الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

الأطباء هاجروا..و وزارة الصحة تقطن المريخ

الاقتصاد اليوم:

عندما يسأل التلميذ في المدرسة ، ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر تكون الإجابة التقليدية النمطية التي يحبها الأهل : ( أريد أن أصبح طبيبا ) ، و عندما تسأل الطالب لماذا : ( يجيبك لكي أداوي الجرحى و أقوم بأعمال إنسانية هي إجابات نمطية معتادة ، يربي الأهل و المجتمع أولادهم عليها عاما بعد عام ، ثم يأتي الواقع ليغير العمل من إنساني إلى ربحي..

المجتمع يريد أن يعيد الأطباء إلى أحلام طفولتهم !

دائما كان يحسد المواطن السوري على أن الطبابة في سورية لا تكلف الأموال الباهظة ،و غالبا ما تكون الرعاية مجانية ، ولاسيما في المشافي التابعة لوزارة الصحة ، و لكن و للأسف الشديد بفعل ممارسات الأطباء الكثيرة ، بدأت تتحول تلك المشافي العامة إلى خاصة ، ولاسيما أن الكثير من الأطباء يحولون مرضاهم إلى عياداتهم أو المشافي الخاصة التي يعملون بها ، بل و في حالات كثيرة يتجرد الطبيب من إنسانيته و يمتنع عن مداواة المريض حتى في الحالات الإسعافية .
وصلتنا عدة شكاوي بخصوص مشفى كرم اللوز في حمص ، و كان منها : ( المريض يترجى الطبيب المقيم للنزول إلى قسم الإسعاف و بخاصة في المساء، الأطباء الاختصاصيون في المشفى يحولون مرضاهم إلى المشافي الخاصة ، عدم الالتزام من قبل الاختصاصيين بالدوام ، نقص بالأجهزة الطبية و عدم صيانتها ، الطابقان الثالث و الرابع على الهيكل و تم تعفيشهما )

و عند الاتصال بمدير المشفى الدكتور أحمد عباس : (أكد أن المشكلة الأساسية بمشفى كرم اللوز هي النقص الحاد بالأطباء سواء من الاختصاصيين أم من المقيمين ، فمثلا كان يوجد طبيب عصبية واحد و سافر إلى خارج البلاد ، كما يوجد طبيبتا صدرية فقط ، مشيرا إلى أنه في مفاضلة 2016 لم يأت أحد إلى حمص من المقيمين لا بالداخلية و لا بالأطفال ، مؤكداً أنه يتابع الأمر مع مديرية الصحة )

(وأشار الدكتور إلى أن أجهزة القلب تعمل و إذا توقفت عن العمل فهي تتوقف لدقائق قليلة جدا ثم يأتي المهندس الفني المسؤول و يصلح العطل ) فهل سيصمد المريض ريثما يتم الانتهاء من إصلاح الجهاز ؟

(و أما بخصوص الإسعاف فقد أشار إلى أنه بسبب النقص بأطباء الإسعاف فقد ألزم الأطباء المقيمين بالإسعاف بشكل دوري ، و أما عن الطابقين الثالث و الرابع فهما قيد الإكساء و الشركة المنفذة على وشك الانتهاء في 1/7/2017 )

ربما تكون فعلا مشكلة المشفى هجرة الأطباء ، أو عدم تجرؤ أيا من المقيمين على تسجيل مفاضلتهم في محافظة حمص ، نظرا لما خلفته الحرب في تلك المدينة ، و كان قد صرح سابقا نقيب الأطباء عبد القادر حسن : ( أن عدد الأطباء الذين هاجروا عام 2015 بلغ 900 طبيب وأن نسبة الأطباء الذين هاجروا إلى خارج البلاد خلال فترة الأزمة تجاوزت في مرحلة معينة 30 بالمئة أي ما يعادل 10 آلاف طبيب من أصل 40 ألفاً).

وزارة الصحة لاتزال تقطن كوكب المريخ رافضة النزول إلى الأرض ، مترفعة عن قضايا بالغة الحساسية .

أين هي وزارة الصحة مما يجري ؟ و ما هو الحل بإلزام المقيمين بالدوام في المشافي العامة في حمص ؟ تبقى الإجابة برسم المعنيين .

غدا عندما نواجه أحد المسؤولين بموضوع الهجرة ، و نقول له الأطباء يهاجرون ، و معظم شبابنا هاجروا ، سيواجهنا بعقد مؤتمر للبحث في موضوع الهجرة ، و سيخلص إلى نتيجة مفادها أنه يجب أن نمنع الهجرة .

هاشتاغ سيريا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك