الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

السر الحقيقي وراء ارتفاع سعر صرف الليرة السورية!

الاقتصاد اليوم:

 البيانات الحكومية الرسمية أرجعت تحسن سعر الليرة السورية إلى عوامل تتعلق بالانتصارت العسكرية و السياسية و عودة أموال سوريين من بلاد الاغتراب و  كذلك عودة المعامل السورية.

هي نفسها العوامل كانت موجودة قبل أقل من شهر عندما تحدثت البيانات الرسمية نفسها عن المضاربين الذين يريدون شد الليرة السورية إلى المنطقة التي يصبحون هم من يتحكموا بها.

و الصحيح أنه رغم صحة ما جاء في التبريرات الرسمية قبلا و الآن لكنها ليست السبب في تحسن الليرة السورية   ” كل هذا التحسن ” خلال فترة وجيزة .

السر الحقيقي لارتفاع الليرة السورية هو انخفاض المعروض من الليرة في السوق بمعنى قلة سيولة من الليرة السورية .. مما جعل الطلب عليها يزداد .

السؤال لماذا انخفض المعروض من الليرة السورية ؟

هذا السؤال لا يستطيع  أحد الإجابة عليه غير المصرف المركزي و من المرجح أن المسألة تتعلق بطباعة العملة أو بأسباب أخرى .

المصرف حاول خلال الفترة الماضية تأخير أو تأجيل ضخ أموال المصارف إلى  السوق و هو أيضا  حاول أن يتحدث عن معدلات فوائد منخفضة على الايداعات وهو الآن ينوي أن يضع مغريات لإيداع الأموال في المصارف .

هل هذه الخطوات تساعد على زيادة المعروض النقدي في السوق .؟.

الاقتصاديون يعرفون أن الكتلة النقدية  تتألف من نوعين من الكتلة النقدية … المعروض في السوق .. و الثانية يضاف إليها الموجود في المصارف .

و السياسات الاقتصادية الناجحة هي تلك التي تستطيع أن تتحكم و تسيطر و من ثم تدير الكتلة النقدية بمرونة .

 في حالتنا كانت الشكوى الدائمة أن جزءا من الكتلة النقدية أي جزءا من العملة السورية وصل إلى دول مجاورة و غير مجاورة و هذه الدول تتحكم به .

نستمر بالتحليل الذي قد يؤدي بنا إلى توقع أن المركزي تخلى عن سياسة الحفاظ على سعر مستقر لليرة السورية..و انه بات لا يمانع من انخفاض الدولار مقابل الليرة السورية حتى و لو كان الانخفاض حادا و أن الفوائد التي يجنيها الإقتصاد السوري من انخفاض الدولار أكثر من فوائد بقائه مرتفعا .

 و الفائدة الوحيدة من دولار مرتفع أمام الليرة السورية هو صادرات أكثر … بينما الفائدة الكبيرة من انخفاض سعر الدولار هو انخفاض الأسعار و هي التي تمثل البديل عن زيادة الرواتب .

بالمحصلة … الليرة تحسنت لأنها قليلة  ،وفي السوق “العملة سلعة عندما يقل عرضها ترتفع قيمتها”.

العملة المطبوعة من المرجح أن تصل سورية خلال فترة قليلة لا تتعدى شهر أو أكثر بقليل .. وقتها فإن السياسة الحكومية تريد أن تصل إلى سعر أدنى للدولار 450 ليرة و لن تدعه يتجاوز 500 ليرة كحد أعلى .

المصدر: صاحبة الجلالة

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك