الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

التنزيلات الموسمية.. (يا مآمنة بالمي بالغربال)!

الاقتصاد اليوم:

مواطنون: وهمية.. تجار: لا يجوز التعميم

مدير التجارة الداخلية: البضاعة الجديدة لا يجري عليها أي تخفيضات

بدأ موسم التنزيلات يغزو أسواق محافظة اللاذقية، كما حال جميع المحافظات السورية، فيما يتساءل عدد كبير من المواطنين الذين يتجولون في الأسواق: هل هذه التنزيلات التي يصل بعضها حتى 70 % تنزيلات حقيقية أم أنها عروض وهمية وحيل يستغلها أصحاب المحال التجارية؟، فالتاجر لا يعرّض نفسه للخسارة وإنما يحاول التخلص من بضاعة راكدة نتيجة عدم الطلب عليها، أو بضائع مكدسة لديه في المخازن؟.

وبينما الشكوك تراود أذهان الزبائن المنشدين إلى إغراءات عروض التنزيلات ينجذب الكثير منهم فلا يجد نفسه إلّا وقد أصبح داخل أحد المحال قاطعاً الشك باليقين "وما حدا بيتعلم إلّا من كيسو".

لا فرق في الأسعار.. والحل بـ"البالة"

في جولة سريعة لصحيفة "الأيام" على أسواق اللاذقية استطلعنا آراء بعض المواطنين حيث عبّر أغلبيتهم عن صدمتهم إزاء ارتفاع الأسعار الذي لم يختلف عن الأسعار في "عز" الموسم، ناهيك عن رداءة المنتج المعروض للبيع وأكثره مستورد من الخارج علماً أن المنتج المحلي هو الأفضل، ولكن عدم الرقابة والمتابعة من شعب حماية المستهلك في المحافظة من جهة وجشع التجار من جهة أخرى أدى إلى ارتفاع الأسعار بالإضافة إلى اختلاف الأسعار بين محل وآخر.

ميادة قالت لـ"الأيام": انتظر موسم التنزيلات لأشتري ملابس أو أحذية وأخبئها للعام القادم مخافة أن يتضاعف سعرها في الموسم القادم، فيما أكدت ريم أنها لم تجد أي فرق بالأسعار قبل وبعد التنزيلات، فسعر بلوزة بعد تخفيض 50 % يصل إلى 13000 ليرة يؤكد أن الأسعار وهمية "مية بالمية".

وفي ظل ارتفاع الأسعار، تفضل عبير شراء الملابس المستعملة "البالة" لأن أسعارها أقل ونوعيتها أفضل رغم ما شهدته أسعارها من ارتفاع خلال السنوات الأخيرة.

خدعة كبيرة من التجار

وحال الألبسة الرجالية ليس أفضل حالاً، إذ أكد رامي أنه غير مقتنع بما يسمى تنزيلات، قائلاً: التخفيضات الموسمية هي خدعة لأن السعر الذي يكتب على القطعة بعد التخفيضات هو سعرها الحقيقي، مضيفاً: معظم ما يعرض بضاعة رديئة ومكدسة في المستودعات يريد التاجر التخلص منها بإغراء الناس بنسبة خصم قد تصل إلى 70 % ويستبدلها بما هو جديد لعرضه في الموسم المقبل، وبالتالي فإن التخفيضات هي السبيل الوحيد لبيعها وهذه في حقيقة الحال خدعة تجارية لتنشيط حركة البيع والشراء، والزبون يقع في فخ تجار السوق الذين لايشبعون.

المطلوب "شوية" رقابة

أبو علي طالب بتشديد الرقابة على الأسواق وتفعيل دور التوعية والتواصل مع المستهلكين لرصد الشكاوى واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين لتحقيق الردع المطلوب وحماية حقوق المستهلك، فيما قال أبو سمير: أنا لا أصدق أن تاجراً يدفع إيجارات وأجور عمال ومصاريف كهرباء ومياه وخدمات أخرى يقوم بتخفيض سعر السلعة إلى 50 % أو حتى 25 % من قيمتها، بل فقط يبيعها بقيمتها الحقيقية مع إضافة هامش ربح محدود.

التنزيلات ليست لنا

وإذا تغاضى الأهل عن شراء الملابس لأنفسهم فإنهم لا يستطيعون التغاضي عن شراء الملابس لأولادهم، وهنا الطامة الكبرى إذ إن ملابس الأطفال أسعارها مرتفعة جداً.

أم مجد قالت: نظراً لبدء العام الدراسي وقرب حلول الشتاء فأنا بحاجة ماسة لشراء الملابس والأحذية لأولادي الثلاثة، لكنني لا أجد أي تنزيلات حقيقية، مضيفة: أسعار السوق ليست لنا نحن أصحاب الدخل المحدود.

لسنا ملزمين بالتنزيلات

وبما أنه للرأي دائماً رأي آخر يقول علي أحد الباعة في ساحة الشيخ ضاهر: التنزيلات المعلنة هي حقيقية ولكنها لا تشمل الملابس المصنعة أو المستوردة حديثاً ونحن لسنا ملزمين بالتنزيلات، مؤكداً أنهم يبيعون بعض الألبسة بأقل من كلفتها الحقيقية رغم أن كلفة التصنيع وأجور العمال وإيجار المخازن والمحال هي تكلفة إضافية تضاف إلى التكلفة الكلية ما يسبب زيادة الأسعار.

فيما أكد دريد تاجر في شارع الملعب بجبلة أن الغرض من التنزيلات في أكثر الأحيان يكون بيع البضاعة الكاسدة وغير المباعة في آخر الموسم، فقد يكون بعض التجار أو الباعة قد لجؤوا إلى التضليل والتنزيلات الوهمية بغرض جر الزبائن إلى محلاتهم وتنشيط حركة العرض والطلب على بضائعهم، ولكن من الظلم التعميم على كل التجار.

على المتضرر الاتصال بالتموين

متناغماً مع كلام تجار السوق جاء كلام أحمد نجم مدير تموين اللاذقية حيث قال لـ"الأيام": أصحاب المحال التجارية غير ملزمين بالإعلان عن التنزيلات، حسبما نص عليه القرار الصادر عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك والذي حدد شهرين في العام للإعلان عن التنزيلات، الشهر الأول يبدأ من منتصف آب ولغاية منتصف أيلول، والشهر الثاني في شباط، موضحاً أنه من شروط الإعلان عن التنزيلات الموسمية أن يقوم صاحب المحل بإبراز السجل التجاري بالإضافة إلى إبراز السعر القديم للسلعة والسعر الجديد.

وبيّن نجم أن البضاعة الجديدة لا يجري عليها أي تخفيضات وإنما تجري على البضائع الكاسدة في مستودعات المحال التجارية والتي لم تلقَ طلباً مثل القياسات الكبيرة للملابس والأحذية.

كما طالب نجم المواطنين الذين يشعرون بأنهم يتعرضون لخداع من التجار وأن أسعار التنزيلات وهمية، أن يقوموا بالاتصال بشعب حماية المستهلك لنتمكن من اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة وذلك من خلال تسطير ضبط يتضمن عدم الإعلان عن السعر بالإضافة إلى الغرامة المالية وفي حال تكررت المخالفة يشمع المحل بالشمع الأحمر.

صحيفة الأيام السورية

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك