الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

المنظمات الدولية تشـتري (الحمـص البلدي) لتـوزعـه كمعونات إغاثية وتجـار يحتكرونه لرفع سعره

الاقتصاد اليوم:

يقول فلاحون: تتراوح التكلفة الحقيقية لكيلو الحمص مابين 400 إلى 700 ليرة لأفضل نوع وحجم حبة، بينما يبلغ متوسط بيعهم للتاجر بـ450 ليرة، على الطرف المقابل يباع أسوأ كيلو حمص ذي الحبة السمراء الصغيرة مسلوقاً في الدكاكين بـ550 ليرة، بينما لا تتجاوز تكلفته الحقيقية 200 ليرة، ولاسيما أن كيلو غرام الحمص اليابس يساوي 3 كيلو من الحمص المسلوق، أصحاب المطاعم أرجعوا ارتفاع سعر الحمص إلى قلة العرض بسبب قلة الإنتاج، بينما كذّب مدير مكتب التسويق في اتحاد الفلاحين تلك الحجج، فالحمص يملأ بيوت الفلاحين الذين يبيعونه بسعر التكلفة للتاجر، متسائلاً: ما ذنب الفلاح الفقير «المشحّر» دائماً؟ في حين استبعد مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة تهريب الحمص، مرجحاً أن يكون السبب هو احتكار التجار لا أكثر ولا أقل، بينما ترددت أقاويل عن شراء «الأونروا» للحمص لتوزيعه كمعونات ضمن السلة الغذائية ما تسبب في ارتفاع سعره.

يغطي الاحتياج المحلي

لم تستورد سورية الحمص على مدار عدة أعوام رغم الحرب، فالإنتاج المحلي منه والبالغ هذا العام 32.700 ألف طن يغطي الاحتياج المحلي مع حبة زيادة بحسب مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة عبد المعين قضماني، وبالرغم من تقارب نسب انتاجه وتكاليفه مع العام السابق إلا أن التذبذب وتحكم التجار في ارتفاع سعره باتا ملحوظين خلال الأشهر الماضية، إلى درجة أن وصل سعر كيلو غرام المسلوق ذي الحبة الصغيرة إلى 700 ليرة، الأمر الذي أخرجه من موائد الدراويش من الفقراء، ليعاود التذبذب خلال شهر واحد بين ارتفاع وانخفاض بمعدل 150 ليرة، ويرسو على سعر 550 ليرة.

غذاء الفقراء!

ومع ارتفاع سعر اللحمة لايزال الحمص إلى اليوم غداء الفقراء، فهو يبقى أرحم من غيره من المواد الغذائية الأخرى، يقول قضماني: الحمص مادة استهلاكها يومي لا يستغني عنها المواطن على مدار العام، لذا يتحكم التاجر بسعرها حسب العرض والطلب، مشيراً إلى أنه في حال تولت الدولة تسويقه كما كان سابقاً منذ 15 عاماً يساهم ذلك في تخفيض سعره بمعدل 50% إضافة لدعم الفلاح ووضع حد لطمع التاجر الذي لا يلتزم حالياً بنشرة أسعار التموين ويسعّر وفق أهوائه الشخصية، فأرباحه اليوم من الحمص تفوق 150%.

ليس إلا احتكار تجار

واستبعد قضماني أن يكون سبب تذبذب سعر الحمص تهريبه أو تصديره، مرجعاً السبب إلى طبيعة الحمص القابلة للتخزين لمدة عام، وبالتالي تخبئته واحتكاره من قبل التجار، لكنه في الوقت نفسه لم ينف قيام بعض المنظمات كـ«الفاو» و«الأونروا» بشراء كميات وصفها بالقليلة منذ العام الماضي، وهذا العام من الحمص لتوزيعها كإعانات ضمن السلة الغذائية، هذا الأمر الذي لعب دوراً في حمل التجار على تخزينه واحتكاره لبيعه بأسعار أعلى بحسب رأيه.
وبالمقارنة مع غيره من المحاصيل الأخرى، فهناك إقبال كبير من قبل الفلاحين على زراعة الحمص -بحسب قضماني- والسبب أنه مربح لهم وإلا لتراجعت زراعته، فهو دائماً ما يغطي الإنتاج المحلي، حيث تبلغ المساحة المزروعة منه على مستوى القطر بحسب إحصاءات وزارة الزراعة 44 ألف هكتار مركزة في محافظة السويداء بأكثر مساحة 30 ألف هكتار، تليها حلب ودرعا والقنيطرة وحمص وحماة وإدلب.

قلة الإنتاج السبب

وزارة التجارة الداخلية كان لها رأي آخر، فرغم تزويدنا لها بإحصاءات من وزارة الزراعة عن معدل الإنتاج ومناطقه التي لم تختلف عن العام الماضي إلا أن مصدراً مطلعاً في الوزارة أصر على رأيه في أن سبب تذبذب سعر الحمص قلة الإنتاج هذا العام ولاسيما بعد خروج العديد من مناطق إنتاجه وليس لعبة تجار، قائلاً: سعر الحمص يحدده موسم الإنتاج الزراعي.
ورأى المصدر أن حمص الإعانات ضرب محصول الحمص المحلي في فترات سابقة، حيث لجأ أصحاب المطاعم إلى شراء كميات كبيرة من حمص المعونات وتخزينها وبيعها للمواطنين وقد قامت الوزارة مؤخراً بتحميل مستودعات أطنان من البقوليات وتسليمها للمحافظة لإعادة توزيعها في المواد الاغاثية.

«شوالات» الحمص مكدسة

مدير مكتب التسويق في اتحاد الفلاحين عماد خطار قال: عندما يدخل الحمص إلى المطاعم تصبح مسؤولية سعره من اختصاص وزارة التجارة الداخلية، ولا علاقة للفلاح الفقير الذي يدفع الثمن دائماً، نافياً وجود قلة في الإنتاج هذا العام، فالحمص «معبأ» عند الفلاحين لا يعرفون أين يذهبون به، مدللاً بتجربته الشخصية بقوله: لدي مضافة كاملة مملوءة «بشوالات» الحمص ومستعد لبيعها بـ450 لأي تاجر.

وأضاف: تكاليف الحمص مرتفعة بالنسبة للمحاصيل الأخرى، فالحمص يحصد بشكل يدوي وعلى أكثر من دفعة، ثم يتم فرزه بحسب حجم الحبة ونوعها، لذا يتراوح سعره ما بين 400 إلى 700 ليرة، يقوم الفلاح ببيعه بسعر التكلفة للتاجر، مشيراً إلى أنه يجب البحث عن طريقة لدعم الفلاح فهو كممثل للاتحاد طالب أكثر من مرة باعتبار الحمص من ضمن المحاصيل الاستراتيجية كالقمح واستيعابه ضمن المؤسسة العامة للحبوب ولكن ليس من مجيب.

تشرين

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك