الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

أكاديمي: مشكلة حقيقية تنتظر الاقتصاد السوري نتيجة الهجرة

الاقتصاد اليوم ـ صحف:

توقع أستاذ الاقتصاد في جامعة دمشق (المدير السابق للمكتب المركزي للإحصاء) شفيق عربش أن تستمر الأزمات المعيشية التي واجهها السوريون خلال عام 2016 لكون العملية الإنتاجية ما زالت متوقفة.

ولفت لصحيفة "الوطن" إلى أنه بالرغم من كل التصريحات الحكومية بأنها تولي إعادة إطلاق عجلة الاقتصاد أهمية قصوى، إلا أن هذا الأمر لم يتحقق، مشيراً إلى وجود مشكلة حقيقية تنتظر الاقتصاد نتيجة نقص الخبرات والقدرة البشرية نتيجة الهجرة، والرقم الذي أعلنه رئيس الحكومة عن هجرة 134 ألف مواطن خلال شهر واحد هو رقم بسيط أمام ما هو على أرض الواقع، فحسب بيانات صادرة عن جهات مختصة فإن هناك 280 ألفاً هاجروا بين أيلول وتشرين الأول والمصيبة أن النسبة العظمى من المهاجرين هم من القوة البشرية العاملة، وهي مشكلة بشرية نخسر فيها الإنفاق الطويل التي أنفقته الدولة على إعداد هؤلاء الشباب من تعليم وطبابة ومستلزمات حياة وسلع مدعومة عندما كانت هناك سلع مدعومة وهو كله نخسره في وقت قصير جداً، حيث ازدادت معدلات الهجرة في عام 2015 ولكن نتائجها سنلحظها لاحقاً.

فنحن بذلك ننتقل من إخفاق إلى إخفاق وخير دليل على ذلك أنه بعد أن تفاقمت أزمة المياه في دمشق تحدثوا عن مشاريع لحلول بديلة بـ16 مليار ليرة سورية وكأنه بمجرد الحديث عن أرقام مالية كبيرة نكون قد حللنا المشكلة، وفي الحقيقة أن التنمية ليست أرقاماً مالية كبيرة والتنمية هي مشاريع صغيرة تعمل وليست طموحات كبيرة لا نستطيع أن نحققها وبالتالي تتحول إلى عبء علينا، وهنا فإن الإدارة الحكومية في بعض جوانبها عطلت العملية التنموية، كما أن اتحاد غرف الصناعة في سورية يعرف ما اللازم لإطلاق العملية الإنتاجية ولكن هناك تعنداً من بعض المسؤولين هو الذي يؤدي إلى تأخيره.

وشدد عربش على أن إعادة دوران عجلة الاقتصاد ستؤدي إلى خلق فرص عمل وبالتالي دخول عدد كبير من العاطلين من العمل حيث قدرت نسبة البطالة بأكثر من 50% وبالتالي إطلاق عملية الإنتاج سيؤدي لدخول الكثير من الناس لسوق العمل وبالتالي تحفيز الطلب والطلب يحفز العملية الإنتاجية وهكذا ندخل في حلقة ايجابية تسهم في خلق معدلات نمو اقتصادي مقبولة في ظل الظروف التي نعيش بها، فلا يمكن إنكار أثر الحرب القذرة التي تشن على سورية.

ولكن لا يجوز بالمطلق أن نعزو كل أسباب هذه الأزمات للحرب ولابد لنا من القول إن الإدارة الاقتصادية في سورية لم تكن على مستوى الحرب وبقيت في نطاقها التقليدي أو تبحث عن حلول من الماضي وتعيد إنتاجها من جديد وخير دليل على ذلك ما حدث في المشتقات النفطية

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك