الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

فانات نقل الركاب خارج المكان والزمان والقوانين أيضاً!

الاقتصاد اليوم:

تعرفة الركوب 2500 ليرة من ريف طرطوس إلى دمشق

غالبية الفانات تعمل خارج خطوطها الأصلية
 
فعلت الأزمة التي عصفت ببلدنا فعلتها في قطاع نقل الركاب، فغابت شركات كثيرة عن العمل وانقطعت طرق وتقطعت بالمسافرين السبل، وأصبح مشهد المنتظرين على قارعة الطرق والاوتوسترادات وعلى الحواجز مألوفاً، وازداد الوضع تفاقماً مع خروج كراجات البولمان في حرستا عن الخدمة وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في محيط كراج العباسيين.

فتوزعت البولمانات والباصات في أماكن عدة وبرزت ظاهرة الفانات الصغيرة سعة 11 راكباً بشكل لافت في كل الأمكنة وعلى كافة الخطوط.

فكانت الحل المناسب في هذه الظروف وتوزعت مراكز انطلاقها بين مختلف الأحياء من خلال مكاتب غير مرخصة، نجدها في حي الورود وجرمانا ومزة 86 ومساكن الديماس.

وأخيراً استقر بعضها في كراج السومرية في محاولة لتنظيم عملية انطلاقها بعيداً عن عملية الكر والفر مع الجهات المعنية مقابل دفع رسوم الكراج النظامية وغير النظامية.

يقول أبو خضر، سائق فان على خط طرطوس: لم تلق الفانات قبولاً من الناس في الأحوال العادية نتيجة ارتفاع تسعيرة الركوب وصغر حجم الفان، فاقتصر العمل على خط لبنان وعلى الطلبات الخاصة ونقل وتوزيع البضائع والسلع ونتيجة ظروف الأزمة وصعوبة التنقل بين المحافظات وما رافقها من عدم استقرار ونقص كميات المازوت انتشرت ظاهرة الفانات والبداية من ريف المحافظة فأصبح لكل فان زبائن ويتم الحجز من خلال الهاتف.

ويرد أبو يزن، صاحب فان، على الانتقادات الموجهة لهم بأن الفانات تقدم الخدمة السريعة والسفر المريح والآمن بشتى الظروف، حيث نذهب إلى عند الزبون في منزله في كافة الأوقات فنختصر الوقت والمال إضافة لتأمين بعض خدمات الشحن والتسعيرة جاءت من خلال تجربتنا، فنحن نعمل بشكل ثابت وبمواعيد دقيقة ولاننتظر في كراج مهما كان عدد الركاب وأصبح لكل منطقة أو عدة قرى فانات خاصة بها إلى المدن الرئيسية.

ويطالب عدد من أصحاب الفانات بإيجاد آلية تنظم عملهم الذي أصبح أمراً واقعاً يقدم خدماته للناس ويوفر فرص عمل تعيش منها عائلات كثيرة.

ميلاد حسن، موظف في دمشق، يقول: أسافر كل أسبوعين مع فان صغير إلى العاصمة أجد فيه الراحة والاستقرار، حيث يأتي إلى منزلي صباحاً وينزلني في أقرب نقطة لعملي وبذلك أوفر الوقت والجهد والإرهاق وعناء البحث عن وسيلة آمنة للسفر، وبحسبة بسيطة نجد أن التعرفة عادلة مقارنة بارتفاع أجور التنقل بين مكان السكن والكراج وصعوبة تأمين وسيلة مناسبة إضافة لسرعة الانطلاق والوصول.

وعن آلية عملها، يؤكد المهندس محمد يونس مدير نقل طرطوس وجود شكاوى من شركات النقل المرخصة على عمل الفانات نتيجة الضرر الذي تسببت به ومطالبات بضرورة التقيد بالقوانين والأنظمة، والتي لا تسمح بتسجيل هذه الفانات على الخطوط بين المحافظات باستثناء المحافظات المتجاورة باعتبارها غير مناسبة للمسافات الطويلة وهذا الموضوع يتعلق بالجهات المعنية من شرطة وتموين ولا يوجد إحصائية دقيقة لعددها بسبب وجود أعداد منها تحمل لوحة محافظات أخرى وتعمل في طرطوس.

من جهته يؤكد مدير التجارة الداخلية في طرطوس زيد علي عدم وجود تعرفة ركوب نظامية لهذه الفانات باعتبارها غير مسجلة أصولاً على الخطوط التي تعمل عليها وعدم التزامها بموقف محدد ضمن كراجات الانطلاق، إضافة لوجود أعداد كبيرة مسجلة في الفئة الخاصة، وبالتالي لا يمكن ضبط عملها وفي الأساس نقوم بتحديد تعرفة النقل بناء على إحداث خط بين منطقتين لنقل الركاب وهذا غير موجود بالنسبة لهذه الفانات وغالباً ما تكون المخالفات تحت مسمى تغيير خط العمل.

وبالنسبة لموضوع الحوادث التي تتعرض لها هذه الفانات فهي تعامل كما باقي السيارات، فالتأمين الإلزامي يضمن تعويض الضرر الذي تتسبب به للغير والعكس صحيح سواء كان الفان مسجلاً أصولاً للعمل على أحد الخطوط أو على الفئة الخاصة.

ختاماً وبالرغم من عشوائية عملها وغياب أفق تنظيمها، لا تزال الفانات الملاذ اللآمن والمناسب لعدد كبير من المسافرين خاصة الطلاب والعسكريين لقضاء حاجاتهم الضرورية في غضون ساعات في العاصمة أو المدن الأخرى والعودة الآمنة على نفس الفانات بعيداً عن تعقيدات ومتاعب السفر.

صحيفة الأيام السورية

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك