الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

من أين تأتي الأسعار وكيف تحدد؟..إليكم الجواب

الاقتصاد اليوم:

كيف يتم تحديد الأسعار؟

في بعض الأيام يمكن أن تكلّفك تذكرة السينما أكثر من ثمن قميص اكسفورد، ويمكن أن يكلفك البرتقال أكثر من ربع لتر من الحليب، إذن ما هو مصدر هذا الاختلاف؟ أو بالأحرى، من أين تأتي الأسعار؟

الإجابة واحدة وهي أنه بالنسبة لسلعة محددة بجودة محددة -على سبيل المثال- منزل من أربع غرف نوم في ضاحية في واشنطن العاصمة بمنطقة بها مدرسة جيدة في شارع هادئ، في هذه الحالة يتغير السعر ليوازن بين عدد الناس الراغبين في البيع وعدد الراغبين في الشراء.

فالسعر إذًا هو ما يوازن بين مقدار ما يود الناس بيعه وما يود الناس شراءه، فإذا كان الناس يريدون أن يشتروا أكثر ممّا كانوا يشترونه من قبل ارتفعت الأسعار، والعكس صحيح إذا ما أراد الناس بيع اكثر ممّا كانوا يبيعونه من قبل انخفضت الأسعار.

بصيغة أكثر تخصصاً إنه العرض والطلب، فالمشترون يتنافسون مع بعضهم البعض، والباعة يتنافسون مع بعضهم البعض. وتنتج الأسعار التي نراها من خضم هذه المنافسات.

لكن غرابة قانون العرض والطلب تؤدي إلى استنتاج البعض أنه قانون لا يسير إلا على بعض الحالات الخاصة من السلع المتجانسة، حيث يكون هناك عدد محدد من البائعين، وحيث توجد أيضاً معلومات دقيقة للغاية عن نوعية وأسعار كل السلع والبدائل، وعليه، فمن الممكن ان يسير قانون العرض والطلب على القمح مثلاً.

أما الرأي البديل فيرى أن قانون العرض والطلب قانون غير واقعي، وإلا فلا توجد طريقة لفهم المعاملات التي لا تُعد ولا تُحصي التي تحدث باستمرار، حيث يجب أن يكون هناك صورة واقعية لكل عملية فردية في سوق العقار تحدث في العاصمة واشنطن، إن ذلك لن يكون مستحيلاً فحسب، بل إنه غير مفيد ايضاً، فما اذاً العلاقة بين كل هذه المعاملات؟

قانون العرض والطلب هو طريقة لرؤية العلاقة التي تتجاهل كل شيء باستثناء حقيقة ان ما يرغب الناس في دفعه وما يجب عليهم دفعه يعتمد في المقام الأول على البدائل، فقانون العرض والطلب هو طريقة لتنظيم تفكيرنا حول ذلك الشيء الغريب الذي يُطلق عليه الاقتصاديون «السوق والمنافسة»، دعونا الآن نُعمِل آلية العرض والطلب بدون أن نستخدم الرسم البياني ونرى ماذا سيحدث.

إنها الأسعار، الأسعار غير ثابتة على الإطلاق، قانون العرض والطلب يساعدنا على تذكر ذلك دائما.

واحدة من أبسط الأمور التي تترتب على قانون العرض والطلب هي توافر السلع في السوق باستمرار. فعندما يريد الناس المزيد من سلع محددة، نادرًا ما يشتري المشترون الأكثر حماسًا كل الكمية المعروض في السوق من هذه السلع. فالأسعار تعمل على تحقيق التوازن بين مقدار ما يرغب الناس في شرائه ومقدار ما يرغب الناس في بيعه. وبذاك إذا زاد طلب الناس فجأة علي شيء ما، فإنه لا يختفي من السوق. وانما يرتفع سعره مما يؤدي إلى زيادة الكمية المتاحة منه.

ولأن الأسعار تقوم بضبط الأسواق فإن الرفوف نادرًا ما تكون فارغة في ظل اقتصاد السوق. طالما أنك على استعداد لدفع ثمن السلعة، فبالتأكيد يمكنك الحصول عليها. نعم ربما في بعض الأحيان، عليك أن تدفع أكثر من ذلك بقليل، وفي بعض الأحيان، أقل قليلاً مع تغير الظروف، ولكن الأمر الأكيد أنه يمكنك العثور عليها في السوق.

تحدث آدم سميث عن ميل الإنسان إلى المقايضة والتبادل. فالناس دائما يبيعون ويشترون اشياء. دائماً يبحثون عن صفقة مربحة، يبحثون عن صفقة أفضل. دائماً ينظرون إلى البدائل. فالبحث عن صفقة جيدة من قِبَل كل من البائعين والمشترين الذين يدرسون البدائل هو ما يسميه الاقتصاديون بالمنافسة. ونتيجة لذلك فإن كل التعاملات في السوق مرتبطة ببعضها البعض.

لذا فالإجابة على سؤالنا، من أين تاتي الأسعار؟ تأتي الأسعار من التفاعل بين المشترين والبائعين وبدائلهم، كيف يمكننا إذًا تصوير حقيقة غريبة مفادها أنه لا توجد صفقة من فراغ؟ كيف يمكننا الحصول على الترتيب الناتج من كل هذه التعاملات؟

فالعرض والطلب هو عبارة عن طريقة بسيطة وقوية لوصف الطرق التي تحدث من خلالها التعاملات المترابطة عبر الزمان والمكان، وهي طريقة قوية لتنظيم تفكيرنا حول التعقيد الذي يترتب على الميل إلى المقايضة والتبادل، ولكنه تعقيد ناتج عن العمل البشري وليس عن التصميم البشري.

المصدر: الباحثون المصريون

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك