الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

انهيار أسعار البيض في سورية يسبب خسائر كبيرة للمربين

الاقتصاد اليوم:

أكد المهندس عبد الرحمن قرنفلة الخبير في الإنتاج الحيواني أن الواقع الراهن لمنتجي بيض المائدة مؤلم جداً حيث يتعرضون لخسائر مالية ضخمة. ففي حين يبلغ سعر مبيع طبق البيض حوالي /600/ ليرة سورية فإن تكلفته الفعلية تتجاوز الــ/1050 / أي أن خسارة المربي الذي يقوم بتربية /10000 فرخة بياضة / ويحقق معدلات إنتاجية مرتفعة ولا يعاني قطيعه أي مشكلات إنتاجية أو صحية تتجاوز خسارته يومياً /121000 / ليرة سورية وبرقم آخر فإن خسارة القطيع الناتجة عن تدهور سعر مبيع البيض فقط في حال استمرت الأسعار على حالها تقدر بحوالي /43 مليون ليرة سورية /.

إضافة إلى فوات الربح وخسارة العائد على رأس المال، وهو رقم كبير جداً بالنسبة للمربين الذين يملكون بنية اقتصادية هشة.
وأضاف قرنفلة: عقب ارتفاع أسعار مبيع بيض المائدة خلال نهاية العام الفائت بادرت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي إلى تحليل الأسباب واتخاذ خطوات تنفيذية ساهمت بمعالجة كثير من معوقات الإنتاج، وكان لانتصارات الجيش العربي السوري وإعادته الكثير من المناطق الريفية إلى حضن الوطن دور مهم في رجوع عدد كبير من المنتجين إلى حلقات الإنتاج مدفوعين بالأسعار المرتفعة لمبيع البيض والتسهيلات التي قدمتها وزارة الزراعة، هذا الواقع أدى إلى زيادة إنتاجية كبيرة وزيادة حجم المعروض من المادة في السوق في ظل ضعف القوة الشرائية للمواطنين لكون أسعار مستلزمات المعيشة إجمالاً تستنزف الكثير من الموارد المالية للأسرة.

واللافت أن الجهات المعنية بالتسويق لم تبادر إلى اتخاذ أي إجراء لإنقاذ المربين من الخسائر الكبيرة، ما يؤكد ان وزارات الدولة تعمل من دون أي تنسيق بينها لأن المنطق يفترض ان إجراءات وزارة الزراعة التي شجعت المربين إلى العودة لحلقات الإنتاج تؤشر إلى حدوث زيادات إنتاجية وأن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك واتحاد المصدرين السوري قد التقطا تلك الإشارة ووضعا خططاً مبكرة لاستيعاب حجم الإنتاج المتوقع وفتح نوافذ تسويقية والحيلولة دون إلحاق خسائر بالمربين تقود إلى توقف معظمهم عن الإنتاج وإعادة الحلقة بارتفاع الأسعار مرة ثانية. فالمعاناة المزمنة في تسويق المحاصيل والمنتجات الزراعية تؤكد غياب التنسيق والدور التكاملي بين وزارات الدولة ومؤسساتها وغياب الرؤية العلمية للتعامل مع أزمات الإنتاج سواء كانت ناتجة عن زيادات إنتاجية أو عن تراجع بحجم الإنتاج، وكذلك غياب برامج التنبؤ بحالة السوق والإنذار المبكر عن حالات الإنتاج.
إن معالجة واقع أزمات فوائض إنتاج بيض المائدة تتطلب حزمة من الإجراءات تتعاون فيها كل الجهات الحكومية.

وفي مقدمة تلك الإجراءات فتح أسواق خارجية مستقرة لتصريف تلك الفوائض، ووفق برامج زمنية دقيقة، وتشجيع إقامة المصانع المتخصصة بإنتاج منتجات تعتمد على بيض المائدة كمادة أولية مثل الصناعات الغذائية والدوائية والكيميائية وإقامة مصانع لإنتاج البيض السائل المبستر والمجمد والبيض المجفف على هيئة بودرة وهي عملية مطابقة لعمليات إنتاج الحليب المجفف من حيث المبدأ ومنتشرة في كثير من دول العالم المتقدمة ما يجنب السوق اضطرابات الأسعار ويعطي قيمة مضافة للعملية الإنتاجية عبر تنوع شكل الإنتاج وفتح أفق للتجارة العالمية لمادة البيض السوري .

تشرين

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك