الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

المالية لا تجرؤ على الإفصاح عن حجم التهرب الضريبي لهذه الأسباب

الاقتصاد اليوم:

لم يجرؤ أي مفصل في وزارة المالية لا خلال سنوات الأزمة ولا قبلها، على الإفصاح –ولو بشكل تقريبي- عن حجم التهرب الضريبي، الذي لا يزال هاجساً يتملك إداراتنا الضريبية قاطبة، وفي ظل هذا المشهد الضبابي برزت بعض التقديرات غير الرسمية عام 2010 لتشير إلى أنه يتجاوز الـ200 مليار ليرة سورية..!.

وفي محاولة لمعرفة فيما إذا كان لدى وزارة المالية إجراءات أو آليات عمل جديدة غير نمطية للحد من هذا الأمر، وفيما إذا كان لدى مديرية الاستعلام الضريبي في الوزارة أية رؤية، أو خارطة عمل للتعاطي مع المطارح الضريبية المستعصية، وكيفية تحصيل ما يمكن تحصيله من أموال يتوقع أنها بازدياد مطرد..؟. إلا أن مديرة الاستعلام الضريبي الدكتورة رشا جديني رفضت الإدلاء بأي تصريح، إلا بموجب كتاب رسمي من قبل وزير المالية، محدداً فيه الأسئلة المطلوب الإجابة عنها..!.

لم تكن جديني الوحيدة في وزارة المالية، التي تحجم عن الحديث بالشأن الضريبي ككل، إذ سبق وأن رفض الحديث قبلها مدير عام هيئة الضرائب والرسوم عبد الكريم حسين، وكذلك الأمر بالنسبة مدير مالية دمشق السابق حسن حميدو وغيرهم..!.

في المقابل هناك من تجرأ نسبياً بالحديث عن هذا الموضوع مفضلاً عدم ذكر اسمه، واصفاً  بأن ما يكتنف ملف التهرب الضريبي من لبس وإشكالات "يندى له الجبين"، معتبراً –وعلى ذمته- إن إحجام المالية عن الحديث عن هذا الموضوع يعود لسببين الأول: الخشية من الوقوع في مطب المساءلة القانونية على اعتبار أن معظم موظفي الضرائب متورطين في هذا الشأن، وهنا لابد من التأكيد على أنه لم يقصد الأسماء الآنف ذكرها على الإطلاق أو توجيه أية إشارة اتهام لها.

والسبب الثاني –حسب مصدرنا- يعود لعدم مقدرة وزارة المالية على الإحاطة به كون الرقم –بالأصل- كبير، وقد يتجاوز الـ200 مليار، مشيراً إلى أنه كمحاولة من وزارة المالية للحد من هذه الظاهرة وليس للقضاء عليها بالمطلق، لجأت إلى إنشاء قسم مخصص لكبار المكلفين عام 2006 يستهدف كبار مكلفي دمشق وريفها عسى أن يستقطب الشريحة الدسمة من دافعي الضرائب، معزز بخدمات وصفها البعض بـ(الخمس نجوم)، علّها تغري الـ" VIP " من المكلفين، وبالتالي يقبلون على دفع ما تستحقه الخزينة من أرباح أموالهم.وقبل أن تتضح نتائج هذه الخطوة بشكل جلي أقدمت المالية على إحداث قسم متوسطي المكلفين في ماليتي دمشق وريفها. ومع ذلك لم تكن النتائج المتوخاة من هذه الأقسام بالمستوى المعول عليه، لأسباب يعود بعضها إلى الأزمة وتداعياتها وخروج كثير من المطارح الضريبية من الخدمة، وأخرى لها علاقة بالفساد المستشري في شرايين الدوائر المالية..!.

من الآخر...لا شك أن للثقة والمصداقية بين المكلفين والدوائر الضريبية أهمية كبرى للحد من التهرب الضريبي، لكن الأهم هو قناعة المكلف بدفع الضريبة، فمن المعروف عالمياً وجود صلة وثيقة بين التهرب الضريبي وعدم قناعة المكلف بدفع الضريبة خاصة في الدول المتقدمة، على اعتبار أن المكلف غالباً ما يكون على ثقة تامة بأن ما يدفعه من ضرائب سيرى انعكاسه على مستوى الخدمات المقدمة إليه، لذلك يعتبر التهرب الضريبي جريمة كبرى في تلك الدول، ويُنظر للمتهرب بازدراء كونه يتخلى عن المساهمة بتحسين بلده والارتقاء بالخدمات المقدمة للصالح العام، أما المكلف غير الواثق بسبل وأقنية ما سيدفعه لن يعدم الوسيلة التي تقيه شرّ الضريبة.

المصدر: صاحبة الجلالة

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك