الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

الأبقار في سورية يتراجع إنتاجها من الحليب 18 بالمئة..لهذا السبب

الاقتصاد اليوم:

 أكد المهندس عبد الرحمن قرنفلة الخبير في الإنتاج الحيواني أهمية تأمين المقننات الغذائية اللازمة للثروة الحيوانية بشكل عام, والأبقار الحلوب بشكل خاص، حيث تؤثر التغذية تأثيراً مهماً ومباشراً في إنتاج الحليب من الأبقار فإذا كانت التغذية جيدة أثناء الحمل فإنها تؤمن للحيوان حاجات الغذاء المناسب له لبناء جسمه عموماً والغدة اللبنية خصوصاً، وكذلك توفير احتياجات المولود من المركبات والعناصر الغذائية الضرورية للنمو في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل على الخصوص, أما أهمية التغذية بعد الولادة فإنها تؤمن الحاجات الغذائية الكافية للحفاظ على الحالة الجسمانية الطبيعية للحيوان، وفيما يخص إنتاج الحليب فيجب أن نوفر التغذية الكافية للمحافظة على كمية الحليب المنتج ضمن قدرات الحيوان الطبيعية.

وأضاف قرنفلة: من المعروف أن الطاقة في العلف تعد عاملاً رئيساً مهماً في المحافظة على إنتاج الحليب ضمن المستوى الطبيعي لقدرة الحيوان،.

ومن جانب آخر, نوه قرنفلة بأن الوراثة تؤدي دوراً أساسياً ومؤثراً في إفراز وإنتاج الحليب لأن هذا المحصول من الصفات الكمية التي تتحكم الوراثة بجزء مهم منها، وأن البقرة التي تمتلك صفات وراثية جيدة يمكن أن تعطي أقصى ما يمكن من الإنتاج عند ملاءمة الظروف البيئية لها وإذا كان العكس فإن الإنتاج ينخفض بالرغم من صفاتها الوراثية الجيدة.

وأكد قرنفلة أن البيانات الإحصائية تشير إلى زيادة عدد القطيع البقري من /1,1/ مليون رأس عام 2011 إلى /1,144/ مليون رأس عام 2016 وبنسبة زيادة تصل إلى 2,9%, إلا أن إنتاج الحليب البقري تراجع من /1701815/ طناً إلى /1433045/ طناً للفترة الزمنية نفسها وبنسبة تراجع تصل إلى 18,75%, ما أثر سلباً في قطاع صناعة الألبان وفي أسعار مبيع الحليب، وحيث إن الوحدات البيطرية المحلية لم تسجل حدوث جوائح مرضية يمكن أن تؤدي إلى تراجع الإنتاج فإن انخفاض حصول الأبقار الحلوب على احتياجها من العلف يعد العامل الرئيس وراء تراجع إنتاج القطاع من الحليب.

وأشار قرنفلة إلى أن دراسة علمية سبق أن تم إنجازها في محطة أبقار فديو في اللاذقية أكدت أن متوسط إنتاج الحليب اليومي لأبقار «الهولشتاين» في مزرعة فديو تحت الظروف السورية أقل بكثير مما هو موجود للعرق نفسه تحت الظروف الأوروبية، وإن تحسين الأساليب الإدارية وظروف الرعاية والتغذية يمكن أن يؤدي إلى زيادة إنتاج الحليب اليومي, ويقلل من تأثير سنوات الولادة فيه، ما قد ينعكس إيجاباً على الأداء الإنتاجي والحالة الاقتصادية في المحطة.

وختم قرنفلة تصريحه بالقول: ينبغي على الجهات المعنية توفير الحاجات العلفية اللازمة للثروة الحيوانية وضمان وجود مخزون علفي يغطي حاجات الثروة الحيوانية مدة ستة أشهر، وكذلك مطلوب زيادة الاستثمار في البرامج التي تضع الحليب ومنتجات الألبان في متناول الأسر الريفية الفقيرة ومساعدتها على إنتاج الحليب منزلياً, من خلال تشجيع الاحتفاظ بثروة من الحيوانات الحلابة الصغيرة كالأغنام والماعز، على المستوى المنزلي, باعتبار الحليب ومنتجات الألبان جزءاً من نظام غذائي متوازن، ويمكن أن تصبح مصدراً مهماً للطاقة الغذائية والبروتين والدهون حيث أن كوباً من 200 ملليلتر يومياً من حليب البقر، يوفر في المتوسط لطفل يبلغ من العمر5 سنوات، 21 بالمئة من حاجات البروتين و8 بالمئة من السعرات الحرارية، ومغذيات دقيقة رئيسة… كما أنها غنية بالمغذيات الدقيقة الحرجة الأهمية لمكافحة سوء التغذية إذ يتيح الحليب مساهمة قيمة في تلبية حاجات الجسم إلى الكالسيوم والمغنسيوم والسيلينيوم، وفيتامين«B12»، وحامض البانتوثينيك «فيتامين B5 ».، وثمة أدلة أيضاً تشير إلى أن الحليب ومنتجات الألبان تلعب دوراً في الوقاية من الأمراض غير المعدية المرتبطة بالنظام الغذائي مثل مرض السكري من النوع 2 بل وبعض أنواع السرطان..

تشرين

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك