الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

المستهلك السوري يرضى بالغش لضعف دخله..المنظفات مثلاً

الاقتصاد اليوم:

أشارت "مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق" في شباط الماضي، إلى أن نسبة الغش ترتفع في العينات المأخوذة من المنظفات بمختلف أنواعها إلى 35 % لجهة ضعف المادة الفعّالة، وارتفاع نسبة الملح فيها وتزوير بعض الماركات المعروفة، وبعد مرور نحو 8 أشهر عن هذا التصريح عادت المديرية لتؤكد مؤخرا، أنها قامت بسحب عينات من مواد غذائية ومنظفات ووجدت أن 30% من هذه العينات مخالفة للمواصفات، أي أن نسب الغش في الأسواق على حالها، ولم تتغير بالنسبة للمنظفات، رغم الخطط والجهود المبذولة من الجهات الرقابية، ولكن يبقى السؤال، ألم يلاحظ المستهلك أيضا بأن الكثير من أنواع المنظفات باتت على سوية متدنية من الجودة؟.. نعتقد أنه لاحظ ذلك ولكن بات المستهلك حاليا يبحث عن السعر قبل الجودة، وهذا ما فُرض عليه نتيجة ضعف دخله مقارنة مع الأسعار الرائجة في الأسواق، وهذا الأمر ينطبق على معظم المواد والسلع، فمعظم التجار والمصنعين، في حال تم سؤالهم: لماذا بضائعهم المنتشرة في أسواقنا المحلية متدنية الجودة، فسيكون جوابهم: لا نستطيع أن نطرح بضائع ذات جودة عالية لأن تكلفتها عالية وسعرها مرتفع، وبالتالي لن يستطيع المستهلك شرائها وستتعرض للكساد في الأسواق”، فهل وصلنا لدرجة أنه بات من الضروري أن تغير هيئة المواصفات والمقاييس بعض المواصفات الخاصة بالسلع والمواد المنتجة والمستوردة بيما يتناسب مع دخل المواطن؟..

لنعد إلى المنظفات التي تعتبر من أكثر السلع غشاً وتزويراً في أسواقنا، حيث أكد تاجر للمنظفات، أن على جميع التجار والبائعين أن يقومون بتداول الفواتير عندما يقومون بشراء المنظفات من أي مصدر كان، وذلك كضامن بأن هذه المنظفات التي تم شرائها هي تتبع لشركة معروفة وليست مزورة أو مقلدة، مؤكدا انتشار حالات تزوير لماركات منظفات معروفة، وغشها بشكل متقن.

وبين التاجر، أن المستهلك لا يستطيع أن يميز بين المنظفات المغشوشة والمقلدة من المنظفات ذات الجودة العالية إلا عند استخدامها، مؤكدا انتشار الغش في المنظفات وخاصة “مسحوق الغسيل وسائل الجلي والشامبو”، التي يتم بيعها بشكل “دوغما ـ فرط” وبالكيلو.

وحذر التاجر جميع المستهلكين من المنظفات التي تباع بالكيلو، كون عمليات الغش تكثر بها، وعدم الانجرار وراء انخفاض سعرها فقط، مؤكدا أن لا يمكن أن يكون هناك “منظفات رخيصة وظريفة بوقت واحد” وفق تعبيره، فإذا اراد المستهلك ان يحصل على منظفات جيدة عليه أن يدفع سعرا مرتفع لها.

وبين أن مسحوق التنظيف المستخدم للغسلات يتم إضافة الملح إليه للتلاعب بالوزن وهذا من شأنه أن يضر بالغسالة وبالملابس، في حين أن الصابون يضاف إليه زيوت مستعملة وفاسدة وقد يستخدم بغشه الزيوت المحروقة التي يتم تنسيقها من محلات بيع الوجبات الجاهزة!!، أما بالنسبة لسائل الجلي فيتم تخفيف نسبة المادة الفعالة فيه لأقل من 20%، والاكتفاء بوضع الملونات والصبغات وأسنسات الروائح.

وأكد أن هناك العديد من الماركات المشهورة في أسواقنا بالنسبة للصابون أو حتى مسحوق الغسيل إلا أنها مغشوشة وغير جيدة حيث يتم وضع لصاقات عليها باسم ماركة مشهورة، وبالطبع التموين لا يقوم بمراقبة هذا الأمر بل يقوم صاحب المعمل بتسيير عامليه في الأسواق لكي يتفقدوا بضائع معمله وهذا ليس عمل صاحب المعمل أو الشركة بل هو من واجبات دائرة حماية الملكية وحماية المستهلك إلا أنهم لا يتحركون إلا وفق شكوى تقدم لهم حيال ذلك.

ونوه التاجر أن معظم الطلب على المنظفات حاليا يتركز على “الدوغما”، رغم رداءته وعدم جودته، ولكن كونه رخيص السعر.

وعن أسعار المنظفات حاليا في الأسواق، بين أنها مستقرة منذ نحو شهرين، وأن أسعار بعضها قد ينخفض وخاصة مع قدوم فصل الشتاء، حيث ينخفض الطلب على بعضها مثل منظفات الأرضيات والمعطرات وغيرها.

وبين أن هناك الكثير من المنظفات الجديدة دخلت إلى الأسواق وهي صناعة وطنية وذات جودة عالية، إلا أنها لم تأخذ حقها بعد من السوق كونها غير معروفة، مشيرا إلى أهمية التركيز على المنتجات المحلية الجديدة الناشئة ذات الجودة العالية والسعر المقبول.

سينسيريا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك