الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

في لعبة الأمم.. المستشارة بعد 10 سنوات حرب: تحدثت عن اقتصاد يعود وليس عن اقتصاد يغادر

الاقتصاد اليوم:

في المقطع المجتزأ الذي تم تداوله من حديث الدكتورة بثينة شعبان وكانت تدلي به ضمن حوار لها مع محطة الميادين وهي محطة عربية .بانتشار عالمي كما يعلم الجميع .

 نستطيع بوضوح أن نلاحظ أن المستشارة في رئاسة الجمهورية كانت تحاول أن تقول للعالم وعبر قناة الميادين أن بلادها التي عانت من حرب طوال 10 سنوات متواصلة قد بدأت بالتعافي الاقتصادي وبعودة المصانع والزراعة والاستثمارات خاصة مع قرب اصدار قانون عصري للاستثمار وأيضا تمكن الدولة من الدخول الى كل المناطق المحررة بكافة خدماتها . مُستقية معلوماتها وبشكل طبيعي من القائمين على الوضع الاقتصادي والخدمي , أصلاً كل حديث اقتصادي لسياسي في البلاد يكون مستندا الى معلومات وإحصاءات ومؤشرات يتم استقاءها موثقة من السلطة التنفيذية القائمة على ادارة الشأن الاقتصادي والخدمي

المستشارة والجميع يعرف أنها سيدة منابر وتتمتع بقدرة كبيرة على مخاطبة الآخرين بدقة وتعرف كيف تكون قريبة ممن تتحدث إليهم كما أنّها صاحبة حوار متوزان وعميق وقائم على ثقافة عميقة والجميع يشهد لها هذا عدا عن كونها صاحبة قلم متميز وقبل فترة وجيزة كان لها مقال استثنائي عن العلاقة بين المسؤولين والناس وضرورة تصويب هذه العلاقة في مقال فيه الكثير من الجرأة المسؤولة .

هي أرادت في سياق حديثها للميادين أن توجه رسالة للعالم أجمع بأنّ بلادها انتصرت فعلا وأنّ سورية تتعافي وبأن الاقتصاد اليوم أفضل . الاقتصاد السوري اليوم فعلا أفضل – الاقتصاد يعود ولا يغادر كما كان في 2011 و2012 وكلنا يتذكر ماذا حدث في ذلك الوقت .عندما بدأت المعامل تتوقف و تسرق وتنقل وتدمر .. عندما بدأ الاغنياء وأصحاب المال خاصة من التجار بتهريب أموالهم إلى خارج البلاد مصطحبين معهم المليارات من القروض المتعثرة والاموال المحولة من دولارات المركزي . هل تذكرون ..؟ هي نفسها الأموال التي يبحث المركزي السوري عن مصيرها الآن .. أموال اشتراها التجار من المركزي لغايات تجارية لكنها وجدت طريقها بكل بساطة الى المصارف اللبنانية ؟

كلنا يذكر الدكتورة بثينة شعبان عندما أوكلت إليها مهمة إذاعة خبر استقالة حكومة العطري وإعلان زيادة الرواتب والأجور وكانت تدرك كم كان الوضع صعباً ومقبلاً على حرب مع الارهاب أدركتها القيادة السورية وفي مقدمتها السيد الرئيس بشار الاسد الذي تكشفت لديه منذ الأيام الاولى ما ينسج لسورية وعلم بدقة أنّ بلاده وشعبه سيكونان في مواجهة قاسية مع إرهاب مسنود بعشرات الدول التي تمول ومئات وسائل الاعلام التي تدعم . لعله الشعور بالفرق بين بداية الحرب ونهايتها , ما حاولت الدكتور بثينة شعبان قوله مليئة ومفعمة بمشاعرها كمواطن وكمسؤول وكمتابع .. أنّ الاقتصاد اليوم أفضل , رغم ما يواجهه من حصار ومن سرقة للنفط من المُحَاصر نفسه .. بعدما تمكن الجيش من طي صفحة الإرهاب بينما كان في عام 2011 في مواجهة مفتوحة مع الارهاب ؟ هكذا ببساطة يمكن قراءة ما اقتطع من لقاء المستشارة ولو تمت متابعته كله لكان المشهد أكثر اكتمالا ولعرف الجميع لماذا اختيرت هذه الفقرة بالتحديد من الحديث ليجري من خلالها فكر المستشارة , التي بدا واضحاً أن شعوراً بالحماسة قد بدى على وجهها .

 نعم الاقتصاد وحياتنا اليوم بكل ما تحمله من معاناة وصعوبات وحتى فقر هي أفضل من ذلك الزمن الذي كان الإرهاب فيه يستبيح كل شيء وأوله الاقتصاد ..والنفط الذي صار صفرا والسياحة التي صفرت و التصدير والانتاج الذي انخفض الى أدنى مستوياته . وعلينا أن نتذكر جيدا أن الدولة استطاعت أن تبقى قادرة على تأمين احتياجات البلاد في سنوات الحرب بسبب وجود احتياطي كبير من الاحتياطي النقدي في المركزي والذي اتخذ قراراً بالتوقف عن استخدام أمواله أو ماتبقى منها للتدخل في سوق القطع . كان علينا أن ندرك أنّ الدكتورة بثينة شعبان تقوم بواجبها للترويج لانتصار الدولة السورية في حربها على الارهاب . وتشرح للعالم كيف استطاعت القيادة السورية أن تثبت وتصمد مستخدمة كل الوسائل للدفاع عن الدولة السورية وكيانها .

كل هذا ولا نعني أن الواقع الاقتصادي اليوم لايحتاج الى الكثير من الاهتمام والجهود الجبارة للنهوض به ورفع قدراته على مواجهة الحرب التي يتعرض لها من حصار وعقوبات وسرقة موصوفة لنفطه الامر الذي ضغط على معيشة الناس وقدرتهم على مواحهة الغلاء . أما فيما يتعلق بسعر الصرف فكما قالت الدكتورة تماما المضاربات هي أصل المشكلة ومبتدأها ؟

 

هامش 1 : كمال خلف يوضح الحوار مع دكتورة بثينة شعبان

كتب الاعلامي كمال خلف الذي اجرى اللقاء مع د كتورة شعبان على صفحته على الفيس بوك :

الحوار الذي اجريته مع الدكتورة بثينة ضمن برنامج لعبة الامم كان منذ شهر تقريبا ، وليس حوارا قبل يومين كما كتب البعض على وقع الازمة الاقتصادية ، وكلامها كما قالت في المقابلة نقلا عن الاقتصاديين في الدولة ، وهكذا شرحوا لها الوضع الاقتصادي ، وطبعا الدكتورة بثينة ليست ضمن فريق الحكومة التنفيذي وهي مستشاره سياسية واعلامية في رئاسة الجمهورية .. اما مضمون حديثها عن تأثير المضاربات المصرفية في رفع سعر الدولار ، هذا كلام دقيق ، نعم هناك مضاربات مصرفية جشعه ، وهذا الامر تحدث به خبراء بالاقتصاد في لبنان حول اسباب ارتفاع صرف الدولار في لبنان يوم امس . وكيف تلعب المضاربات دورا اساسيا في رفع سعر الدولار .. وهذا طبعا لا يعني انه ليس ثمة ازمة اقتصادية تحتاج الى مواجهة جادة عبر قوانين صارمة تحمي المواطن من تاثيرات الوضع الصعب ، وتقطع يد الفساد وتحاسب الفاسدين . في نهاية المطاف سورية تحت الحصار ، وسبب الحصار هو اخذ قرارها الوطني المستقل ، وجعلها تركع امام قوى الطمع والعدوان .. وهذا لم يحدث في تاريخها و لن يحدث ان شاء الله ..

 

هامش 2 :

توضيح حول المقطع المنشور للدكتورة بثينة شعبان

المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان ترسل محبتها وتقديرها لأخوتها السوريين الغوالي .. وتؤكد أنها بنت هذا الشعب المحبة له والمدافعة دائماً عن حقوقه والمؤكدة على واجباته أتجاه وطنه .. بنت تلك الطبقة المكافحة الكادحة المخلصة ..

وتؤكد أن المقطع المنشور لها والذي يتم تداوله خلال الساعات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي حول الاقتصاد السوري هو مقطع مجتزأ ومأخوذ خارج سياق الحديث من مقابلة تلفزيونية أجرتها بتاريخ 25 كانون الاول عام 2019 على قناة الميادين في برنامج لعبة الأمم .. مشيرتاً ضمن حديثها أن عام ٢٠١١ كان عام تدمير البنى التحتية والإقتصادية بشكل ممنهج ودقيق فأغلقت ودمرت ونهبت آلاف من المصانع والمعامل وخربت وأحرقت الكثير من المؤسسات والمنشآت ..

وخرج اصحابها من رجال الاعمال مع رأس المال ليستثمروا في مصر وتركيا والإمارات والسعودية وغيرها من البلدان بينما الآن بدأنا عملية اعادة الاعمار ودخلت المئات من المصانع الجديدة والمجددة في طور الانتاج واستبدال المستوردات وكذلك الأمر مع الإنتاج الزراعي والحيواني الذي تعرض لأضرار جسيمة عام ٢٠١١ بينما الآن يعود الفلاحون من مراكز اللجوء والإيواء إلى أراضيهم والبدء بالإقلاع من جديد وهكذا مع البنى الصحية والتربوية والخدمات .. فعام ٢٠١١ يمثل بداية تدمير الاقتصاد السوري بشكل منهجي وتدمير محطات توليد الكهرباء والغاز وآبار النفط بينما الآن يتم اعادة تشغيل هذه المنشآت ..

لكم محبة وأحترام الدكتورة بثينة شعبان ..

هامش 3 : الوجع وأنت تدخل في الحرب وتصبح في قلبها أشد وأكثر إيلاما من الوجع الذي ينتابك وأنت تخرج منها ومن جحيمها

سيرياستيبس

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك