الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

أين تذهب خلال الصيف؟.. الأسعار 5 نجوم والفقراء إلى الحدائق !

الاقتصاد اليوم:

وبدأت العطلة الصيفية ومعها تبدأ هموم الأهالي والأسر في كيفية تلبية احتياجات الأولاد للبرامج والدورات والأنشطة الاجتماعية كلها في ظل واقع معيشي صعب يضغط على الشرائح الاجتماعية لجهة تأمين حاجاتهم من السلع والأغذية..

ومع العطلة تتسابق الأندية الصيفية والاتحادات الرياضية والجمعيات الأهلية وحتى الوزارات المعنية كالسياحة والشؤون الاجتماعية والعمل لوضع الخطط والبرامج اللازمة لاستقطاب الأطفال والشباب لارتياد نواديهم، فكيف تقضي الأسر تلك العطلة وتستثمرها في الترفيه والتسلية عن أولادها.. وهل الإمكانات المادية لديها قادرة على تلبية تلك الأنشطة المختلفة..؟

في الحدائق

أبو راضي أب لأربعة أولاد قال: بعد التفكير وضرب الأخماس بالأسداس لحساب تكلفة الدورات الصيفية المعلن عنها في النوادي وغيرها من المسابح وأماكن الترفيه تبين حاجتي لـ 100 ألف ليرة حسب رغبة الأولاد في تلك الدورات كالسباحة وكرة القدم والسلة و و.. لذلك نلجأ للحدائق العامة وبخاصة تلك التي تحتوي على بعض الألعاب المسلية المجانية على قلتها.

راغدة أم لثلاثة أطفال قالت: غالباً ما يلح علي الأولاد اصطحابهم ولو في الأسبوع مرة واحدة إلى حديقة الألعاب أجد نفسي في حيرة من أمري، فاللعبة الواحدة مثلاً لدقيقتين بـ 100 ليرة وبعض أماكن التسلية تصل قيمة اللعبة إلى 350 ليرة مدة خمس دقائق.

بعض الحدائق العامة مستثمرة من قبل مستثمرين قاموا بتجهيزها ببعض الألعاب المسلية تحتاج منها لتسلية طفل واحد فقط إلى مبلغ لا يمكن للأسر ذوات الدخول المحدودة والمعدومة حتى إن تفكر باللجوء إلى تلك الحدائق، فكيف إذا كان نحو الأندية الصيفية أو حتى المسابح.

أبو محمود يعمل في مهنة حرة قال: أمام إلحاح طفلي اصطحبته إلى أحد المسابح الشعبية وراح يشرح لي: دخولية المسبح بـ500 ليرة.. سندويشة البطاطا بـ500 ليرة، وليس لدي القدرة لاصطحابه ولو مرة واحدة في الأسبوع.

أبو محمود واحد من عشرات بل مئات الأسر العاجزة عن تأمين لقمة عيش أطفالهم واحتياجاتهم اليومية وآخر همهم تلك النوادي وليس أمامهم إلا الحدائق العامة والشوارع والحارات يلعب فيها أطفالهم.

في النوادي

أم اسكندر دفعتها غيرة ابنتها ذات السنوات السبع من رفيقاتها للطلب من والدتها أن تسجلها في نادي البلدة الرياضي للعبة الكاراتيه فكانت المشكلة في تأمين بدلة الكاراتيه حيث ثمنها 5 آلاف ليرة باستثناء رسم التسجيل الشهري 2500 ليرة وأمام إلحاح طفلتها لجأت الى شراء البدلة مستعملة من أولاد الجيران الذين سبقوها الى النادي العام الماضي للعبة الكاراتيه.. فإذا كان لديك ثلاثة أطفال بالتأكيد لن تستطيع أن تلحقهم بنشاطات تلك الأندية أو أن تصطحبهم كل أسبوع في رحلة ترفيهية إلا إذا وجدت من يقرضك قيمة الرحلة ناهيك بالدورات التعليمية الصيفية ومبالغها الخيالية.

المطلوب

على الجهات المعنية والاتحادات الرياضية وأصحاب المنشآت السياحية والترفيهية الخاصة والعامة معاً التفكير بجدية في وضع دراسة تكاليف دقيقة لبرامجها ودوراتها الترفيهية الصيفية وبما يتناسب مع دخول المواطن المتواضعة وربما المعدومة قادرة على جذب الشرائح الاجتماعية كافة نحو برامجها ونواديها بأسعار تشجيعية وحتى رمزية وأن تتكافل الجمعيات الأهلية والخيرية في العمل مع الوزارات والجهات العامة لتأمين برامج وفق صيغ مختلفة وحتى بشكل مجاني لو استطاعت لاستقطاب المواطنين وتشجيعهم على تسجيل وإشراك أولادهم في تلك البرامج بحيث لاتبقى تلك النوادي والمسابح وحدائق الألعاب وأماكن الترفيه كلها حكراً على الأغنياء ومن يملكون المال.

فالعطلة الصيفية فرصة ثمينة لاستثمار طاقات الأجيال وتنمية المواهب والمهارات في مختلف الأنشطة سواء كان منها الرياضة أو الفكرية والأدبية والثقافية من خلال هذه النوادي الاجتماعية وغيرها ما يتطلب من الجهات المعنية والمشرفة عليها توفير كل المستلزمات والتجهيزات التي تتيح لجميع الشرائح الاجتماعية الحصول عليها بيسر وسهولة بعيداً عن الجشع والاستغلال وتفعيل الرقابة عليها بحيث لا تتحول إلى مراكز همها الربح والاستثمار وجمع المال فقط وتفعيل دور التدخل الايجابي للجهات العامة بالرقابة على كل أنشطتها ومرافقتها بما يوفر استثماراً أفضل للطاقات الشابة والواعدة وانتشالها من آثار الحرب الظالمة التي فرضت على الوطن وتركت آثاراً وجروحاً لا تندمل بسهولة، لتصل بالأجيال إلى بر الأمان ولاسيما أن الأزمة ومفاعيلها دفعت بالكثير من الأسر إلى زج أولادها والأطفال منهم في سوق العمل لمساعدتها في تلبية احتياجاتها المعيشية.”

“تشرين “

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك