الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

الشبكات الذكية..جديد وزارة الكهرباء

الاقتصاد اليوم:

تقف وزارة الكهرباء أمام تحديات جسيمة سببتها سنوات الحرب على سورية تتمثل بنقص الوقود والاعتداءات على مكونات المنظومة الكهربائية، والعقوبات الاقتصادية، والخسائر المادية والاعتداء على العاملين هذا القطاع. وقد وصلت القيمة التقديرية للأضرار المباشرة في مجالات توليد ونقل وتوزيع الكهرباء منذ بداية الأزمة ولنهاية 2015 إلى  نحو 1500 مليار ليرة وفق الأسعار الحالية للمواد وتجهيزات المنظومة الكهربائية.

وفي ظل هذا الواقع الاستثنائي تصاعد الطلب على الكهرباء في الآونة الأخيرة إذ تشير بعض البيانات والتحاليل الاقتصادية إلى الاستهلاك الكبير للطاقة الكهربائية، ما دفع بوزارة الكهرباء للبحث عن طرق مثلى للاستفادة من الطاقات البديلة المنتشرة لأنظمة التوليد الموزع كالريحية والشمسية وخلايا الوقود الحيوية، والسعي لتطوير الشبكات الكهربائية “الشبكات ذكية” بحيث تتوافق مع متطلبات المرحلة الحالية، وربط أنظمة التوليد الموزع بشكل مباشر مع الشبكة الكهربائية.

آلية

تعمل الشبكة الذكية على ربط مصادر التغذية بأنظمة التوليد الموزع وأنظمة التخزين الموزع والأحمال بواسطة شبكة محلية، ومن ثم ربطها بشكل غير مباشر مع الشبكة الكهربائية، فالمهتمين والباحثين عن طرق للاستفادة المثلى للطرق البديلة وجدوا أن معظم أنظمة التوليد الموزع تكون ذات توتر غير مستقر بالإضافة إلى أن المشاكل المتعلقة بالحمايات تعالج من خلال هذه الشبكة.

حلول

في صميم الحلول التي يمكن أن تقدمها الشبكة الذكية ودواعي تطبيقها في نظام الطاقة السورية بين أحد المختصين في المؤسسة العامة لنقل الكهرباء أن الشبكة الذكية تستطيع أن تقدم حلولا كثيرة لهذا القطاع، منها إدارة الأحمال وقت الذروة، بالإضافة إلى أنها  تنقل المعلومات من الشبكة إلى المستهلك من خلال برامج ذكية تعمل بشكل آني، ويضيف المصدر أن الشبكة الذكية يمكن أن تقدم الوثوقية من خلال تجنب الانقطاعات المفاجئة وإعادة التوصيل بشكل آلي، لأنها  لا تعتمد على التوليد المركزي كما في الشبكات التقليدية، وإنما على التوليد الموزع من خلال مصادر التوليد الموزعة المختلفة، ما يؤدي إلى الاعتماد على عدد أكبر من مصادر الطاقة، وإمكانية اللجوء إلى التغذية بشكل نهائي عوضا عن كفاءة التوليد والنقل والتوزيع والاستهلاك، من خلال الاعتماد على مصادر الطاقات المتجددة كمصادر توليد موزع، والاستفادة المثلى من محطات التوليد التقليدية، وبالتالي تقليل التكاليف التأسيسية والتشغيلية وتقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.

خبرة

يأتي تطوير الشبكة الكهربائية التقليدية إلى شبكة ذكية ضمن سياق مواكبة تطور مصادر التوليد الموزع ولاسيما مصادر الطاقات المتجددة، وزيادة إدخال مصادر التوليد الموزع في الشبكة الكهربائية بهدف تنويع مصادر التوليد والحفاظ على البيئة، إلا أنه لابد من خطوات هامة لتطبيق الشبكة الذكية أشار إليها الدكتور عبد الله سأميز رئيس قسم هندسة الطاقة الكهربائية في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية والذي تحدث عن ضرورة تطوير وتحديث نظام المعلوماتية للشبكة الكهربائية وتشجيع المستهلكين (الصغار والكبار) المساهمة في رفد الشبكة بالطاقة الكهربائية، مشيراً إلى الحاجة لعديد من التجهيزات والبرمجيات، مبيناً أن الهدف من مقارنة الاستراتيجيات المتبعة في ربط الشبكات الميكروبية بأنظمة القدرة الكهربائية هو استثمارها في إعادة تأهيل منظومة  القدرة الكهربائية السورية.

تعاون

إن تحقيق مشروع الشبكة الذكية يحتاج إلى الاستعانة بالبحوث العلمية والدراسات لتحقيقه بأفضل مستوى مطلوب هذا ما أكده الدكتور غيث رقوزق، إذن أن الهدف من الشبكة الذكية هو ربط مصادر التوليد الموزع مع الشبكة العامة بالقرب من مراكز التحويل، وربط مصادر التوليد الموزع بشكل مباشر مع المستهلكين (الربط داخل كل منزل أو منشأة) مع دراسة الشبكات التقليدية ومقارنتها مع الشبكات الذكية من خلال ربط مصادر التوليد الموزع المزارع الريحية والشمسية والمدخرات وخلايا الوقود إلى مركز التحويل المعتمد للمنطقة المراد تغذيتها وبالعكس، واستكمل رقوزق أن تحقيق هذه الأهداف سيتم من خلال العمل والتعاون مابين وزارة الكهرباء وكلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية من خلال تأهيل وتدريب الكوادر الهندسية العاملة في قطاع الكهرباء وعرض الأدوات العلمية المستخدمة لتخطيط وتشغيل المنظومة الكهربائية لدعم قطاع الكهرباء، وتحقيق الأهداف التي تصبو إليها.

أرقام

انعكس النقص بواردات الوقود على إنتاج الطاقة الكهربائية من محطات التوليد بشكل كبير حيث انخفض إنتاج الكهرباء من 50 مليار كيلو واط ساعي في عام 2011 ، إلى 22 مليار ك.و.س في عام 2014 ، أما في عام 2015 بلغت الطاقة المنتجة في محطات التوليد التابعة لوزارة الكهرباء نحو 19 مليار ك.و.س بنسبة تنفيذ بلغت 59% من الطاقة التي كان من المخطط إنتاجها والبالغة نحو 32 مليار ك.و.س. كما انخفضت استطاعة حمل الذروة من 9000 ميغا واط في عام 2011 إلى نحو 2000 ميغا واط في 2015، ويقدر الطلب على حمل الذروة حاليا 6000- 7000 ميغا واط.

 تحديات مستقبلية 

تدخل المنظومة الكهربائية  في صميم عملية التنمية فهي من أهم القطاعات التي ترتكز حولها جميع القطاعات الصناعية والطبية والعلمية والتعليمية وغيرها، وهو القطاع الذي يحمل العبء الأكبر، وهذا ما يدعو إلى تطبيق الشبكة الذكية في نظام الطاقة السورية، ومواجهة التحديات المستقبلية والتي حددت من قبل الوزارة سابقا مثل  ارتفاع نمو المعدلات السنوية في الطلب على الطاقة الأولية، ومحدودية المصادر المحلية للوقود، والاعتماد الكلي على مادتي الفيول أويل، والغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء، وارتفاع تكاليف إنتاج عالية مع تعرفه كهرباء منخفضة وارتفاع تكلفة الدعم.

الخبير السوري

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك