الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

الزراعة تقدم دراسة لتحويل عمل السيارات من البنزين والمازوت إلى الغاز الحيوي

الاقتصاد اليوم:

قامت مديرية الطاقة في وزارة الزراعة، بتركيب جهاز تحويل لعمل السيارة على الغاز الحيوي، بعد تنقيته بنسبة عالية بدلاً من البنزين والمازوت بشكل شخصي على السيارات الشخصية الخاصة، وقد تمّ تطبيق أعلى معايير الأمان وكانت النتيجة ذات فعالية وجدوى اقتصادية عاليتين. وأعدّت المديرية دراسة فنية واقتصادية لتحويل السيارة من نظام العمل بالبنزين أو المازوت إلى نظام العمل بالغاز الحيوي– بنزين، مازوت “هجين”، مقترحة تطبيق هذه التجربة على إحدى سيارات الوزارة العاملة على البنزين كمرحلة أولى، ومن ثم الانتقال لتطبيقها على السيارات العاملة على الديزل والمولدات والجرارات الزراعية.

توفير صيانة

وخلصت الدراسة إلى نتائج عدة، لعلّ أبرزها أن تكلفة تركيب مجموعة واحدة للغاز الحيوي بحدود 300 ألف ليرة سورية، من دون جهاز التصفية للغاز والضاغط. وأشارت الدراسة إلى أن السيارة تقطع بأسطوانة الغاز ذات سعة 16 متراً مكعباً مسافة 160 كم في حال كان معدل استهلاكها 10%، أي إن كل 100 كم تستهلك 10 ليترات بنزين، لأن متر مكعب واحداً من الغاز الحيوي يستطيع تحريك السيارة للمسافة التي تتحركها باستخدام ليتر واحد من البنزين.
وأوضحت الدراسة أن استخدام الغاز الحيوي في المحركات يؤدي إلى انخفاض فترات الصيانة الدورية لهذه المحركات، مقارنة باستخدام أنواع أخرى من الوقود، إذ أن الغاز الحيوي لا يحدث تآكلاً للأجزاء المعدنية للمحرك مثل تلك التي تحدثها نواتج الوقود الأخرى والمتمثّلة بأكاسيد الكبريت ومركبات الرصاص، كما أن مقومات الأمان بأسطوانة الغاز تصمّم لتتحمّل ضغطاً يعادل 200 بار.

ومن ناحية أخرى فإن الغاز الحيوي يتمّ احتراقه بالكامل وبكفاءة عالية دون إفراز عوادم صلبة، حيث إن ارتفاع نسبة الميتان فيه يؤدي لرفع كفاءته بتشغيل محركات السيارات وقدرته على زيادة عمر المحرك بمعدل يتراوح ما بين 30-40% مقارنة مع محرك البنزين. ومن ناحية استبدال الزيت فإن السيارات التي تعمل على البنزين تحتاج إلى تغيير الزيت بعد قطع مسافة من 2– 5 آلاف كم، أما عند استخدام الغاز الحيوي كوقود فإنه يتمّ تبديل الزيت بعد قطع مسافة من 10– 15 ألف كم، إضافة إلى أن استخدام الغاز الحيوي يوفر قطعاً كثيرة للمحرك بزيادة عمرها.

سلامة وأمان

ورصدت الدراسة جملة من النقاط ذات العلاقة بالسلامة والأمان، منها أن تقانة عمل المركبات على الغاز الحيوي سهلة التطبيق وتوفر مستوى عالياً من عاملي السلامة والأمان، وهي تتفوّق على البنزين في حال حوادث الاصطدام والحريق لأن الغاز أخفّ من الهواء، وهو يرتفع بسرعة في الجو ويتبدّد في حال تسربه. وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن الغاز الحيوي سجّل في المركبات سجلاً إيجابياً فيما يتعلق بالأمن والسلامة من واقع الاستخدام العملي للمركبات العاملة عليه في معظم الدول التي قامت باستخدامه، مبيّنة أن الحرارة المولدة من احتراقه في المحرك أقل من نظيرتها الناتجة عن احتراق الوقود التقليدي، مما يؤدي بالمحصلة إلى زيادة عوامل الأمان الناتجة عن عدم ارتفاع حرارة المحرك.

أثر بيئي

وتطرّقت الدراسة إلى أثر استخدام الغاز الحيوي على الجانب البيئي، وخلصت إلى مساهمته بحماية البيئة، نظراً لانخفاض الملوثات الضارة في هذا الغاز مثل (أول أكسيد الكربون– أكاسيد النتروجين– أكسيد الكبريت– مركبات الرصاص)، إلى جانب المركبات الهيدروجينية غير كاملة الاحتراق والتي يلاحظ انبعاثها من المحركات القديمة، حيث تكون هذه المركبات على هيئة دخان أسود أو أزرق طبقاً لظروف احتراقها داخل المحرك، وهذا ناتج عن وقود البنزين والمازوت، بينما الغاز الحيوي يحترق بالكامل داخل المحرك، وبالتالي لا ينبعث منه إلا بخار الماء وثاني أكسيد الكربون وكلاهما مقبول بيئياً.

تخطي السلبيات

ولم تغفل الدراسة عدداً من النقاط السلبية لاستخدام الغاز الحيوي كوقود للسيارات وكيفية التغلّب عليها، ومنها ضعف عزم المحرك وانخفاض تسارعه بنسبة 10%، وكذلك انخفاض الطاقة الخارجة منه مقارنة باستخدام البنزين، وذلك بسبب الفرق بينهما من جهة ما يُسمّى القيمة الحرارية المكافئة، وللسيطرة على هذه المشكلة تنصح الدراسة بتشغيل السيارة صباحاً باستخدام البنزين أولاً بدلاً من الغاز، وعدم التجول باستخدام الغاز الحيوي إلا بعد وصول درجة حرارة المحرك إلى الوضع الطبيعي، إضافة إلى ضرورة استخدام الغاز الحيوي بعد قطع مسافة لا تقلّ عن 5 آلاف كم في حال كانت السيارة جديدة، وذلك من أجل تليين المحرك بالبنزين ولتكوين طبقة وغشاء رقيقين من الكربون على الأسطح الداخلية لأسطوانات المحرك، لأن هذا الغشاء يفيد بعملية التزييت لأسطح الأسطوانات.

من الآخر

لم يقتل سواد المشهد العام للبلاد الناجم عن الأحداث الأليمة التي نعيشها، إرادة التجدّد والتكيّف لدى السوريين، إذ ثمة إشراقات تنبئ بعزيمة من الصعب ثنيها، كفيلة بتجاوز التحديات وولوج مستقبل بدأت ترتسم ملامحه بريشة خبرات قادرة على إثبات الذات مهما تكالبت المحن.

هنا سورية.. ليس شعاراً يردّد في أجواء احتفالية واستعراضية، بل حقيقة تترجم بشكل مستمر ضمن سياق العمل الدؤوب للوصول إلى مخرجات علمية لها منعكسات تنموية واقتصادية ببصمة محلية تحدّ من العقوبات الاقتصادية وحصار بلد أُريد له التقوقع والاندثار!!.

البعث

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك