الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

معاناة أهالي حلب مع المياه تتجدد.. والطوابير تفتقد التوضيح وتنتظر الانفراج

الاقتصاد اليوم:

بعد أن غابت مظاهر مستوعبات المياه المتنوعة الأشكال والأحجام وسيارات تعبئة المياه التي ميزت شوارع مدينة حلب لأربع سنوات سابقة عن المشهد العام، عادت خلال الأيام الماضية لتملأ الشوارع والأحياء وعاد الازدحام على مناهل المياه العمومية والآبار بطوابير من النساء والرجال والأطفال تصطف طلباً لتعبئة مياه الشرب أو الاستهلاك، معلنة عودة أزمة المياه في مدينة حلب إلى واجهة الأحداث على المستوى الرسمي والحكومي والشعبي، بعد ارتفاع الأصوات المطالبة بتوضيحات حيال ما يجري في المدينة من انقطاع تام لمياه الشرب منذ ما يزيد عن الأسبوعين.

تساؤلات كثيرة يتداولها سكان المدينة لم يجدوا جواباً عليها وجديرة أن تُطرح، خاصة وأنه كان من المعروف أن سبب انقطاع المياه عن المدينة خلال الأربع سنوات الماضية كانت بسبب قيام إرهابيي "جبهة النصرة وحلفائها" بالسيطرة حينها على محطة الضخ داخل المدينة في منطقة سليمان الحلبي أحد أحياء ما كان يُعرف في حينه "بحلب الشرقية"، إضافة لسبب آخر كان مشابه لسابقه كان يقف أيضاً منذ فترة طويلة خلف أزمة مياه حلب وهو سيطرة إرهابيي "داعش" على محطتي ضخ الخفسة وعين البيضا بريف حلب الشرقي، أما بعد أن طردت "جبهة النصرة وحلفائها" ومنيت هي وداعميها بخسارة معركة حلب بأحداث دراماتيكية تابعها العالم كله، وخرج من تبقى من مسلحيها من داخل أحياء حلب الشرقية بالباصات الخضراء بداية العام الحالي، وجاء بعدها انتصارات الجيش العربي السوري ووصول وحداته إلى نهر الفرات واستعادته كافة المناطق الواقعة على خطوط جر المياه ومحطات الضخ الرئيسية والفرعية قبل نحو شهرين، وهو ما كان أول ثماره عودة مياه حلب إلى مجاريها لفترة وجيزة قبل أن تعود للانقطاع. فما الذي أعاد أزمة مياه حلب وأخرها مجدداً من مجاريها؟

المعلومات المتداولة حول هذه الأزمة كثيرة جداً واللافت أن غير الصحيح منها أكثر من الصحيح، إلا أن الثابت المؤكد أن مشكلة العطل الذي أصاب الخط 1400 المغذي لأحياء حلب الغربي أحد أهم الأسباب التي تقف وراء عودة الأزمة.

مصادر خاصة من حلب أكدت لشبكة عاجل الإخبارية أن المشكلة الحقيقية ليست في العطل بحد ذاته بل في مكان العطل الواقع في حي جمعية الزهراء شمال غرب المدينة في محيط جامع الرسول الأعظم التي تعتبر منطقة تماس بين وحدات الجيش والميليشيات المسلحة الأمر الذي حال لفترة طويلة دون بدء الورشات الفنية بعمليات الصيانة نظراً لرفض المسلحين لذلك وممارستهم وكالعادة الابتزاز من أجل السماح بدخول آمن لورش الصيانة، مع العلم أن المنطقة مشمولة باتفاق مناطق "تخفيف التوتر" المعمول بها.
المصادر اشارت إلى أن وساطات الجمعيات الخيرية أثمرت عن اتفاق بهذا الخصوص إلا أن ذلك لم يمنع حصول عرقلات وتأخير متعمد في كثير من الأحيان، رغم ذلك أكدت المصادر أن الانتهاء من عمليات الصيانة بات وشيكاً.

إلى ذلك تناقل البعض معلومات ألم يتضح بعد صحتها  عن قيام ميليشيات "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة أمريكياً بقطع الكهرباء عن محطة ضخ المياه على ضفاف نهر الفرات في ناحية الخفسة، كون التغذية الكهربائية للمنطقة تأتي من سد تشرين التي تسيطر عليه تلك الميليشيات، وبحسب مصادر متابعة فإنه حتى لو صحت تلك المعلومات فإن المشكلة هنا إن وجدت فستكون جزئية إلى حد ما كونه يمكن تأمين بديل كهربائي لتشغيل محطات الضخ والتعقيم في المنطقة.

أهل المدينة الخارجة لتوها من حرب كبرى والتي يطمح كل السوريين لعودتها لاعباً وازناً في الاقتصاد المحلي، وهم على طوابير المياه منذ أسبوعين لازالوا بانتظار التوضيح الرسمي لتساؤلاتهم، مع أمل بانفراج يبشر النازحين من أهل المدينة بالعودة الميمونة الى بيوتهم وورشهم ومحالهم لبتأمين أبسط ما يمكن تأمينه لهذا الغرض وتوفير الأقل الممكن من الخدمات للمدينة المحرومة من المياه والكهرباء بشكل شبه تام منذ العام 2012.

شبكة عاجل الإخبارية

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك