الاقتصاد اليوم:

يتعاطى الكثيرون أدوية عشوائية تهدف إلى إنقاص الوزن “التنحيف”، لتصبح الظاهرة موضة- يجهل الكثيرون مضارها- وغالباً ما يلجؤون إلى الصيدلي من دون استشارة طبيب مختص، وهنا مكمن الخطورة!.

أكثر الأدوية شيوعاً واستخداماً اليوم هو “ميتفورمين” بأسمائه التجارية المختلفة، فماذا عن هذا الدواء، هل يصلح بالفعل لإنقاص الوزن، ما هي استخداماته الفعلية، وما هي الآثار السلبية المترتبة على تناوله بشكل خاطئ؟!.

الدكتور محمود بركات أخصائي جراحة عامة في مشفيي الأسد والمواساة بدمشق يؤكد أن الميتفورمين بأسمائه التجارية المختلفة “غلوكوفاج، سيدوفاج، ميتفورال…الخ” غير مصرح به إلى اليوم لتخفيف الوزن، رغم وجود دراسات عديدة حول الموضوع، لكن لم يوضع إلى الآن استطباب واضح لاستخدام هذا المركب في علاج البدانة بأي من درجاتها.

مضيفاً: صحيح قد يسبب نقصاً في الوزن عند غير السكريين، لكن هذه النتيجه هي نتيجة إحصائية فقط بمعنى أنه لا يمكننا إلى الآن أن نفهم لماذا يحدث نقص الوزن، نحن بحاجة لدراسات أعمق واختبارات أوفى تكشف هذا الغموض قبل أن يرشح الدواء لنيل التصريح، كما أن هذا التأثير متغير من مريض لآخر ومرتبط أحياناً بممارسة الرياضة، ومن باب الخيبة فإن كل هذه التأثيرات سوف تزول عند إيقاف الدواء وسيعود المريض لكسب الوزن.

ورداً على سؤال بخصوص استخدام “الميتفورمين” أوضح “بركات” أنه دواء مضاد لارتفاع سكر الدم، فهو ينقص إنتاج السكر في الكبد ويخفف من امتصاصه في الأمعاء، كما أنه ينقص المقاومة على الأنسولين فيزيد من فعالية الأنسولين في خفض سكر الدم عند ارتفاعه، لافتاً إلى أن البعض قد يتمسك بواحدة من هذه الآليات ليدعم استخدام الدواء في خفض الوزن، لكن ما يجهلونه أن كلاً من هذه الآليات ترتبط بآليات مضادة متوازنة ومعقدة. إذاً يستخدم الميتفورمين بشكل أساسي في ضبط سكر الدم عند مرضى السكري النمط الثاني “غير المعتمد على الأنسولين أو المقاوم للأنسولين” بالمشاركة مع أدوية أخرى.

وعن الآثار الجانبية لاستخدام الدواء ومحاذيره، بيّن الدكتور بركات أن استعمال هذا الدواء بشكل عشوائي ودون إشراف طبيب مختص يضر كثيراً، فالطبيب وحده من يعلم تأثير الدواء وآثاره الجانبية وتوافقه مع حالة المريض والجرعة الملائمة، مشيراً إلى أن أهم الآثار الجانبية الشائعة لاستخدامه هي الغثيان والإقياء وحموضة المعدة والحرقة، كما قد تحدث آثار جانبية أكثر جدية كزيادة مستويات حمض اللبن ونقص امتصاص فيتامين ب 12، بالإضافة إلى ذلك قد يؤدي استخدامه لارتفاع في حموضة الدم وحدوث نوبة نقص سكر عند تعرض المريض للحمى أو الرض في حال الحوادث، وأيضاً لا يجوز استخدامه عند وجود قصور كلوي أو كبدي أو ارتفاع حموضة الدم أو فشل قلبي يحتاج لعلاج دوائي.

البعث