الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

السيد وزير الصحة.. من يتحمّل مسؤولية وفاة الطفل في مشفى الدريكيش؟!

الاقتصاد اليوم ـ صحف:

في قرية حاموش رسلان، التابعة لمنطقة الدريكيش، أسعف أحد المواطنين ولده البالغ من العمر خمس سنوات إلى المشفى بعد تعرضه لحرق سببه الحليب الساخن، وعند وصولهم إلى المشفى، اتصلت إحدى الممرضات بمدير المشفى لتعلمه عن حالة الطفل، فطلب مدير المشفى منهم إرسال الطفل المذكور إلى عيادته الخاصة الكائنة في الدريكيش، والتي لا تبعد أكثر من كيلو متر واحد عن المشفى، حيث قام بمعالجته بواسطة مراهم. قال والد الطفل إن مدير المشفى أبلغه أنها مراهم مصنوعة كطب عربي قد أثبتت جدواها في حالات الحروق، ثم قام الدكتور بلف الطفل بالشاش وإرساله إلى المشفى بعد تقاضيه مبلغ 5000 ليرة سورية ثمناً للمرهم وأجرة المعاينة.

ووفقا لصحيفة "النور" المحلية، ففي المشفى - كما سرد لنا والد الطفل القصة - قُبل الطفل وأُدخل إحدى الغرف وقام الطاقم الطبي المناوب بالعناية التامة بالطفل، حيث تم تركيب سيروم وإعطاء الطفل إبرة جعلته ينام ليرتاح من الألم حسب ما أبلغت الدكتورة المعالجة والد الطفل، وهذا ما حدث فعلاً، فالطفل نام بشكل عادي واستيقظ بشكل عادي وفي حدود الساعة الخامسة صباحاً كان له موعد مع إبرة أخرى، وعند إعطائه القليل منها تغيرت ملامحه وتبدلت قسمات وجهه، فما كان من الممرضة إلا أن استدعت الطبيبة المناوبة التي طلبت نقل الطفل فوراً إلى غرفة العناية المشددة، فقام الوالد بحمله إلى هناك، حيث فوجئ الجميع بالطبيب المناوب في قسم العناية وهو يبلغهم بأن الطفل قد فارق الحياة!

أسئلة برسم مدير المشفى

بعد زيارة والد الطفل اتصلت شخصياً بالدكتور (ب. ح) مدير مشفى الدريكيش للاستفسار عن حقيقة ما جرى مع الطفل، وفي كل مرة كان مدير المشفى يعدني باللقاء، ولكن دون أن يفي به، ولا أعلم حقيقة السبب في ذلك، وبما أننا لم نلتقه، فقد اتصلت بمدير الصحة بطرطوس للاستفسار والتوضيح، فيما إن كان يحق لمدير المشفى امتلاك مراهم غير مرخصة قانونياً وطبياً والتعامل معها كطب عربي في حالات العلاج، فأكد لي أنه من غير المسموح على الإطلاق التعامل مع هكذا مستحضرات من قبل مدير المشفى، إضافة إلى استيائه من المبلغ الذي حصل عليه مدير المشفى كأجر للمعالجة 5000 ليرة سورية.

وهنا نسأل السيد مدير مشفى الدريكيش بكل ما نملك من شفافية ومصداقية: ألم يكن من الضروري طلب سيارة إسعاف من مشفى الدريكيش لنقل الطفل المصاب إلى مشفى الباسل بطرطوس فوراً، لأنه من المعلوم أن في مشفى الباسل قسم خاص بالحروق، وهناك طاقم طبي كامل مختص بمعالجة حالات الحروق بأنواعها، إضافة إلى وجود أدوية ومراهم خاصة أثبتت جدواها وفعاليتها بدلاً من ترك الطفل في مشفى الدريكيش الذي يفتقر إلى أبسط قواعد معالجة الحروق الكبيرة؟ ألم يكن من الضروري إعلام والد الطفل أن الحروق تفقد الجسم الكثير من السوائل والشوارد وأنه لا يوجد إمكانية في مشفى الدريكيش لتعويض الطفل عنها؟!

طبعاً (كما أبلغنا والد الطفل) فإنه قد نُقل الطفل المتوفي إلى طرطوس حيث تشكيل خبرة طبية، وأُحضر طبيب شرعي بعد رفض والد الطبيب القبول بما آلت إليه نتيجة التحقيقات في الدريكيش، وكانت خلاصة الكشف على جسد الطفل المتوفي لا تشير إلى وجود علامات تحسس من الإبرة أو من الأدوية التي أعطتها الطبيبة المناوبة للطفل.

بالاستفسار من بعض الأطباء وبشكل شخصي من قبلي أكد الجميع أنه كان من الضروري تحويل الطفل وبالسرعة القصوى إلى مشفى الباسل، فيما أشار بعضهم إلى أن الوفاة قد تكون حصلت نتيجة عدم تعويض الطفل عن بعض الشوارد التي فقدها.. فما حقيقة ما جرى؟!. سؤال نتركه برسم القادم من الأيام، لعل التحقيقات توصلنا إلى بر الأمان. مع الدعاء ألا تتكرر الأخطاء الطبية في مشفى الدريكيش، لأن هذه الحالة ليست الأولى من نوعها، في المشفى مع تمنياتنا بأن تكون الأخيرة.

خدمات يقدمها المشفى

يضم المشفى عدداً من الأقسام الهامة، نذكر منها قسم العناية العامة وقسم الكلية وشعبة الجراحة وشعبة الداخلية وشعبة التوليد وشعبة الأطفال وشعبة الحواضن، ويراجع هذه الأقسام في اليوم الواحد أعداداً كبيرة من أبناء القرى الممتدة ضمن قطاع مدينة الدريكيش، والتي تصل حتى حدود منطقتي الشيخ بدر وصافيتا، إضافة إلى الأخوة القادمين من مناطق ساخنة والذين يقطنون مناطق الإيواء في الدريكيش أو الذين استأجروا منازل في مدينة الدريكيش، وكي لا نظلم العاملين في المشفى أو نحابيهم، فإن هذه الأعداد الكبيرة ترهق العاملين في المشفى، خصوصاً في الفترة الصباحية، وكما هو معروف للجميع، فقد كان المشفى يعاني من ضيق الغرف والقاعات، ولكن حُلت هذه المسألة بعد إنجاز مبنى آخر ملاصق للمشفى القديم، سيتم تجهيزه كمبنى للعيادات ممّا سيخفف عن المرضى الاكتظاظ في ردهات المشفى.

ازدحام وفوضى أمام المدخل

القادم إلى مشفى الدريكيش، خصوصاً أثناء الدوام، يحتاج إلى قضاء بعض الوقت بانتظار التخلّص من الأزمة أمام باب المشفى، وهذه الأزمة نتيجة السماح للسرافيس العاملة في الدريكيش على خط (الدريكيش مشفى صناعة) بالوقوف أمام باب المشفى كموقف رسمي لفترة غير قليلة من الوقت، إضافة إلى وجود عدد غير قليل من سيارات الأجرة.. ومن الجدير ذكره أن المصرف الزراعي يقع على الطريق نفسه، ويأتي بعد المشفى.. وكما هو معلوم فإن عمليات إدخال وإخراج السماد الكيماوي وأنواع متعددة من البذار في سيارات كبيرة تمر من أمام باب المشفى مخلفة بسبب مرورها ازدحاماً يراكم الازدحام العادي وكنا (كمراسل لجريدة النور بطرطوس) قد طالبنا مراراً وتكراراً المعنيين في مديرية منطقة الدريكيش وإدارة المشفى ومديرية الصحة بطرطوس بإيجاد حل يجعل الفسحة الصغيرة أمام باب المشفى خالية من السرافيس، بما يتيح إمكانية الوصول إلى قسم الإسعاف وبقية الأقسام بسهولة ويسر، ولكن دون أي جواب!!

نقص في الأطباء

يشتكي عدد من الأطباء المقيمين في المشفى من حجم ضغط العمل عليهم على مدار 24 ساعة، بسبب نقص عدد الأطباء بشكل عام في المشفى، بالرغم من العديد من المناشدات والمطالبات لمديرية الصحة لرفد المشفى بأعداد إضافية تخفف العبء قليلاً، ولكن حتى الآن مازال الوضع على حاله، وربما من هنا كانت بعض الشكاوي من قبل الأخوة المواطنين، الذين يراجعون المشفى، عن المعاملة غير الجيدة أحياناً من بعض الأطباء المقيمين.

حراس وعمال نظافة.. إداريون

الشيء الملاحظ في مشفى الدريكيش والذي تم الحديث عنه مراراً وتكراراً ووصل إلى مسامع مديرية الصحة بطرطوس منذ أيام مدير الصحة السابق، هو تحول عدد غير قليل من عمال وعقود الفئة الخامسة ممن تقتضي عقودهم العمل كحراس أو عمال نظافة، إلى العمل الإداري داخل أقسام المشفى، فهل يحق لعامل من هؤلاء إعطاء الإبر أو العمل على جهاز الطبقي المحوري أو أجهزة الأشعة يا ترى؟! وهل لهذه الظاهرة أثر في تعطيل بعض الأجهزة في المشفى بشكل متكرر؟!

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك