الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

القلاع: التجار لم يرفعوا الأسعار بل قاموا بدورهم منذ بداية الأزمة

الاقتصاد اليوم:

أوضح رئيس اتحاد غرف التجارة السورية غسان القلاع أنه يجب التوقف عن اعتبار التاجر الدريئة الدائمة التي يسدد عليها من يتقن أو لا يتقن إطلاق النار وجعله المتهم الدائم والوحيد وراء ارتفاع الأسعار، متناسين باقي العوامل والقرارات التي أثرت في ارتفاع التكاليف والأسعار، مؤكداً أن ارتفاع أسعار المواد ليس بسبب التاجر المستورد أو تاجر الجملة أو حتى بائع المفرق، وأن هناك عوامل لا يجب تحييدها كالقرارات المتضاربة التي صدرت عن الحكومة، وعدم استقرار سعر صرف القطع، وارتفاع عناصر التكلفة التي لم يذكرها أحد وعلى سبيل المثال لا الحصر ارتفاع أسعار المحروقات منذ بداية الأزمة وإلى الآن وارتفاع أسعار الكهرباء وأسعار النقل، وكذلك الارتفاع المنطقي الذي طرأ على أجور العمال في القطاع الخاص التي ارتفعت بنسبة ملموسة نظراً لارتفاع التكاليف المعيشية.

وبين القلاع أن التجار قاموا بدورهم منذ الأيام الأولى في الأزمة وأنه ومع بداية الأزمة تم الاجتماع مع تجار المواد الغذائية في الغرفة وتم الطلب إليهم أن يكون التعامل بنخوة العرب، الشيء الذي أبدى الحاضرون استعدادهم لهذا الأمر، متعهدين بألا ينقص من الأسواق أي مادة من المواد الأساسية، وفي مطلع عام 2011 وبشهادة الراصد المحايد وغير المترصد يلاحظ أن السوق توفرت به كل أنواع المواد الغذائية ومستلزمات الأطفال والأدوية، لحين بدء الاهتزاز في أسعار صرف الدولار صعوداً وهبوطاً في مدد وجيزة، الشيء الذي تعذر معه على المستورد احتساب كلفته الحقيقية، وخاصة التجار الملزمين بتسليم 15 بالمئة من مستورداتهم إلى مؤسسات التدخل الإيجابي، مشيراً إلى أنه ورغم ذلك لم تتوقف الحركة التجارية، إلا أن بعض القرارات الصادرة عن عدة جهات التي تضارب بعضها مع بعضها الآخر جعلت المستوردين في حيرة من أمرهم وأدت إلى عزوف البعض منهم عن عملية الاستيراد.

وعن وجود تجار أثروا على حساب المواطنين بيّن القلاع أن هؤلاء لا يجب تسميتهم تجاراً، موضحاً أنه في جميع الأزمات وفي جميع أنحاء العالم حتى في فترة تخلخل الاتحاد السوفييتي وجد فئات من الناس تمكنت من استغلال الفرصة، هم ليسوا بتجار وليسوا بالعاملين في الحقل التجاري وإنما هم انتهازيون استغلوا الفرص وقاموا بأمور لا يستطيع التاجر بسبب الرادع أخلاقي القيام بها، هؤلاء شكلوا ثروة ضخمة ومارسوا ضغطاً على القطع الأجنبي بسبب استبدال العملات السورية التي جنوها بعملات أجنبية وبأرقام كبيرة..

وعن عدد التجار الذين هاجروا إلى خارج القطر بين القلاع أنه لا يوجد إحصائيات دقيقة من عام 2011 وحتى الآن، ويجب ألا ينكر أنه وخلال فترة الأزمة قد حصل تهديم ونهب للمعامل وللشركات في كل المناطق الصناعية على مستوى مصانع ومستودعات خاصة بالتجار كانوا يستخدمونها لتخزين بضائعهم التي تعرضت للسرقة والحرق، كما تعرض بعضهم للتهديد، الشيء الذي دفع قسماً منهم للذهاب خارج القطر إلى دول عربية وبلاد أجنبية، إلا أن الأكثرية من التجار بقوا في الوطن يقفون صفاً واحد متماسكاً مع المواطنين خلف الجيش والقيادة، مؤكداً أنه تم ويتم التواصل مع التجار الذين غادروا القطر، لحثهم على العودة إلى أحضان الوطن.

وعن الجهات الرقابية كالتموين والجمارك بين القلاع أن التعليمات التي تنظم عمل هذه الجهات واضحة المعالم، فدوريات التموين مكلفة بالتدقيق عن الإعلان عن الأسعار وعدم إخفاء واحتكار المواد وإبراز فاتورة الشراء إذا طلبت من التاجر وإذا مارست إحدى الدوريات عملها بشكل متعسف في استخدام صلاحيتها فلا يجب تعميم هذا التوصيف على جميع الدوريات، على حين أشار إلى وجود تحسن في عمل الجمارك وأدائها في الفترة الأخيرة.

وعن التصريحات الصادرة عن اتحاد المصدرين السوريين امتنع القلاع عن الإدلاء بأي تعليق عليها ونأى بنفسه عن الدخول في أي جدل مع أي جهة كانت معتبراً أن الدخول في أي مهاترات شيء يتعارض مع أخلاق التاجر الذي يتصف بالتسامح والتعامل الحسن.

المصدر: صحيفة "الوطن"

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك