الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

سورية عطشى..خطر آخر يهدد المواطنين

الاقتصاد اليوم ـ صحف:

رغم موسم الأمطار، الذي وصفته الحكومة بأنه أكثر من جيد، وتجاوز معدلات الهطل مقارنة بالعام الماضي، إلا أن موسماً للعطش الخانق يهدد حيوات السوريين في بعض المناطق الآن، ويحمّلهم أعباء هائلة لا طاقة لهم عليها.

وفي متابعة لعمل مجالس عدد من المحافظات لا سيما في حلب وريف دمشق، تصدرت قضية مياه الشرب المطالبات، وأخذت القسط الأكبر من وقت المناقشات، نظراً لخطورة هذه القضية، وفقدان المواطن سبل تأمينها، بأسعار رخيصة، فضلاً عن أن تكون مياهاً آمنة وصالحة للشرب. ويبدو أن مؤسسات المياه، ومن خلفها وزارة الموارد المائية، باعت المواطنين الوهم، فقبل شهرين أو أكثر بقليل، كانت الطمأنات التي يقدمها مسؤولو المياه في سورية، أكثر من المتوقع، إلا أنه مع أول موجة حر قاسية، وارتفاع لدرجات الحرارة، في هذا الفصل الساخن، تبين للجميع أن التصريحات كانت لتطييب الخواطر، وشراء الوقت، ولم تستند إلى واقع  حقيقي، رغم أننا لا ننكر الصعوبات التي يعانيها.

غالبية المدن السورية عطشى، هذه حقيقة، لايمكن إغفالها، والتستر عليها، يا وزارة الموارد المائية.. كما أن كل التبريرات المتعلقة بالاستهداف الممنهج للإرهاب، ومحاولات الضغط على الناس عبر استهداف خطوط المياه وقطعها من مصادرها، غير مقنعة، لأن هذه الأعمال التي ترقى إلى مصاف جرائم الحرب، أياً كان ممارسها، متوقعة الحدوث، ولايجوز دفن الرأس في الرمال لمواجهتها، أو استبعاد احتمال وقوعها، ما يدفعنا إلى التساؤل عن الخطط البديلة لمواجهة هذا الواقع المرير؟ وماذا أعدت الوزارة المعنية للتصدي لهذه الأفعال غير الانسانية؟

كل المؤشرات، حتى الآن على الأقل، تنذر بالكارثة، وتؤكد أنه لايوجد ما يطمئن الناس، ويرحم حالهم المتدهورة، فالعطش سمة جديدة للسوريين المقهورين، الذين يواجهون الموت، بأشكاله المختلفة وأدواته المتعددة، بإرادتهم الصلبة، وليس بجهود مؤسساتهم التي من المفترض أن تقوم بواجباتها، وتؤمن لهم احتياجاتهم الأساسية، ومنها حق الحصول على مياه الشرب.

المصدر : صحيفة "النور"

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك