الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

الاستثمار الحقيقي

الاقتصاد اليوم ـ خاص:

استحوذت شركة النقل الأكبر في العالم "أوبر" على منافستها في سوق الشرق الأوسط "كريم" بصفقة بلغت 3.1مليار دولار دفعت أوبر بموجبها 1.4مليار دولار نقداً و 1.7مليار دولار على شكل سندات قابلة للتحويل لأسهم، فما الذي دفع أوبر لدفع هذا المبلغ الهائل لشراء شركة لاقيمة لأصولها مقارنة بحجم الصفقة؟

الإجابة تتمثل بالنقاط التالية:

1-    لا يعتمد هذا النوع من الصفقات على قيمة الأصول بل على ما ستجنيه من أرباح محتملة خلال السنوات القادمة فمثلاً لو كانت "كريم" ستحقق أرباحاً بقيمة ستة مليارات دولار تكون "أوبر" قد دفعتهم الآن دفعة واحدة على أن تستردهم مستقبلاً ستة مليارات دولار، هذا النوع من الاستثمار يدعى  Discounted cash flow  “DCF”.

2-    الحقيقة إن "أوبر" لم تشتري "كريم" بهذه الصفقة بل اشترت السوق ذلك أن قانون الثنائية Law of Duality يقول حين تتنافس شركتان عملاقتان على مدى طويل يصبح من الصعب أن تدخل بينهما شركة ثالثة مهما دفعت من أموال "أبل ومايكروسوفت - كمثال".

3-    تجنبت "أوبر" منافس عالمي محتمل فمثلاً لو قررت "كريم" أن توسع أعمالها في بلاد أخرى فستستحوذ على جزء من حصة أوبر في أسواق تلك البلاد.

4-    يمكن "لأوبر" بعد هذه الصفقة أن تقلص من نفقاتها الاعلانية والحسومات والعروض التي تقدمها لمنافسة "كريم".

بقي أن نعلم أن شركة أوبر نشأت حين خرج ترافيس كالانيك Travis Kalanick في ليلة مثلجة من مؤتمر كان يحضره في باريس و واجه صعوبة بالحصول على تاكسي وتخيل وجود تقنية تسمح له بالحصول على تاكسي بكبسة زر، تزامن هذا مع تغريدة أطلقها صديقه غاريت كامب Garrett Camp يطلب فيها منتجات جديدة مميزة لشركة ناشئة تعتمد على تقديم خدمات في المناطق المحليّة وطلب بعض الأفكار لينطلق في خطته ، من هنا بدأت فكرة أوبر بالتكون داخل عقل “جاريت كامب” وسرعان ما تحولت لشركة نجحت بابتلاع قطاع النقل بمعظم دول العالم دون أن تمتلك سيارة واحدة.
.
لو نظرنا لما سبق وأضفنا له أن أضخم شركة تسويق فندقي في العالم Booking.com لا تملك فندقاً واحداً لأدركنا أن مفاهيم الاستثمار و الأعمال "تجارة، صناعة، سياحة..." التي ورثناها لم يعد لها مكان في العالم وأن هناك ثورة حقيقية في عالم الأعمال لن تقوم لنا قائمة مالم نواكبها.


فيصل العطري

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك