الاقتصاد اليوم ـ مواقع:

المشاكل التي يعاني منها المواطن لا تختفي، لكن ما يحدث أن إحدى المشاكل تطفو على غيرها فتستحوذ على اهتمام الشارع ووسائل الإعلام، ففي وقت سابق كان الشغل الشاغل للمواطنين هو أزمة النقل وعدم توفر وسيلة تقله إلى مكان عمله أو منزله باحترام، إنما مع موجات الغلاء المتتالية التي شملت جميع السلع والخدمات، تحول اهتمام الشارع من أزمة النقل التي بقيت موجودة وربما أشد من السابق، إلى أزمة ارتفاع الأسعار وتوسع الفجوة الموجودة بين الدخل والأسعار، فأصبح المواطن مستعداً لأن يذهب إلى منزله سيراً على قدميه لو أن الأسعار في الأسواق المحلية حافظت على وضعها السابق، ومع حلول فصل الشتاء واشتداد البرد أصبح المازوت سيد أحلام المواطن، ويحتل الحيز الأكبر من اهتمامه وحديثه، وحديثاً دخلت أزمة المياه على خط مشاكل المواطن الكثيرة، ولا ننسى بالطبع الكهرباء.

 ما سبق ليس حصراً للمشاكل التي يواجهها المواطن اليوم، وإنما للإشارة إلى عدة نقاط أبرزها أن أياً من المشاكل الأساسية في حياة المواطن لم تجد لها حلاً يخفف من حدتها فقط ولا يعالجها جذرياً كما هو مفترض، كما أن تناوب هذه المشاكل أفضى إلى نشوء قطاع جديد من المستفيدين والراغبين بالاستثمار في مشاكل المواطنين، وهذا يتضح في توسع وتمدد السوق السوداء، وزيادة أثرياء الأزمات المتحكمين بقوت الفقراء وأصحاب الدخل المحدود.

 وسط كل هذا، فشلت الحكومة ومؤسساتها في التوصل إلى استراتيجية حقيقية للتعامل مع مشاكل المواطن بجدية وحلول سريعة، تكسب معها موارد كثيرة يتم هدرها، وتحافظ على مستوى معيشي مقبول للمواطنين، استراتيجية ليست بالعمل المستحيل أو بالإنجاز الخارق، لكنها بالمقابل أيضاً ليست خطوة منعزلة يمكن تكليف دائرة أو مديرية حكومية بتنفيذها.

وعلى اعتبار أننا على مشارف نهاية عام جديد، فبإمكان الحكومة وأي مواطن إجراء وقفة موضوعية مع الذات، وتسجيل ما تم معالجته من مشاكل، وما بقي منها وسيرحل للعام القادم، لبيان مدى جدية الحكومة في هذا المجال، وما حققته مقارنة بالشعارات التي تطلقها بين الفينة والأخرى.

المصدر: موقع "سيرياستيبس"