الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

الكتب الجامعية...أساتذة: التعويضات قد لا تكفي لتسديد تكاليف الطباعة!

الاقتصاد اليوم:

أجور متدنية وروتين قاتل


على الرغم من أن الكتاب الجامعي فقد الكثير من بريقه في الوسط الطلابي وبات برأي الكثير من الأكاديميين "مقبرة للتعليم الجامعي"، لا بل الدعوة إلى إلغائه أو إعادة النظر في معايير تأليفه، إلّا أن العديد من أعضاء الهيئة التعليمية في الجامعات يؤكدون أنهم يبذلون جهوداً كبيرة في تأليف كتبهم رغم الصعوبات التي يواجهونها، بدءاً من الروتين في منح الموافقات وانتهاء بالأجور التي تصرف ثمن تأليف الكتاب.

"استطلعنا آراء بعض أساتذة جامعة دمشق حول واقع عملية تأليف الكتب وأبرز المشكلات التي تواجههم في عملهم.

توضح الدكتورة سحر العطار عضو الهيئة التعليمية في كلية الهندسة الزراعية أن تأليف الكتاب الجامعي يحتاج إلى وقت يمتد إلى أكثر من سنة في أغلب الأحيان نتيجة تأخر الموافقات اللازمة من اللجان العلمية والسياسية والتدقيق اللغوي والممانعات التي تحصل من المجالس المختصة، لافتة أن هذا التأخير ينعكس سلباً على الأستاذ الجامعي ويؤخر استلام الطلاب للكتاب الجامعي مع بداية العام الدراسي.

ووفق العطار يتم في بعض الأحيان إضافة أسماء أساتذة إلى قائمة المؤلفين من دون أن تكون لهم أي مشاركة أو جهد في تأليفه، والغاية الكسب المادي أو ترفعهم إلى مرتبة أعلى، مشيرة إلى أن أجور تأليف الكتاب الجامعي قليلة ويجب إعادة النظر فيها، حيث تقاضت مكافأة قيمتها 45 ألف ليرة سورية لقاء تأليف كتاب جامعي بعنوان "كيمياء وتحليل الألبان" بالاشتراك مع أحد زملائها، علماً أن أجور تنضيد الكتاب على حساب المؤلف.

أما الدكتور حسن البحري من كلية الحقوق، فإن تجربته مع الكتاب الجامعي غير مجدية، حيث تقدم بطلب رسمي لطباعة كتاب جامعي لمرحلة الدراسات العليا كمرجع علمي "800 صفحة" وبعد الحصول على موافقة المجالس المختصة في الكلية أتى الرد من الجامعة بعد سبعة أشهر بالرفض، بحجة أن الجامعة لا تملك المال لطباعته ويجب أن يطبعه على حسابه الخاص.

واعتبر البحري رفض طباعة الكتاب والتأخر في منح الموافقات اللازمة لإنجازه تجاوزاً وعدم تنفيذ التشريعات التي نص عليها القانون، كما أن الروتين وبعض التجاوزات التي تتدخل في التأليف عن طريق إضافة أسماء لا علاقة لها بالكتاب سبب رئيسي في عزوف بعض الأساتذة عن التأليف حسب تعبيره، مشيراً إلى الأجور التي تمنح للمؤلف قليلة ولا تتجاوز 40 ألف ليرة سورية، وهي تغطي ثمن تنضيد الكتاب، ما يشكل عائقاً كبيراً في وجه المؤلفين.

وبرأي البحري، يجب العمل على تعديل قانون تأليف الكتب الجامعية بما يتناسب وطبيعة المرحلة الراهنة ويراعي الظروف الاقتصادية، مؤكداً ضرورة البدء بتحديث الكتب التي تعود إلى الثمانينيات، حيث تواجه ممانعة من المؤلفين القدامى لحرصهم على بقاء أسمائهم عليها.

ورأى الدكتور عصام التكروري أن غياب الدعم المادي والتشجيع على التأليف سبب أساسي في تراجع الآراء القانونية المختلفة وفقه القانون في سورية وخصوصاً بين أساتذة الجامعة لأنهم لا يجدون دافعاً لتأليف الكتب الجامعية، بالإضافة إلى أنهم لا يستفيدون من عوائد الكتاب بعد منحهم المكافأة التشجيعية، مشيراً إلى ضرورة منح المؤلفين عوائد بيع الكتاب أسوة بالجامعات المصرية.

وبالنسبة للأجور التي تمنح للمؤلف، قال التكروري: هذا التقييم غير سليم ويجب أن يعامل المنتج الفكري في جامعاتنا بطريقة أفضل وبرأيه الكتاب الجامعي نتاج عمل وجهد مستمر من الأستاذ، والمراجع التي يعتمد عليها المؤلف ثمنها أضعاف الجائزة التي تمنح له، ونتيجة غياب التشجيع على التأليف ينتج كتاب جامعي بمضمون رديء وفق تعبيره.

معتبراً مشاركة أكثر من أستاذ في التأليف مسألة جيدة فيما إذا اقترنت بمحتوى جيد ومعاصر.

نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون البحث العلمي الدكتور محمد غريب أشار إلى أن الآلية المعتمدة لتأليف الكتاب الجامعي تبدأ عن طريق تكليف عضو هيئة تدريسية أو أكثر بتأليف كتاب بعد حصوله على موافقة المجالس المختصة في الكلية والجامعة.

وأشار غريب إلى أن القانون الناظم لقواعد تأليف الكتب الجامعية وترجمتها ونشرها وتوزيعها يعتمد على أسس وقواعد في تقدير المكافئة التشجيعية للمؤلف والتي من خلالها يتم منحه مكافأة تقدر حسب الجهد في التأليف والترجمة، عن طريق لجنة مختصة مؤلفة من خمسة أعضاء، لافتاً إلى أن هذه القواعد تعتمد على عدد الساعات الأسبوعية للمقرر الذي يعود إليه الكتاب ونسبة تغطية الكتاب إلى كامل عدد ساعات المقرر، وعدد صفحاته وتقدر الصفحة الواحدة بـ 300 ليرة سورية بينما تشمل الجائزة التي تمنح للمؤلف تكاليف تصفيف صفحات الكتاب وتكاليف إعداده.

مشيراً إلى أن الجامعة تؤكد بشكل دائم على مضمون الكتاب وخصوصاً المادة العلمية، والتي تشرف عليها وتدققها لجان علمية مختصة.

وأقرَّ غريب بضعف أجور التأليف، داعياً إلى إعادة النظر بقانون تأليف الكتاب الجامعي في ظل الظروف الراهنة بما يتناسب وطبيعة هذه المرحلة لضمان جودة الكتاب وإنصاف المؤلفين، مؤكداً أن الجامعة تبيع الكتاب بأقل من سعر التكلفة للطلاب، بينما تتحمل جميع الخسائر الناتجة عن الطباعة والتأليف.

صحيفة الأيام

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك