الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

إنتاجية العامل السوري تعاني من عدم تحسين الإنتاج والترهل التشغيلي

الاقتصاد اليوم ـ خاص:

    ارتفعت إنتاجية العامل من (246467) ليرة سورية عام 2005 إلى (295725) ليرة سورية عام 2010 وارتفعت بشكل طفيف طوال سنوات الأزمة لتصل عام 2016 إلى (299133) ليرة سورية، ويعزى السبب الرئيس لهذا الارتفاع كنتيجة لانخفاض أعداد المشتغلين بصورة أكبر قليلاً من انخفاض قيمة الناتج المحلي الاجمالي بسعر السوق، حيث انخفض عدد المشتغلين بـ (2.36 مرة) بينما انخفضت قيمة الناتج بـ (2.33 مرة) بين عامي 2010 و2016. وليس لتحسن مهاري وتعليمي للمشتغلين، وهذا ما يدل على مظهرين سلبيين:

الأول: استمرار الإنتاجية المنخفضة للعامل السوريّ، فارتفاع نسبة المشتغلين من حملة الشهادة الجامعية لم يقابله تحسن مماثل في الإنتاجية.

والثاني: استمرار وجود الترهل التشغيلي أو البطالة المقنعة، تحديداً في القطاع العام.

    وبحسب دراسة لمركز دمشق للأبحاث والدراسات "مداد"، وحصل موقع الاقتصاد اليوم على نسخة منها، يمكن أيضاً دراسة العلاقة بين مستوى التقدم التقني والنمو السكاني ونمو متوسط دخل الفرد في سورية، بوساطة دراسة العلاقة بين معدل نمو مجمل إنتاجية عوامل الإنتاج كبديل لمستوى التطور في الاقتصاد السوري؛ ذلك أن هذا المؤشر يعطي صورةً عن مستوى التطور التقني ومستوى أداء المؤسسات، بالإضافة إلى مستوى تطور رأس المال البشري.

     شكلت العوامل الكمية، رأس المال والعمل، المصدر الرئيس للنمو الاقتصادي بين عامي 2011 و2015. وحدث تحسن ملحوظ، وإن كان غير كاف، في مساهمة العوامل النوعية (مجمل إنتاجية العوامل) التي تشكل مصدر الاستدامة في النمو الاقتصادي؛ ذلك في النصف الثاني من العقد الأول من الألفية 2006-2010.

أما في (2010-2015)، فكانت مساهمة كل من العوامل الكمية والمادية سلبية نتيجة الانخفاض الكبير في معدل النمو، والمحافظة على قيم سالبة  طوال  كامل المدة، وكانت المساهمة السلبية الكبرى للعوامل النوعية (86.60)كوسطي مدة بين عامي 2010 و2015، و(13.40) للعوامل المادية. ويلاحظ هنا انخفاض مساهمة العوامل المادية في تراجع معدل النمو طوال الأزمة.

    ويُفسر انخفاض مساهمة العوامل النوعية قبل الأزمة وتسببها بتراجع معدل النمو بعد الأزمة بعدد من العوامل التي يأتي على رأسها انخفاض المستوى التكنولوجي الذي أدت الأزمة إلى تراجع حاد فيه، وانخفاض مستوى كفاءة رأس المال البشري غير القادر على الإبداع، وضعف استغلال الكفاءات منه على النحو الأمثل وهجرتها، وانخفاض مستوى التعليم النوعي والتدريب، وضعف أنشطة البحث والتطوير، وانخفاض مستوى العوامل المؤسسية والموارد الطبيعية (الأرض- المناخ).

ويمكن الاستدلال على ذلك بفضل العلاقة القوية التي يظهرها التحليل الإحصائي بين معدل نمو مجمل إنتاجية عوامل الإنتاج ومعدل نمو ناتج القطاع الزراعي الذي يرتبط إلى حد بعيد بالعامل المناخي. وإضافة إلى العوامل المذكورة آنفاً، يشار إلى التأثير الكبير لعوامل الاستقرار في توفير مناخ يساعد على جذب الاستثمارات، إذ أدى عدم الاستقرار إلى طرد الاستثمارات.

ولا بد من الإشارة أخيراً إلى أن قوة وتطبيق القانون وحماية حقوق الملكية تؤثر تأثيراً كبيراً في نمو إنتاجية عوامل الإنتاج.

ولا يخفى غياب مثل هذه الوقائع في معظم المناطق التي سيطرت عليها العصابات المسلحة.

الاقتصاد اليوم

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك