الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

احذروا إعادة استخدام البلاستيك ... سم قاتل ويسبب أمراض خبيثة

الاقتصاد اليوم:

بعدما باشرنا العمل في هذا الموضوع أصبحنا نشعر بأن كل ما نستخدمه غير صحي وغير مضمون الاستخدام! والمعلومة الأكثر مفاجأة ورعباً هي أن العبوات المخصصة للماء والمشروبات لا يجوز استخدامها بعد تفريغ محتوياتها، ومن يدري ما هو عدد المرات التي يتم فيها استخدام عبوات الماء وعبوات المشروبات الأخرى؟ وأسوأ ما في الأمر هو أن أغلب المحلات تعيد استخدام هذه العبوات على مرأى كل أنواع الرقابات، فالاستراحات تقدم الشاي الساخن في العبوات البلاستيكية، وبائعو الفول يضعون الفول المغلي في أكياس من النايلون وأكثرها من النوع الضار جداً، بل إن هنالك من يتحدث عن أنواع من أكياس الخبز نوعيتها غير محسومة الأضرار بطريقة توحي بأن القضايا الصحية ليس لها من يحميها، بل إن مدير أحد المعامل الخاصة بتصنيع النايلون أكد أن إدارة أفران عامة هي من طلبت منه تصنيع الكم على حساب النوع من أكياس النايلون!

 يقول الكيميائي ناظم ثلاج- مدير السلامة الكيميائية والمنسق الوطني لاتفاقية «بازل» إن سبب انتشار البلاستيك الهائل هو سهولة تشكيله وكذلك سعر الاقتصادي، فهو يلبي حاجات أو يستخدم بحاجات لا يمكن لمثيله تلبيتها.

اكتشف البلاستيك وانتشر قبل الحرب العالمية الثانية، وكان من المتوقع أن تتمكن الطبيعة من تحليله خلال مدة لا تتجاوز الخمس سنوات، ثم ارتفع توقع معدل التخلص منه إلى 25 عاماً ومن ثم ارتفع إلى 75 عاماً، وآخر التوقعات أنه يحتاج 400 عام حتى تتخلص منه الطبيعة كما قال الكيميائي ثلاج، مضيفاً أن الشائع استخدامه قبل أكياس النايلون هو أكياس الورق الذي يحتاج عاماً واحداً حتى يتحول مع الطبيعة من دون أضرار، لكن المشكلة كما يضيف ثلاج أن هذه الأكياس لا تلبي الحاجة، ففي السابق لم يكن هنالك استخدام لأكياس النايلون حيث كان الشائع استخدام «السفرطاس» مثلاً لنقل الطعام، ولكن الخدمات العملية التي أصبح يقدمها البلاستيك جعلته ينتشر بسرعة برغم أضراره الصحية والبيئية، مثلاً كان يصنع التلفزيون من معدات مختلفة لا يدخل فيها البلاستيك، ولكن كان وزنه يصل إلى 30-40 كيلو غراماً، وهذا حجم كبير وثقيل لقطعة كالتلفزيون، وعندما استخدم البلاستيك في تصنيعه تراجع وزنه إلى 10-12 كيلو غراماً.

وعن أضرار البلاستيك قال ثلاج إن الفترة الطويلة للتخلص منه يسبب مشكلة حقيقية، فالتخلص غير الآمن من البلاستيك «كالحرق» يولد غازات دفينة تضر بسلامة طبقة الأوزون، وتضر بصحة الإنسان، لأن غازات الديوكسينات هي المولد الأول للأمراض الخبيثة «السرطان».

وأكد ثلاج أن وزير الإدارة المحلية شكل لجنة للاستعمال الآمن للمواد البلاستيكية، وذكر أن التصنيف العالمي للبلاستيك يتوزع إلى 7 أنواع:

– بولي إيتيلين، وهذا يستخدم في العبوات البلاستيكية( ماء مشروبات غازية) وهذه يجب استخدامها مرة واحدة فقط، فالتاجر يبيع الماء أو المحتوى وليس العبوة، ولأن هذا لا يطبق أكد ثلاج أنهم دعوا للنظر في استخدام هذه العبوات، لأن المواد البلاستيكية ترتحل إلى المحتوى.

 – بولي إيتيلين عالي الكثافة، وهذا قابل للاستخدام أكثر من مرة (بيدونات الماء، وعبوات الكولا، والبيبسي) ويذكر أن ارتحاله شبه معدوم بين مكوناته «الجزيئات البلاستيكية» والمكون الغذائي. – بولي فيتيل كلورايت، كان هذا النوع يستخدم قبل نحو 20 عاماً، وكانت عبواته تتكسر، وهذا ممنوع قطعياً لأنه مسرطن، ويمنع استخدامه مع المواد الغذائية، ولدى هذا النوع خاصية العزل، حيث يستخدم لعزل الأسلاك الكهربائية، وفي قساطل مياه الصرف الصحي. – بولي إيتيلين منخفض الكثافة، وهذا يستخدم لتصنيع أكياس النايلون غير الغذائية، وينصح بعدم استخدامه مع المواد الغذائية، يستخدم في الحقائب، والتيبات. – بولي بروبلين: يعد من أكثر المواد البلاستيكية أماناً ويتحمل الحرارة، وينصح باستخدامه للبارد والساخن وتصنع منه أكياس الخبز، وبعض عبوات الأدوية، والحقن، وكذلك «لهايات» الأطفال «والببرونة»، وتمديدات مياه الشرب وتصنيع الطبقة الداخلية لخزانات مياه الشرب. – بولي استايرن، وهذا يوجد في صناديق الخضر، الفلين، وهذا آمن لنقل الخضر، ولكنه يتأثر بدرجات الحرارة، لذا يعد آمناً من دون تعرضه لدرجات الحرارة، وفي حال تعرضه للحرارة يصبح مادة سامة خاصة عند استخدامه لحفظ الوجبات السريعة، وهنا يصبح سماً حقيقياً، لذا ينصح بعدم استخدامه مع المواد الغذائية أو حتى لعب الأطفال، وللأسف هذا يحصل في جميع محلات الوجبات الجاهزة وعلى مرأى الجميع، علماً أنه ممنوع عالمياً للوجبات السريعة، وأهم استعمالاته للعزل الحراري والصوتي والديكور.

– كل أنواع البلاستيك غير المذكورة سابقاً تصنف تحت بند مواد بلاستيكية مجهولة المصدر، ينصح بعدم استخدامها بأي تماس مباشر مع الغذاء.

ويؤكد ثلاج أن القوانين الحالية تمنع إعادة تدوير البلاستيك بكل أنواعه لأغراض بتماس مع الغذاء والدواء ولعب الأطفال.
قبل نهاية العام

وعن الجهات التي تتابع صحة المواطنين ومنع استخدام الأنواع غير الآمنة أكد ثلاج أنه قبل نهاية هذا العام ستكون التوصيات ملزمة، وأن هنالك لجنة تسمى «لجنة ترميز البلاستيك» ستكون جاهزة للتطبيق قبل نهاية العام، وستكون هنالك حملات توعية، ويؤكد ثلاج أن المطلوب عمل مشترك مع جهات أخرى كالصحة والصناعة والتجارة الداخلية، وكل من غرفتي الصناعة والتجارة، وأن التوعية تحتاج إعلانات مكثفة عن أضرار الأنواع السبعة من البلاستيك. ويرى ثلاج أن هنالك الكثير من الأمراض التي لم تكن معروفة في السابق قبل انتشار البلاستيك كمرض التوحد مثلاً، وأن هنالك ظاهرة الكهرباء الساكنة في الجسم التي تظهر على شكل شرارة غير معروفة أضرارها أيضاً.

تشرين

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك