الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

بالأرقام: تكاليف حاجات الصحة للأسرة السورية

الاقتصاد اليوم ـ صحف:

وفق أرقام المكتب المركزي للإحصاء فإن إنفاق الأسر على الصحةفقد انخفض من 6% عام 2010 إلى 3,8% عام 2015! ولتوضيح ما تعنيه هذه الأرقام بالنسبة للمواطن البسيط، سنتناول تكلفة حاجات الصحة لأسرة سورية مكونة من 5 أشخاص فيها معيل واحد.

6000 ل.س شهرياً للصحة!

يعتبر الإنفاق على الصحة من الأولويات التي تتحملها الأسرة السورية شهرياً، وبفعل الحرب الدائرة في البلد منذ خمس سنوات تدهورت المؤشرات الصحية بشكل عام، فمن لم يتضرر ويتعرض للإصابة بشكل مباشر، تعرض بشكل غير مباشر للمرض نتيجة انتشار الأوبئة والتلوث، وهذا رتب زيادة في الأعباء والنفقات الملقاة على كاهل الأسر.

وسنعتمد في تقدير حصة الصحة من إنفاق الأسرة على مؤشرين رئيسيين فقط:

 المعاينات الدورية بمعدل 2000 ل.س شهرياً. على أساس  معاينتين فقط لكل فرد في العام، تشمل التحليل والأدوية المطلوبة (بتكلفة 2500 ل.س للمعاينة الواحدة)، ومن الجدير ذكره أن ارتفاع تكلفة الصحة يعود بشكل أساسي إلى رفع أجور المعاينات والكشفيات التي يتقاضاها الأطباء، والتي تضاعفت منذ عام 2013، كما تم رفع أسعار الدواء مؤخراً بمعدل 50% .

3800 ل.س شهرياً للعمليات الجراحية. حيث سنفترض أن الأسرة السورية قد تضطر لعملية واحدة كل سنتين، وسنعتمد على وسطي تكلفة ثلاث عمليات الأكثر شيوعاً في المجتمع السوري، وفي مشافي القطاع الخاص (زائدة 40 ألف ل.س- ولادة  80 ألف ل.س- عملية القثطرة القلبية 50 ألف ل.س مع إضافة تكلفة الإقامة في المستشفى بالحد الأدنى 1500 ل.س لليوم الواحد). فمن الملاحظ هنا أنه ورغم ارتفاع التكاليف في المشافي الخاصة، إلا أن المواطن لا يملك خياراً آخر في ظل تراجع قدرة المشافي الحكومية على الاستيعاب، بالإضافة إلى أن أغلب المشافي الحكومية لم تعد تقدم خدمات طبية مجانية بل مأجورة، 35% من خدماتها مأجورة وترتفع النسبة إلى 50% من تكلفة العمليات.

11% من السوريين أصيبوا بإعاقات!

وفق المكتب المركزي للإحصاء فإن تكاليف إنفاق الأسر على الصحة ارتفعت بين عامي (2010-2015) بمعدل 360%، أما تكاليف التعليم فقد ارتفعت بمعدل 213% لكن هذه الأرقام لا تعني السوريين كثيراَ. فالأسرة السورية تحتاج شهرياً حوالي 11 ألف ل.س للإنفاق على تعليم أبنائها وتأمين الحد الأدنى من الرعاية الصحية وفق حسابات هذه الأيام، وبمقارنتها مع الحد الأدنى للأجور الذي ينبغي أن يكفي لتأمين الحاجات الست الأساسية (غذاء-مسكن – نقل – ملبس – صحة- تعليم) والذي يبلغ يبلغ 16260.س، فإن تلك التكلفة تستهلك 70% منه، أي أكثر من ثلثيه، وما يعادل 42% من وسطي الأجور البالغ 26500 ل.س، فماذا سيتبقى لتلك الحاجات، وهل يكفي هذا المستوى من الإنفاق لتأمين الحدود الدنيا لهاتين الحاجتين؟ أولم يتضاعف حجم حاجات الإنفاق على الصحة مثلاً في ظل الحرب، فتقارير منظمة الصحة العالمية تقول أن 11% من السوريين باتوا معاقين جسدياً في ظل الحرب على سبيل المثال، بينما تكتفي الحكومة وسياساتها بالإكثار من (بروباغندا) دعم قطاعي الصحة والتعليم!

المصدرـ صحيفة "قاسيون" المحلية

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك