الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

التموين تفشل مجدداً في كسب حرب المتة....فمن يدير أسواقنا؟!

الاقتصاد اليوم:

حرب المتة كما أطلق عليها.. تنتهي بتعديل قرارات تسعيرها لصالح التجار وذلك برفع أسعارها، ولكن مع تعديل الأسعار الأخير لصالح التجار…لا بد هنا من ذكر أمر يدور في أذهان الكثير من المواطنين ألا وهو:

وزارة التجارة أصدرت سابقا قرارات خفضت بها أسعار المتة…وأكدت خلالها بأن قراراتها مدروسة وأن الأسعار مجزية لجميع الأطراف….ما حدث في السوق بعد قرار التخفيض هو فقدان للمتة وتهريب لها إلى لبنان وفق ما نشرته العديد من المواقع الإعلامية المحلية، وخلق سوق سوداء. نعم سوق سوداء للمتة للأسف.. وبلغ سعر العبوة ما بين 600 إلى 900 ليرة حسب نوعها…وبعد فقدان المتة من السوق، بين وزير التجارة الداخلية عبد الله الغربي في تصريح له نقلته مواقع إعلامية محلية بأن أحد تجار المتة احتكر السوق وأن أرباحه الشهرية تبلغ نحو 5 مليارات ليرة!…..

ومع كل المؤشرات السابقة عادت وزارة التجارة لتعدل التسعيرة السابقة بالاتفاق مع تجار المتة لترفعها قليلا..ليثير ذلك حفيظة الكثير من المواطنين الذين أكدوا بأن رفع أسعار المتة مجدداً يعني زيادة في أرباح تجار المتة رغم أرباحهم السابقة…وهذا الأمر يناقض كل التصريحات السابقة بأن التسعيرة قبل التعديل الأخير كانت مدروسة… فعلى أي أساس تم تعديل سعر المتة ورفعها من جديد؟..ما الذي يحدث؟..هل وزارة التجارة فعلا لم تدرس التكاليف بشكل دقيق قبل إصدار قرار التخفيض حتى قامت بتعديل السعر مجدداً؟.. أم أن تجار المتة استطاعوا عبر عدم طرح منتجاتهم في الأسواق واحتكارها ما دفع بوزارة التجارة لإعادة التسعير كحل لأزمة المتة؟..نعتقد في كلا الحالتين هناك خطأ ما في الأسواق..فالقرار إن لم يكن مدروسا قبل صدروه فهذا يعتبر خطأ…وإن كان القرار مدروسا ولم يرضى التجار به ومارسوا احتكارهم للمادة فهذا خطأ آخر…وهذا مؤشر خطير بأن أسواقنا تدار عبر التجار وليس عبر القرارات…ولا يمكن إلزام التجار بطرح منتجاتهم في الأسواق. فهذا أمر يعود لهم كونه ملكية خاصة…كما حدث في المتة..فهل تحركت هيئة المنافسة ومنع الاحتكار لكبح هذا الأمر…لم نسمع أي تصريح صدر عنها ابدا حيال هذه القضية….

ومن هنا نؤكد على أهمية أن يكون لوزارة التجارة دورها الفاعل..وأن تكون تاجراً قويا عبر صالات المؤسسة السورية للتجارة…فعندما تملك المادة وتطرحها في الأسواق فلن يهمها إن احتكر التجار موادهم أم لا…ولكن هل تستطيع أن تكون السورية للتجارة تاجرا ضخما يغطي معظم المواد وحجم الطلب الهائل في جميع أسواق المحافظات.. إذا هي مهمة صعبة ولكن يجب العمل عليها لتصحيح خلل السوق ولتصبح السورية للتجارة منافسا في السوق وليس عارضا فقط.

سينسيريا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك