الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

أسماك سامة في اللاذقية!..مدير مشفى: عشر حالات تسمم نتيجة تناول سمك (البالون) السام

الاقتصاد اليوم:

رغم انتشار الأخبار عن حالات التسمم التي تشهدها محافظة اللاذقية بسبب تناول الأهالي لسمك "البالون" السام أو كما يسمى بالعامية "النفيخة"، لم تحرك الجهات المعنية في المحافظة ساكناً، فلا حملات توعية ولا رقابة على "غلّة" الصيادين أو أسواق بيع السمك، بل تركت الحبل على الغارب لتتسلل هذه الأسماك إلى أسواق المحافظة، حيث تلاقي إقبالاً كبيراً عليها بسبب رخص ثمنها وتقديمها مقشّرة وجاهزة.

بعض الأهالي الذين التقيناهم"" عزا انتشار السمك السام إلى حالات الصيد العشوائي ممن لديهم هواية بالصيد وجهل الناس والصيادين بحقيقتها السامة، محملين المسؤولية بذلك إلى مديرية الصحة التي لم تكلف خاطرها القيام بحملات توعية رغم ما يشكله هذا الأمر من تهديد حقيقي لحياة سكان المحافظة.

السم منتشر منذ 2010

الدكتور لؤي سعيد مدير المشفى الوطني في اللاذقية أكد وجود عشر حالات تسمم في المحافظة نتيجة تناول سمك "البالون" السام وقد تمت معالجتها، موضحاً أن المادة السمية الموجودة في هذا النوع من السمك تعتبر أقوى من الزرنيخ بـ10 آلاف مرة ولا يوجد أي دواء معاكس لها حتى تاريخه، وقد تم تسجيل 13 حالة وفاة بالمحافظة خلال العام الماضي.

ومن أعراض الإصابة بالتسمم، الإقياء والتنميل في الشفاه والأطراف ثم يتفاقم إلى شلل عضلي وتنفسي يكون خلالها الشخص المصاب بالتسمم مشلولاً تماماً ثم تحدث بعدها الوفاة، مبيناً أن كل 0.75 ملغ من هذه المادة قادرة على قتل شخص بوزن 70 كلغ، أما إذا كانت قليلة السمية فتتم معالجة المريض بالمشفى حصراً عن طريق دعم هوائي باكر للقلب وإفراغ المعدة من السوائل.

ويضيف: في عام 2010 استقبلت المشفى الوطني أول حالة تسمم بهذه السمكة، حيث بقي المريض تحت المراقبة مدة 24 ساعة وبعد البحث بطرق متعددة اكتشفنا أنه متسمم بسمك البالون، مشدداً على ضرورة توزيع منشورات على محال بيع الأسماك لتعريف الصيادين والمستهلكين بهذا النوع من السمك وأضراره، بالإضافة لمنع بيعه وتشديد الرقابة على الأسعار، لأن السمك السام يباع بأسعار رخيصة ومقشر وهذا ما يشجع الناس على شرائه.

احذروا.. ليس "البالون" فقط!

الدكتور مالك علي الباحث في جامعة تشرين قال": في الساحل السوري توجد خمسة أنواع من سمك "البالون" السام وليس نوعاً واحداً فقط، بالإضافة لوجود نوعين سامين آخرين يسميان "السلور" و"الأسد"، موضحاً أن هذه الأنواع من الأسماك بدأت بالظهور في سواحلنا تباعاً منذ أكثر من عشر سنوات وتتميز بدرجة سميتها العالية التي تتفاوت بين نوع وآخر.

ويضيف: مصدر هذه الأسماك البحر الأحمر والمحيط الهندي وقد انتقلت إلى الحوض الشرقي للبحر المتوسط بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه وزيادة ملوحتها، كما أن توسيع قناة السويس شكل عاملاً إضافياً لتسهيل هجرة هذه الأسماك.

وعن وصف الشكل الخارجي لسمك "البالون" الأكثر شيوعاً، أوضح علي أنها تنفخ جسمها عند اقتراب أي خطر منها عن طريق ابتلاع كمية زائدة من الماء أو الهواء ليصبح شكلها منفوخاً كالبالون، وتتميز بوجود كيسات غدّية سامة تسمى "تترادودوكسين"، مؤكداً أن السميّة تزداد في السمكة خلال فصلي الربيع والصيف.

ولمحاربة هذه الأسماك، قال علي: التوعية ضرورية لمنع بيعها، إذ يجب على المؤسسات المعنية التوجيه بشراء الكميات المصطادة من الأسماك السامة وإتلافها، وتخصيص مكافآت لمن يصطادها، الأمر الذي يشجع على إتلافها للتقليل من وجودها بدلاً من تكاثرها بكثافة.

صحيفة الأيام السورية

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك