الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

الوزراء يعايدون مواطنيهم في الفالنتاين

الاقتصاد اليوم:

من قبيل المصادفة، أن يأتي الفالنتاين، في يوم يتحسب منه المواطن، أي اجتماع الحكومة الأسبوعي، لكنهم يشعرون بالعيد، مع بدء وصول جحافل صهاريج مُحمَّلة بالمحروقات للمحافظات. ويمكن للوزراء، أن يستثمروا هذه المصادفة البحتة، التي لن تتكرر ثانية في عهدهم، أن يجتمعوا في يوم الفالنتاين، ويتبادلوا الحب مع المواطن، وبث رسائل طمأنة للناس!!

بما أن الوزراء يطبقون نظرية اقتصادية جديدة، هي (إن هبت رياحك فاغتنمها)، فأقترح عليهم، أن يقدم وزير الكهرباء اعتذاراً يتضمن: حبيبي الشعب، سامحني على الأعطال الفنية، وعجزي عن تلبية 27% فقط من حاجتك للكهرباء، وعن تخريب كل أجهزتك الكهربائية المنزلية.

يخاطب وزير النفط محبوبه الوحيد الشعب: أيها الغالي، ننحني أمام قدراتك العظيمة على التحمل، وعلى فشلنا في توريد المحروقات بالوقت المناسب. واجهت الصقيع بإخلاصك ومحبتك، ولن أطالبك إطلاقا بال 20% التي ندفعها زيادة على سعر استيراد المحروقات، المهم بالنسبة لي أن تكون بخير.

يوجه وزير الزراعة خطاباً ودياً يفتتحه بالتالي: أحبتي الفلاحين، مصدر إلهامي المزارعين، أرسل لكم كلماتي هذه المعجونة بحب الأرض، أنتم تفلحون ونحن في مكاتبنا قابعون، أنتم تعانون ونحن نقطف الثمار. لن ننساكم لحظة، أنتم في قلوبنا أبداً، وأياديكم الخشنة تلهمنا، وجباهكم التي حرقتها الشمس تحفزنا، أنتم تزرعون ونحن نأكل، وسامحونا على إجحافنا بحقكم عند تسعير المحاصيل الاستراتيجية، المخلص الوفي وزير الزراعة.

و ربما مطلوب من وزير التربية، أن يغير بادئته في توجيهه لخطابه، من أبنائي الطلبة إلى: أحبتي التلاميذ، الفراشات التي تزين حديقتنا الوطنية، الورود التي تنشر المحبة في قلوبنا، العقول النيرة التي ستصنع مستقبلنا المشرق، وتصحح الأخطاء في مناهجنا التعليمية. لا يهمنا اللباس المدرسي الموحد، نريد منكم أن تكونوا قلباً واحداً، وعقولاً متعددة.

أن يؤكد وزير الاقتصاد للناس: أنتم أحبتي، وسأعاملكم مثل (شلتي) التي أتيت بها من المصرف المركزي، أنتم الذين من أجلكم نستورد العسل والمكسرات والسوتشي، ولم نفلح في تصدير الحمضيات والمنسوجات، اغفروا لنا فشلنا هنا، فمنكم نستمد عزيمة التجارة والربح. لكم مني المحبة والود على صبركم.

وأن يتخلى وزير المال عن خطابه التقليدي: من جيوبكم نمول خزينتنا، ليؤكد أن أبواب خزينتنا مفتوحة لتلبية مطالبكم، وتغذية ما ينقصكم. وأن يتجاوز صيغة المكلف الضريبي، ويخاطب دافعي الضرائب بعبارات حنونة وكلمات مرهفة، من قبيل أنتم من ترفدوننا بالمال، تساهمون بما تقدمونه في استمرار حياتنا بيسر وسهولة.

لكن ماذا يمكن لرئيس الوزراء أن يقول للناس في الفالنتاين؟

القضية بسيطة، يمكن أن يرسم الابتسامة على وجوههم، إذ يكفيهم كل ذلك العبوس والحزن، لايريدون وروداً حمراء، إنما فقط أن يضع رئيس الحكومة المواطن، بمحبة وود، في أول بند في الاجتماع الأسبوعي الذي يترأسه، ليرسم السعادة على يومياته.

ثامر قرقوط

المصدر: هاشتاغ سيريا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك