الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

أقساط الجامعات الخاصة في سورية تحلق ..56 بالمئة زيادة عن الأعوام السابقة!

الاقتصاد اليوم:

هل أصبحت الجامعات الخاصة في سورية سوق للمتاجرة ، حتى أضحت المادة العلمية أو ما يسمى الساعة الدراسية كـ سلعة ترتفع حسب وضع السوق ، كما يريدها صاحب المشروع، لتحقيق أكبر قدر ممكن من الربح، بحجة ارتفاع مستلزمات العملية التعليمية ، دون وجود توحيد للأسعار بين جامعة وأخرى ، لكن النتيجة أنهم اتفقوا على الزيادة ، دون وجود أي تبرير مقنع سوى الربح ، وهذا العام كغيرها من الأعوام تفاوتت الرسوم بين جامعة وأخرى، وحسب اختصاص الكليات، لتتراوح بين 20 % و56% متذرعة بوجودها في مقرات مؤقتة، ولا تقف المسألة عند حدود رسم الساعة فقط، بل يتعداها رفع رسوم التسجيل والخدمات وتسميات أخرى بقصد جني الأموال فقط.

وبحسب شكاوي وردت فأن الجامعات الخاصة رفعت أقساطها بصورة غير منطقية ولا تتناسب مع دخل الطالب الذي واكب الأزمة خلال السنوات الماضية، وما عكسته من تردي الوضع المادي وانهيار اقتصادي لبعض الأسر.
حوالي مليون ونصف ليرة قسط الجامعة !

وأكد بعض الطلاب أن أقساط بعض الجامعات وصلت حد المليون وأربع مائة ألف  ليرة سورية وأكثر لبعض الاختصاصات مثل الطب البشري دون أن تدخل بها تكاليف  السكن والمواصلات والخدمات، في حين اختلف قسط العام الدراسي لذات الاختصاص من جامعة إلى أخرى ما يوحي بأنها تجارة وليست لنهل العلم.

وهذه الشكاوي لم تقف عند رفع الأقساط، بل طالت المستوى التعليمي المقدم، الذي وصفه بعض الطلاب بالمتدني مقارنةً بالقسط المرتفع.

وبين الطلاب في شكواهم ان نظام الدراسة في الجامعات الخاصة يعتمد على نظام الساعات المعتمدة ،مما يتوجب على الجامعة أن تشرح للطالب عن هذا النظام الذي لايدري عنه الطلاب أي معلومات ولا طريقة التدريس فيه .

وبينت الشكوى أن وزارة التعليم العالي ومن خلال العديد من قراراتها  منعت الجامعات الخاصة من إلزام الطالب بدفع رسوم على الخدمات الإضافية كالسكن والمواصلات وغيرها إلا إذا استفاد من هذه الخدمات بناء على طلبه.

واستطلعنا بعض تسعيرات الجامعات الخاصة ليتبين أن هناك فروقات واضحة بالأسعار  بين العام الماضي والعام الحالي، ففي الجامعة العربية الدولية أصبحت تكلفة العام الدراسي  لكلية الصيدلة مليون ونصف اي لكل ساعة 36 ألف ليرة سورية ، بينما كلية الهندسة المعمارية  أصبحت تكلف الطالب 950 ألف  والجامعة السورية الخاصة ارتفعت الساعة بالنسبة لكلية الطب لتصل إلى 56 ألف ليرة،  بما يعني ان تكلفة السنة الدراسية مليونين ليرة سورية، مقابل 42 ألف ليرة في السنة الماضية، أي بزيادة مقدارها 33% ولطب الأسنان إذ أضحت 42 ألفاً  اي مليون وثمانمائة ألف ليرة سورية بينما كانت 35 ألف ليرة للساعة ، أي بزيادة 20%، وفي الصيدلة 36 ألفاً  بما يعادل مليون وستمائة ألف ليرة وكانت 24 ألف ليرة أي بزيادة مقدارها 50% ، وفي الدولية للعلوم والتكنولوجيا ارتفعت ساعة طب الأسنان لتصل إلى 45 ألف ليرة حيث أصبحت تكلفة العام الدراسي مليون وثمانمائة الف، بزيادة مقدارها عشرة آلاف على العام الماضي وبنسبة 30% وفي الصيدلة وصلت لـ39 ألف ليرة بزيادة عن العام السابق مقدراها 14 ألف ليرة وبنسبة تصل لـ56% وكذلك الحال بالنسبة ذاتها للمعمارية التي ارتفعت من 16 ألف ليرة مليون  في العام الماضي إلى 25 ألف ليرة هذا العام، وفي جامعة القلمون ارتفعت ساعة الطب البشري من 34 ألف ليرة إلى 50 ألف ليرة في العام الحالي بزيادة مقدارها 16 ألف ليرة، وهو ما يشكل زيادة مقدارها 47% وفي طب الأسنان من 30 إلى 40 ألف ليرة وبنسبة زيادة تتجاوز 33% وفي الصيدلة من 26 ألفاً في العام الماضي إلى 40 ألف ليرة وبزيادة مقدارها 14 ألف ليرة، وبنسبة تتجاوز 53% وفي العمارة من 22 ألف ليرة إلى 30 ألفاً، وبزيادة مقدارها 8 آلاف ليرة وبنسبة 36%.

كما أشار طلاب الجامعة العربية الدولية إلى موعد تسديد الدفعة الأولى ، والتي كانت 150.000 ل.س عند تسجيلهم بالجامعة، ثم ارتفعت الى200.000 ل.س الفصل الماضي، أما هذا العام أصبحت 300.000 ل.س لطلاب الصيدلة و 250.000 لطلاب باقي الكليات ، متسائلين عن السبب ؟؟
علما عندما سجلنا في الجامعة كان يتم تسديد القسط السنوي على أربع دفعات وليس على دفعتين.

بين رئيس فرع جامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا للاتحاد الطلبة المهندس فايز اسطفان  أن ارتفاع الرسوم الجامعات الخاصة  يتراوح بين 20 إلى 56 %  وهذا الارتفاع ليس بالضرورة أن تكون هي الأفضل من الجامعة ذات الرسوم الأقل، مضيفا أن معظم إدارات الجامعات الخاصة عمدت على فرض رسوم سنوية مرتفعة نسبياً بالمقارنة مع الخدمات التي تقدمها، معتقدة أن اسم الجامعة الذي طبع في أذهان الطلبة خلال السنوات الأولى لافتتاحها، سيشكل ورقة عبور لاستمرارها في كسب الطلبة بعملية الإغراءات بغية استقطابهم للتسجيل لديها، ظناً منها أن الماضي في الخدمات التي كانت تقدمها يشفع لها هذا الأمر، لكن سرعان ما بدأ التراجع يظهر لديها على كافة الصعد، يضاف لذلك ضعف تمثيل لجان الرقابة لوزارة التعليم العالي على هذه الجامعات.

وأوضح أسطفان أن الوزارة تمنع زيادة رسوم الساعات المعتمدة والخدمات والتسجيل لكل فصل على الطلاب ، مبينا أن هناك بعض الجامعات الخاصة تبتدع رسوم على خدمات جديدة كـالتأمين الصحي معتبرة أنها خدمة جديدة وتأخذ من الطلاب ثمن هذه الخدمة برسوم زائدة.

أما بالنسبة للتأمين الصحي بين أسطفان أن وزارة التعليم العالي تلزم جميع الجامعات الخاصة  بتأمين الطلاب والأساتذة والعاملين لديها بشكل كامل بالتأمين الصحي الذي هو أصلا يقتطع من رسوم الخدمات والساعات المعتمدة، مبينا أن هذا القرار لم تلتزم به سوى جامعتين فقط والباقي يتقدم بعقود شكلية إلى الوزارة.

وأشار أسطفان إلى أن الجامعات الخاصة تعمد إلى رفع رسوم الموصلات والتي هي غير ملزمة للطالب حيث تقوم باستيفاء رسم المواصلات من الطلبة على كل مرة بزيادة كبيرة على عدة مراحل من العام ، علما ان سعر المحروقات لم يرتفع منذ عام تقريبا.

ويبلغ عدد الجامعات الخاصة المرخصة في سورية حتى الآن 22 جامعة خاصة، وخلال العام الجاري لم يتم الترخيص لأي جامعة جديدة.

المصدر: صاحبة الجلالة

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك