الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

التشغيل للغير في الصناعات النسيجية..فوائد لا تخلو من المشكلات

الاقتصاد اليوم:

اعتبر العاملون في المؤسسة العامة للصناعات النسيجية تجربة التشغيل للغير في المؤسسة إيجابية على الرغم من الصعوبات التي تعيق عمليات التشغيل.

ويرى المدير العام للمؤسسة الدكتور نضال عبد الفتاح أن تطبيق هذه التجربة يعيد العمليات الإنتاجية لمصلحة الشركات المتوقفة عن العمل، إضافة إلى أن عقود التشغيل للغير وفّرت سيولة مادية لشركات الغزل مكّنتها من تغطية رواتب وأجور العاملين المخصصين لتنفيذ عقود التشغيل في كل شركة من شركات الغزل المعنية وبالتالي تخفيض الخسائر ما أمكن، فضلاً عن أنها مكّنت من عودة الآلات للعمل ما ساهم في الحفاظ عليها وعلى جاهزيتها، وبالتالي خفّضت من استهلاك القطع التبديلية ومستلزماتها، وساهمت في تنشيط العمالة من خلال إعادة ربط العامل بالعمل الإنتاجي.

مشيراً إلى أن هذه التجربة في الشركات التابعة تتيح إمكانية التعامل مع القطاع الخاص بما يحقق منفعة مشتركة ومتبادلة والاستفادة من إمكانات هذا القطاع في ظل الظروف الراهنة، ولاسيما أن القيام بالأعمال التشاركية مع القطاع الخاص سابقاً كان يشوبها بعض التردّد، مبيّناً أن تأمين مادة القطن لتشغيل شركات المؤسسة بشكل مباشر هو الأفضل شريطة تحقيق هذه الشركات ريعية اقتصادية.

وأوضح عبد الفتاح أن توقّف شركات الغزل عن الإنتاج مدة تزيد على السنة بسبب عدم توفر المادة الأولية “القطن” أدّى إلى استنزاف السيولة النقدية في هذه الشركات من خلال الاستمرار في دفع أجور العاملين المقدّرة بـ1.7 مليار ليرة وبعض النفقات الأخرى.

فهذا التوقف حسب عبد الفتاح أدّى إلى الترهّل والوهن عند العمال نتيجة عدم تواصلهم مع العمل الإنتاجي، كما أن توقف الآلات الإنتاجية عن العمل يؤدّي إلى سوء الوضع الفني لهذا الآلات، وبالتالي زيادة استهلاك القطع التبديلية ومستلزماتها.

وعن أبرز الصعوبات التي واجهت هذه التجربة قال عبد الفتاح إنها تتمثل بارتفاع نسبة العوادم والشوائب في الأقطان المورّدة من المتعهّدين ما أدّى إلى انخفاض نسب التنفيذ، وبالتالي نقص في كميات الغزول الناتجة، مع زيادة أسعار المحروقات والكهرباء ومنح تعويض معيشي للعاملين ما أدّى إلى ارتفاع تكلفة التشغيل مع انقطاع التيار الكهربائي.

وفي السياق ذاته أشار عبد الفتاح إلى أن ما تتميز به هذه التجربة هو توفر المواد الأولية /الأقطان/ والتوزّع الجغرافي للشركات وقربها من أسواق الاستهلاك ومن مرافئ التصدير مع وجود طاقات إنتاجية كبيرة وتوفر اليد العاملة والخبرات الفنية في سورية ووجود بعض الشركات في مناطق آمنة.

وفي الوقت نفسه لم يخفِ عبد الفتاح نقاط الضعف التي تعيق عمل المؤسسة المتمثلة في ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب قدم الآلات وضعف في عمليات التجهيز النهائي مع وجود بعض الشركات في مناطق غير آمنة وضعف التسويق الخارجي بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة.

المصدر: صحيفة "البعث"

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك