الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

أزمة نقل خانقة في طرطوس واللاذقية.. وتخفيض طلبات المازوت 30 بالمئة

الاقتصاد اليوم:

لم يكن ينقص أزمة النقل الحادة في محافظتي طرطوس واللاذقية سوى تخفيض الطلبات اليومية المخصصة للمحافظتين من مادة المازوت، لتزيد المعاناة اليومية للمواطنين في إيجاد وسيلة نقل تقلّهم إلى أعمالهم أضعافاً مضاعفة، ويصبح حتى من لديه عمل الأسهل عليه تأجيله، أو أخذ إجازة من الدوام، حتى يتفادى الانتظار الطويل أو الانخراط في حملة هجوم وتدافع وتناحر على السرفيس المنتظر.

من اللاذقية إلى طرطوس، مشهد الكراجات والطرقات الرئيسة في المدن والقرى، التي تكتظ بطوابير المواطنين المنتظرين، يعيد إنتاج المعاناة نفسها في كل يوم، خاصة في ساعات الذروة، لتتعمّق هذه المعاناة مع تخفيض المخصصات وغياب السرافيس، على قلتها، عن الخطوط الرئيسة والفرعية.

واقع الحال الذي قطّع أوصال القرى بالمدن، وأجهض محاولات الكثير من أبناء الريف الذين لم يستطيعوا التوجه إلى مدينة اللاذقية صباح اليوم بسبب عدم وجود سرافيس.

مواصلات بنكهة التدافع والشتائم:

“إسماعيل” عسكري من أبناء بلدة بيت ياشوط بريف جبلة، انتظرَ على الطريق الرئيسي أكثر من ساعة ونصف، دون أن يحظى بأي سرفيس يعمل على الخط، يقول: “لولا قدوم (فان) يعمل على خط حماة- جبلة، لما استطعت النزول إلى المدنية، ولم أكن لأستطيع الالتحاق بقطعتي في دمشق”.

إلى كراج جبلة، المشهد المكتظ بطوابير المواطنين دون وجود أي رقابة على التزام أصحاب السرافيس بالعمل على خطوطهم، يقول سامي (طالب جامعة): “منذ نصف ساعة وأنا أنتظر سرفيس اللاذقية- جبلة من دون جدوى، واقع الحال الذي يجبرني منذ يوم غد أن أخرج قبل موعدي بساعة حتى أستطيع الظفر بسرفيس، وذلك حتى لا أتأخر على موعد المحاضرة الأولى”.

من جهتها، قالت أمل (موظفة): “انتظار السرفيس والركض خلفه والاشتراك بحملة التدافع والشتائم باتت تشكّل معاناة كبيرة، خاصةً أنه في ظل الهجوم على السرفيس لا يقدّر الشباب وجود نساء أو كبار في السن”، مشيرةً إلى أنه أحياناً كثيرة وبعد انتظار لأكثر من ساعة تضطر للاشتراك مع ركاب آخرين باستئجار تكسي.

فيما يضيف علي: تفاقم المعاناة مع أزمة المواصلات خاصةً بعد تخفيض مخصصات المازوت، يبدد آمالنا بأن حل المشكلة سيكون بتطبيق نظام التتبع “GPS” للسرافيس.

مشاهد الطوابير:

إلى طرطوس، الازدحام على أشده في مشهد يحاكي ازدحامات اللاذقية، فغياب السرافيس أو قلتها في أحسن الأحوال، جعل الكثير من الموظفين وطلاب الجامعات يتأخرون عن أعمالهم وجامعاتهم.

وقالت فرح (طالبة جامعية): “انتظر سرفيساً منذ ساعة لكن دون جدوى، حتى إنني تأخرت على موعد المحاضرة الأولى”، فيما قال نادر: “زادت معاناتنا مع المواصلات منذ تخفيض مخصصات المازوت، ولذلك أرى أن أخذ إجازة من دوامي أوفر وأريح من هذه المعاناة اليومية وتكبد أعباء مادية في حال فكرت باستئجار تكسي”.

وتساءل مواطنون: أزمة مواصلات حادة بعد يوم فقط من إعلان تخفيض المخصصات لنقص التوريدات، ماذا سيحل بنا إن زادت التخفيضات وطالت التوريدات؟

GPS ليس الحل:

بدوره، أجمع عدد من سائقي السرافيس على أن عدم كفاية مخصصات المازوت هي السبب وراء أزمة المواصلات، وقالوا: قبل تخفيض المخصصات كانت الكميات التي نحصل عليها غير كافية سوى لرحلتين أو ثلاث، خاصةً للخطوط الطويلة، مضيفين: تركيب أجهزة التتبع “GPS” لن يغير في واقع النقل شيئاً كما يتخيل بعضهم.

السبب.. تخفيض المخصصات:

قال مصدر في محروقات اللاذقية: إنه تم تخفيض مخصصات المحافظة إلى 8.5 طلبات بنزين و12 طلباً من مادة المازوت بسبب نقص توريدات المشتقات النفطية إلى البلاد، مبيناً أنه بموجب هذا التخفيض سيكون توزيع المازوت مقتصراً خلال هذه الفترة على القطاعات الأساسية من نقل وأفران ومشافي.

بدوره، قال عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع النقل في طرطوس آصف حسن: تم تخفيض كميات المحروقات للمحافظة 30% أي من 17 طلب مازوت يومياً إلى 11 طلباً فقط، مؤكداً أن هذا التخفيض يؤثر على واقع النقل في المحافظة ويزيد من حدة المعاناة اليومية للمواطنين.

بالتوازي مع ذلك، عقد محافظ طرطوس عبد الحليم عوض خليل اجتماعاً بالمحافظة، تم خلاله مناقشة واقع مختلف الخطوط الداخلية والخارجية لمحافظة طرطوس وسبل معالجة الازدحامات الحاصلة على بعض هذه الخطوط، ووجه المحافظ مديرين المناطق للقيام بدورهم وممارسة صلاحياتهم وبذل كل الجهود لضبط قطاع النقل ومنع تسرب الميكرو باصات وإلزامها بالقيام برحلاتها بما يضمن وصول المواطنين إلى مقاصدهم، بالتزامن مع ضبط تزويد الميكرو باصات العاملة بحاجتها الفعلية من المحروقات.

وأكّد خليل على المعنيين إجراء كل ما يلزم من أجل الإسراع بتركيب أجهزة نظام التعقب على الميكرو باصات العاملة لما ستحققه من ضبط لقطاع النقل ومخصصاته من المحروقات.

المصدر: اثر برس

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك