرة، و1000 ليرة للكيلو غرام، بات شراء فاكهة الكيوي حتى لدى ميسوري الحال والأغنياء أمراً يستحق التريث والتفكير قبل الإقدام عليه ما جعل الطلب على هذه الفاكهة قليلاً جداً، وهو ما أكده أصحاب محال الفواكه، إذ بيّن أن “الحركة ضعيفة جداً على شراء الفواكه حالياً في ظل ارتفاع أسعارها كونها من الكماليا”، وعدّ أن “الأمر مرتبط بصعوبة دخولها للقطر لكونها مستوردة و تأتي من الأردن”، مشيراً إلى أن “سعر الكيوي وصل مابين 880- 1000 ليرة”.

تشير تقارير "وزارة الزراعة"، إلى أن “زراعة شجرة الكيوي في الساحل السوري بدأت تأخذ شكلاً واضحاً ومنسقاً بين الزراعات العضوية الجديدة، بعد أن حققت تجربة زراعتها نجاحا كبيرا وجدوى اقتصادية، حيث بلغت المساحات المزروعة بأشجار الكيوي في جبلة وريفها تبلغ 165 دونماً ويصل عددها إلى 6013 شجرة، المثمرة منها 5181 شجرة تنتج 350 طناً سنوياً”، في حين تبلغ المساحة المزروعة بالكيوي في محافظة طرطوس ١٨٠ دونماً، وعدد الأشجار المزروعة ٩٠٨٣ شجرة، منها ٥١٥٠ مثمرة و٣٩٣٣ غير مثمرة، وفقا لصحيفة "تشرين".

ويقدر إنتاجها السنوي بنحو ٢١٠ أطنان تسوق ضمن السوق المحلية، علماً بأنه يمكن حفظ الإنتاج في السوق لفترة طويلة مقارنة ببقية الثمار، وبذلك تكون كمية الإنتاج في القطر بحدود 560 طناً في العام .

"وزارة الزراعة" وضعت استراتيجية لزيادة إنتاج الكيوي، بحيث يصبح إنتاجها اكبر ونفقاتها اقل وتحقق مستقبلا واعدا لهذه الفاكهة المميزة وتدعيم ثقافة الاستهلاك لتسويق المنتج.

وقامت بإنشاء بساتين أمهات للكيوي في مركز الثورة الزراعي في طرطوس منذ عام ١٩٩٨، حيث زرعت الغراس المصنفة الواردة من إيران بواقع ٣٩٤٠ غرسة مؤنثة من صنف «هاي وارد» أحد أفضل الأصناف عالمياً و٦٨٢ غرسة مذكرة من صنف «تيموري»، في حقول منفصلة، وقدمت لها الخدمات الزراعية اللازمة وبدأ المركز إنتاج غراس الكيوي بطريقة الإكثار بالعقل الغضة اعتباراً من عام ٢٠٠٠، وتم توزيعها على المزارعين بأسعار تشجيعية في حين كانت تباع في المشاتل الخاصة بسعر يتجاوز ٤٠٠ ليرة.

والغراس المنتجة في المركز موثوقة الصنف وخالية من الإصابات المرضية ومطابقة للمواصفات الفنية المعتمدة من وزارة الزراعة، حتى وصل إنتاج المركز إلى ٤٠ ألف غرسة لكن اليوم ونتيجة ارتفاع تكاليف إنتاجها فقد أصبح الدونم الواحد يحتاج إلى ٥٠ غرسة مؤنثة و١٠.١٢ غرسة مذكرة، كما يحتاج إلى إنشاء مظلة معدنية مع إقامة شبكة للري بالتنقيط.

وتقدر تكلفة إنشاء بستان كيوي بمساحة دونم بالأسعار الرائجة حالياً بنحو 100 ألف ليرة سورية وتدخل الغراس مرحلة الإنتاج الفعلي بعمر ٨ سنوات. ويقدر إنتاج الدونم الواحد بنحو ٢,٥ طن وسطياً، وقد يتجاوز ٣ أطنان في حال تقديم الخدمات المناسبة وتوفر الخبرة الفنية الجديدة.