الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

الفقر المائي يلاحق السوريين أيضاً!

الاقتصاد اليوم:

إذا كان كل إنسان يقل نصيبه من المياه عن 1000 م3 سنويا يتم تصنيفه على أنه تحت خط الفقر المائي، فكم شهادة فقر حال ينال المواطن السوري ؟

أكدّ معاون المدير العام للموارد المائية المهندس الدكتور باسل كمال الدين أن ّالفرد السوري تحت خط الفقر المائي ونصيبه من المياه يتراوح بين 650 – 700 م3 سنوياً ، لافتاً أن كل فرد يقل نصيبه من المياه عن 1000 م3 سنويا يصنف أنه تحت خط الفقر المائي ، علماً أنّ خط الفقر المطلق هو 200 م3 وما دون سنوياً للفرد، مشدداً على ضرورة اتباع سياسة رشيدة وعقلانية في استخدام المياه ، وأنه يجب التعاون بين المواطن والدولة على ذلك فهي وحدها غير قادرة على وضع سياسة ترشيدية وفرضها على المواطنين لا سيما المستخدمة في الري ، مشيراً أنّ سورية في عام 2000 كانت قد تجاوزت خط الفقر المائي بقليل ، والفضل في ذلك آنذاك يعود لنهر الفرات التي تبلغ حصة سورية من وارداته 6.6 مليون م3 سنوياً .

موارد محدودة

وأشار كمال الدين أنّ موارد المياه في سورية محدودة جداً وليست مطلقة ، لأنها تقع في المناطق الجافة وشبه الجافة ، علماً أنّ موردنا الأساسي الأمطار التي يتم الاعتماد عليها في تخزين المياه في السدود لدعم المياه الجوفية و السطحية ، وأنه يوجد 163 سد في سورية ، علماً أن هيئة الموارد المائية استثمرت أغلب الاماكن لإنشاء السدود حيث بدأت تنفيذ سدين مخصصين لمياه الشرب ، الأول هو سد باقي حسن في اللاذقية بحجم 1.8 مليون م3 والثاني سد البلوطة في طرطوس بحجم 2.4 مليون م3

وبهدف توفير مياه الشرب يتم العمل على انشاء 28 سدة مائية ، منها ما تم المباشرة بها ومنها قيد التنفيذ وبعضها قيد الدراسة وبعضها الآخر قيد تدقيق الدراسة و في كل المحافظات تقريبا طرطوس – اللاذقية – حمص حماة حيث أن الطبيعة الطبرغرافية هي من تفرض انشاء سدة مائية ، أما في البادية يمكن انشاء سدات مائية لكن باستخدام طرق وتقنيات أخرى هي الحفائر ، و حاليا الوضع الأمني بالبادية لا يسمح بذلك بحسب كمال الدين

في الحرب مياهنا لغيرنا

وعن واقع الموارد المائية ( السدود والأنهار) خلال الحرب أوضح معاون مدير الموارد المائية أنه في بداية الحرب استهدفت البنية التحتية للسدود من قبل الارهابيين ، ففي درعا سرقوا محطات ضخ نهر اليرموك وأوقفوا ضخها لتذهب هدراً نحو الاردن ، لافتاً أنه لأول مرة في التاريخ يمتلئ سد الوحدة في الأردن نتيجة الحرب ، بينما مياه سدود القنيطرة ذهبت باتجاه اسرائيل .

وكشف كمال الدين أن شبكات الري المتوفرة في وزارة الموارد المائية تخطط بالأحوال الطبيعية لزراعة 500 ألف هكتار ، إلا أنه في عامي 2015 – 2016 انخفض تخطيط الري بالشبكات إلى 4003 هكتار ، بينما وصل التخطيط في عامي 2014- 2015 إلى 480 ألف هكتار ، و حاليا يوجد مضخات خارج الخدمة أغلبها في حلب – الرقة – دير الزور

280ألف بئر قبل الازمة

وبخصوص الآبار في سورية بين كمال الدين أن عدد الآبار المرخصة وصل 280 ألف بئر في سورية لكافة الاغراض، بينما عدد الآبار الزراعية بلغ 228 ألف منها 124 ألف بئر مرخصة و 103 ألف بئر غير مرخصة طبعا هذه الاحصائيات قبل الازمة ، موضحاً أن عدد رخص الحفر الممنوحة للأغراض الزراعية العام الماضي بلغت 440 رخصة ، بينما وصل العدد منذ بدابة العام وحتى تاريخه 174 رخصة ، منوهاً أنه في الوقت الراهن لا يوجد احصائيات عن عدد الآبار بسبب وجود الحفر العشوائي في كثير من المناطق غر الآمنة ولا نستطيع أن نسيطر عليه حاليا .

وذكر كمال الدين أنّ الهيئة تقوم حاليا بتسوية أوضاع الآبار المخالفة الواردة في إحصاء عام 2001 وفق قرار رئاسة مجلس الوزراء رقم 9137 لعام 2011 كما يتم تسوية أوضاع الآبار المحفورة والمستثمرة قبل عام 2001 التي لم ترد في هذه القوائم والمحققة لشروط الترخيص بعد أن يتقدم صاحب العلاقة بالأوراق الثبوتية المطلوبة وذلك في جميع محافظات القطر ، حيث تم تسوية وضع 80 بئر العام الماضي و60 بئر هذا العام ، لافتاً أنّ الآبار المحفورة بعد عام 2001 فقد تم تشكيل لجان في مديريات الموارد المائية في المحافظات لحصر هذه الآبار وسيتم النظر بوضعها حين انجاز هذه اللجان المهام الموكلة لها .

خطة إسعافيه

كمان الدين أشار إلى أنه ونتيجة عدم توفر مياه الشرب في كثير من المناطق والمدن فقد تم وضع خطة إسعافيه لها مثل حلب والسلمية ودمشق حيث تم حفر 150 بئر ضمن مدينة حلب وبعد تحرير هنانو والمنطقة الشرقية تم كذلك حفر 50 بئر إضافي من أجل تغذية تلك المناطق ، مضيفاً أنه عندما قطع الارهابيون مياه عين الفيجة عن دمشق قامت الهيئة بحفر 50 بئر بشكل سريع جداً لتجاوز أزمة المياه ، كذلك في حماة وريفها تم حفر 50 بئر لتأمين مياه الشرب .

وختم معاون مدير عام الموارد المائية بالقول : إنّ حجم التخزين في السدود السورية بأدنى مستوى له حالياً بسبب نهاية الموسم ، حيث أنّ التخزين الاجمالي للسدود في القطر 18.9 مليار م3 ، بينما الموجد حاليا 425 مليون م3 وهو التخزين الأصغري ، منوهاً أن التخزين لهذا العام يبدأ نهاية شهر أيلول الجاري .

هاشتاغ سيريا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك