الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

الحكومة تحرف موازنتها لمواجهة استحقاقات الحصار.. وكل شيء بات رهناً بالمتغيرات

الاقتصاد اليوم:

إذا كنا نريد أن نسقط قرار الرئيس الأمريكي إبقاء القوات الأمريكية في سورية على الاقتصاد السوري , فهو يشكل جانب قاسي ومباشر من جوانب الحصار الاقتصادي الذي تتعرض له سورية وحيث يمكن القول معه " لقد بدأت حرب ثانية على سورية " حرب صعبة الهدف منها لقمة وحياة المواطن السوري وحرمانه من فرح الانتصار الذي حققته سورية على ارهاب لامثيل له خاصة في الدعم الذي تلاقاه .

الدكتور فوزي الشعيبي الباحث الاستراتيجي تحدث خلال اجتماع في مبنى الحكومة بدمشق عن أبعاد تأجيل انسحاب القوات الأمريكية من سورية بما يمكن اعتباره إحكام للحصار داخليا وخارجيا .. وما يعني تناول القمح والقطن " وهما موسمان من المفترض أنهما جيدان هذا العام " بالاضافة الى تأخير استفادة الحكومة السورية من نفط البلاد وجزء من غازها لصالح مواطنيها واقتصادها وبالتالي الاستمرار بالاستيراد الصعب نتيجة مراقبة السفن المتجهة الى سورية وعرقلتها . ومعروف هنا أن المناطق المسيطر عليها من قبل "قسد " والقوات الامريكية توجد فيها أبار نفط وغاز تؤمن 185 ألف برميل نفط يوميا و 5 ملايين متر مكعب من الغاز ؟

الحكومة السورية التي قامت بحرف موازنتها لتتأقلم مع ظروف الحصار والحرب الاقتصادية تدرك جيدا أنّه لا يمكن  التعويل  كثيرا على قمح وقطن ونفط المنطقة الشرقية حيث توجد قوات قسد والقوات الأمريكية والتي ستمنع تدفق هذه المنتجات الى داخل الجسم الاقتصادي للدولة السورية وحيث ستعمل على تهريبه الى تركيا او كردستان او عبر منع بيعه للحكومة ..

ما يطمئن أنّ الحكومة استطاعت تغليف ملف القمح  وبالتالي خبز السوريين من أية تأثيرات وقامت بخطط متالية لتأمين احتياجات البلاد لاشهر قادمة وبما يمنع اية اختناقات بالتوازي مع تطبيق خطة اصلاح داخلية لمنع الهدر والفساد والسرقة .

في موضوع النفط  تستمر الحكومة في بذل جهود فوق استثنائية من أجل ضمان تدفق المشتقات محاولة تجاوز الحصار الذي وصل الى مرحلة صعبة جدا لم تكن دول عربية شقية بعيدة عن المشاركة فيه بل وممارسة ضغوط احادية من جانبها مستغلة الظروف لصالحها ؟

مهما حاولنا التعرف الى الخطط التي تنفذها الحكومة فلن نعرف لأنّها  تقاد بسرية تامة ووفق خطط بديلة تتغير أحيانا حسب ظروف كل ناقلة . الأهم هو تمكن الحكومة من تأمين أسعار المشتقات المستوردة و التعاقد بها على التوريدات لاشهر قادمة " المبالغ التي خصصت لشراء المشتقات هي من عتبة المليار و600 مليون دولار " .

المشكلة الأهم والتي عقدت وضع المشتقات النفطية في سورية هو توقف توريدات النفط الخام الايراني منذ شهر تشرين الاول الماضي ما أثر على توفر المشتقات وعلى توفر الفيول الذي وصل انتاجه في مرحلة من المراحل الى الحد الذي لم يعد هناك قدرة على تخزينه .

المعلومات تشير إلى أنّ الاتصالات مستمرة مع الجانب الايراني لحل الامر واذا ما تم االاتفاق فان انفراج حقيقي سيحصل في موضوع توفر المشتقات النفطية  وفيما عدا ذلك تبدو الجهود مستمرة ومتواصلة وعلى اعلى المستويات لتأمين اختياجات البلاد ضمن سياسة اصطلح الدكتور حيان سليمان على تسميتها " إدارة النقص " .

في موضوع الكهرباء المعلومات تشير الى انخفاض انتاج البلاد من الكهرباء الى 3000 ميغا نتيجة نقص الوقود ما ارتفع معه التقنين .. أيضا هناك تحركات لاتتوقف لتأمين احتياجات المحطات في ظل ظروف من الحرب الاقتصادية المعلنة .

على كل هذه الظروف أو جانب منها وكلنا يعلم أن الأمور تخضع للمتغيرات السياسية و العسكرية , المهم في الأمر هو التعامل مع الواقع الداخلي بكثير من الروية والذكاء وضمن سياسات تقلل اثار الحصار قدر الامكان وهوما تجهد الحكومة من أجله  .

هامش 1 : الحكومة السورية تدفع علاوات لمستوردي النفط تصل الى 20 % نتيجة الحصار .

هامش 2 : عملية الاصلاح الداخلي لموضوع توزيع المشتقات النفطية ستصل الى درجة مراجعة كل التراخيص التي أعطيت لاقامة كازيات خلال سنوات الحرب وحيث كان معظمها بقصد التهريب ؟

هامش 3 : انخفض انتاج الفيول محليا  من مستوى 8000 طن يوميا الى 3000 طن يوميا .

المصدر: سيرياستيبس
 

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك