الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

العمارة السورية بلا هوية سوى الهوية العشوائية

الاقتصاد اليوم:

قال الدكتور في التخطيط الإقليمي في جامعة تشرين طارق رحمون، أن “كل مجتمع يُحدّد من خلال عمارته فهي أصدق تعبير عن المجتمع، والمهندس المعماري يصمّم اليوم ليبني الغد، ويستمرّ عبر التاريخ، فهو صانع هوية”.

كما أن الهوية المعمارية ليست مجموعة من المفردات والعناصر التي يضمن تكرارها خلقا لها، وإنما هي مجموعة من الاستراتيجيات التي تطورت عبر آلاف السنين من التجريب والخطأ، هدفها الأساسي خلق بيئة مريحة للساكن تضمن له فراغا مناسبا لإبداعه وتفرِّده، وفقاً ل رحمون.

بدروه الدكتور يسار عابدين صرح أن “كثيرا من المناطق في دمشق، لم تتمكن من الحفاظ على هويتها، نتيجة المخالفات والمداخلات التي تمت على الأبنية، وكل ذلك يحكمه القوانين، فإذا كانت قوانين اشتراطات البناء ضعيفة فستكون النتيجة عمارة ضعيفة والعكس صحيح، إذا كانت قوانين واشتراطات البناء قوية، سنحصل على عمارة قوية”.

كما أن معظم التشوهات الحاصلة محكومة بضعف الإدارة التي ستوافق على شكل المبنى أو ترفضه، ولذلك فإن الهوية المعمارية في دمشق انتهت من حيث يجب أن تبدأ، أي من الإدارات المختصة، كما وضح عابدين.

في حين أن أهم أسباب ضياع الهوية في سورية بشكل عام، هو التحول نحو حلول معمارية من خارج التشكيلة الاجتماعية للبيئة المحلية، بما في ذلك البيئة الجغرافية والسكانية، من دون معرفة المخاطر التراكمية المترتبة على هذه الحلول، والاتجاه نحو خلق بيئات سكنية داخلية تعتمد بشكل مباشر على هدر الطاقات غير المتجددة، لتحقيق مستوى مقبول من الراحة الإنسانية للقاطنين وفقاً لما قاله رحمون للأيام.

وفي نفس السياق أكد عدد من الخبراء أن “ثقافة المخالفات انتقلت إلى المناطق المنظمة، فلجأ كل مواطن إلى إغلاق شرفته، والبناء في الوجيبة، وهو ما ألغى الهوية المعمارية وشوهها، وبذلك أصبحت المخالفات الموجودة في العشوائيات، هي ذاتها المخالفات الموجودة في المناطق المنظمة”.

ويذكر أن أهم عامل من عوامل تشكيل الهوية المعمارية في أي منطقة، هو قدرة هذه الهوية على التأقلم والتكيف مع الظروف المناخية لكل منطقة”.

صحيفة الأيام

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك