الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

الحاجة أُمَُ الاختراع.. ومدافئ المازوت أصبحت تعمل على الغاز

الاقتصاد اليوم ـ مواقع:

يُقال أن الحاجة أُمُّ الاختراع، هذه المقولة كانت الشعار الذي اتبعه السوريون خلال الأزمة في شتى مجالات حياتهم، والحديث هنا مع دخول الشتاء هو عن الدفء، ففي ظل ضعف الدخل والقدرة الشرائية لدى معظم المواطنين وعملقة الأسعار، وارتفاع أسعار المازوت وتعذر العديد من الأسر عن شرائه، وصعوبة الحصول عليه في الأرياف، وخاصة مع انتشار الفساد في توزيعه من قبل الوحدات الإدارية، بدأ العديد من المواطنين بالبحث عن الحلول الأقل تكلفة.

وآخر اختراعات السوريين في هذا المجال، هو أن العديد منهم توجهوا حالياً إلى تحويل مدافئ المازوت والتي كانت لديهم “أيام الرخاء”لتعمل على الغاز، وذلك عبر إضافة صمام و”فالة” لها، وانتشرت هذه الظاهرة كثيراً في ريف دمشق، حيث أشار العديد من المواطنين لـ”الاقتصادي”، إلى أن هذه الطريقة تعتبر أقل تكلفة مقارنة في الحصول على الدفء عبر المازوت.

وعلى الرغم من رفع سعر اسطوانة الغاز وبيعها بنحو ألفي ليرة وربما أكثر في ريف دمشق، إلا أن سعرها يبقى أفضل مقارنة مع سعر ليتر المازوت الذي بلغ 155 ليرة بسعره الرسمي والذي يتم توزيعه عبر الوحدات الإدارية، وبسعر 250 ليرة كسعر حر يباع في السوق السوداء، أقل تكلفة، فأسطوانة الغاز ربما يتم استهلاكها خلال أسبوع، أما في حال أرادت الأسرة أن تستهلك المازوت خلال أسبوع فهي تحتاج إلى أكثر من 5 آلاف ليرة كحد وسطي.

والشيء الذي دفع الأسر لتحويل مدافئ المازوت لديهم إلى مدافئ للغاز، يعود إلى أن أسعار مدافئ الغاز الجاهزة أصبحت مرتفعة كثيراً ولا تناسب دخلهم أبداً، فسعر مدفئة الغاز يبدأ بـ25 ألف ليرة للمستعملة، وتصل إلى 50 ألف ليرة للجديدة، وذلك حسب نوعيتها ومزاياها، مع الإشارة إلى أن سعر مدفئة الغاز من النوع الممتاز كانت في 2011 نحو 7 آلاف ليرة فقط.

أما عدم توجه الكثير خلال هذا الشتاء للتدفئة على الحطب، فقد كانت نتيجة للتجربة “المريرة” التي عانوها خلال الشتاء الماضي، حيث لم يكن الحطب بعيداً عن الغش أيضاً والتلاعب بالوزن والاستغلال من حيث الأسعار، ووصل سعر طن الحطب إلى نحو 30 ألف ليرة، ووصل سعر كيلو الحطب إلى 75 ليرة وأكثر، عدا عن انسداد المداخن في معظم المنازل كونها غير مخصصة لهذه المدافئ بالإضافة إلى انتشار الأمراض التنفسية أيضاً، ووفق العديد من الأسر فإن تكلفة التدفئة على الحطب عادلت تكلفة التدفئة على المازوت ولكن بـ”شحار” أكثر.

وتتراوح حلياً أسعار مدافئ المازوت والتي أصبحت نوعاً من الرفاهيات وللمقتدرين مادياً فقط، ما بين 9500 إلى 22 ألف ليرة للماركات المشهورة في أسواقنا، مع الإشارة إلى أن هذه التكلفة لا تشمل “بواري” المدفئة والتي وصل سعر المتر منها إلى نحو 500 ليرة وذلك حسب نوعه، أي أن مدفئة ستكلف الأسرة ما لا يقل عن 20 ألف ليرة وسطياً.

وفي ظل ارتفاع تكاليف الحصول على الدفء سواء باستخدام المازوت أو الغاز أو الحطب، “بالطبع الكهرباء أصبحت من المنسيات بالنسبة للمواطن”، يبقى السؤال الذي يطرحه العديد من المواطنين، هل ستستمر الحكومة برفع أسعار المشتقات النفطية على حساب المواطن وحاجاته الأساسية؟.وكيف سيحصل المواطن عن الدفء بما يتناسب مع دخله؟.

ولا ننسى أن المواطن اتجه إلى التدفئة على الغاز وهذا من شأنه أن يرفع الطلب على الغاز، وقد يُحدِث أزمة خلال فترات الذروة في الشتاء، أيضاً ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن التدفئة على الغاز تعتبر ظاهرة خطرة صحياً، كون معظم المدافئ في أسواقنا لا تحرق الغاز بنسبة 100%، عدا عن كونها غير آمنة، وقد سجلت العديد من حالات الاختناق والاحتراق خلال الأعوام الماضية، فعلى من يقع اللوم في التوجه إلى هذا النمط في الحصول على الدفء ومن يتحمل المسؤولية؟.

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك