الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

الرياض تمد دمشق بالنفط: أول شحنة سعودية تتجاوز المليون برميل

الاقتصاد اليوم:

كشفت مواقع تتبّع حركة ناقلات النفط، أن الناقلة "بيتاليدي"، المحمّلة بأكثر من مليون برميل من النفط السعودي المخصّص لسوريا، سلكت مساراً غير معتاد، إذ تجنّبت المرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس، واتجهت بدلاً من ذلك جنوباً نحو طريق رأس الرجاء الصالح.

ووفقاً لبيانات موقع "مارين ترافيك" (MarineTraffic)، المتخصّص في تتبّع حركة ناقلات النفط حول العالم، فقد وصلت الناقلة "بيتاليدي" (Petalidi) إلى جنوبي جزيرة مدغشقر، في إطار رحلتها التي تسلك طريق رأس الرجاء الصالح.

وتشير البيانات إلى أن الناقلة تتجه حالياً نحو البحر الأبيض المتوسط عبر مضيق جبل طارق، قبل أن تواصل طريقها إلى ميناء بانياس على الساحل السوري، حيث يُتوقّع وصولها في 16 تشرين الثاني المقبل.

وتأتي شحنة النفط السعودية، المقدّرة بنحو مليون و71 ألف برميل من النفط الخام، في إطار منحة قدمتها المملكة إلى الحكومة السورية، تهدف إلى المساهمة في تلبية جزء من احتياجات البلاد من الوقود، ولا سيما لتشغيل المركبات ومحطات الكهرباء.

وأظهرت بيانات منصة "الطاقة" المتخصصة بشحنات النفط، أنّ الشحنة أُرسلت ضمن منحة تبلغ إجمالاً 1.65 مليون برميل نفط خام، وهي أوّل شحنة من نوعها بين السعودية وسوريا.

لماذا الإبحار حول قارة إفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح؟

وأظهرت صور الأقمار الصناعية وبيانات تتبع السفن أن الناقلة "بيتاليدي" التي ترفع علم ليبيريا، حُمّلت "خام الحوت" من الخفجي في السعودية، ثم توقفت في رأس تنورة لأخذ مكثفات من حقل الخف ودمجها بـ"خام الحوت"، لتتناسب مع مواصفات مصفاة بانياس السورية.

ورغم قرب المسافة بين الموانئ السعودية والسواحل السورية عبر البحر الأحمر، تجنبت الناقلة المرور من هناك، واختارت الإبحار حول قارة أفريقيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح، حيث نقلت منصة "الطاقة" عن مصادر مطلعة، أن هذا القرار جاء لسببين رئيسيين:

    امتلاء خزانات النفط في سوريا في الوقت الحالي، وليس هناك مكان لتخزين أي نفط يصل إلى البلاد في الأيام المقبلة، ما استدعى تأجيل موعد الوصول إلى منتصف تشرين الثاني المقبل.

    ارتفاع تكاليف التأمين والسلامة والمخاطر الأمنية في البحر الأحمر، نتيجة استمرار الهجمات الحوثية على السفن التجارية، حيث ترتفع تكاليف التأمين للشحنات عبر البحر الأحمر بسبب هجمات جماعة "الحوثي" في اليمن، الأمر الذي دفع إلى اختيار المسار الأطول والأكثر أمناً.

أول نفط خام سعودي يصل إلى سوريا

تشير قاعدة بيانات قطاع النفط العالمي لدى منصة "الطاقة" إلى أن هذه الشحنة تُعد أول نفط خام سعودي يصل إلى سوريا، إذ لم تستورد سوريا تاريخياً أي شحنات من النفط السعودي.

وسبق أن أعلنت السعودية، في 11 أيلول الفائت، عن تقديم منحة نفطية إلى سوريا بقيمة 1.65 مليون برميل، تهدف إلى تأمين احتياجات المواطنين من المشتقات النفطية ودعم تشغيل محطات الكهرباء.

وجرى توقيع مذكرة تفاهم بين الصندوق السعودي للتنمية ووزارة الطاقة السورية، في إطار دعم المملكة لما وصفته بـ"الاستقرار والتنمية المستدامة في سوريا"، حيث تركّز المنحة على تشغيل المصافي السورية وتحقيق الاستدامة التشغيلية والمالية لقطاع الطاقة، الذي يعاني تدهوراً كبيراً منذ اندلاع الحرب.

وأكّد وزير الطاقة السوري، محمد البشير، في وقتٍ سابق، أنّ شحنة النفط السعودية إلى سوريا ستُوجّه لتشغيل مصفاة بانياس لعدة استعمالات، أبرزها توفير الوقود للمركبات، وضمان استدامة عمل المصفاة.

التعاون السوري السعودي في مجال الطاقة

في آب الماضي، وقّعت السعودية اتفاقية و6 مذكرات تفاهم في مجالات الطاقة المختلفة بين عدد من شركات السعودية ووزارة الطاقة السورية، على هامش مشاركة المملكة في معرض دمشق الدولي.

وتشمل الاتفاقية ومذكرات التفاهم مجالات متعددة تُسهم في دعم تطوير قطاع الطاقة في سوريا، في مجالات الكهرباء والنفط والغاز، وفق منصة "الطاقة".

وتتضمن الاتفاقيات التعاون في مشروعات الكهرباء ومحطات النقل والتوزيع والمسوحات الجيوفيزيائية والجيولوجية وخدمات الحقول النفطية وحفر الآبار وصيانتها والتدريب الفني وتطوير الأيدي العاملة وتقديم الحلول المتكاملة لتطوير حقول النفط والغاز وإدارتها.

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك