الاقتصاد اليوم ـ خاص:

بقلم مهند هارون

اليوم، تكتب سورية صفحة جديدة في تاريخها، حيث يرتفع صوتها عالياً في واحدة من أهم المنصات الاقتصادية و السياسية العالمية؛ المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في داڤوس، سويسرا. لأول مرة في تاريخها، و بعد عقود من الظلم و الاستبداد و الطغيان، تظهر سورية الحرة كعضو فاعل على طاولة القرار العالمي، لا كضحية للصراعات، بل كشريك حقيقي في صنع مستقبل أكثر إشراقًا و عدلًا و استدامة.

أهمية هذه المشاركة تتجلّى في العديد من الركائز و المضامين الكبرى، و يأتي في مقدمتها:

1. دعوة السيد أسعد الشيباني، وزير الخارجية، للمشاركة في أعمال المنتدى هي رسالة واضحة على الاعتراف بشرعية الإدارة الجديدة و حكومة الإنقاذ، و خطوة تُرسّخ دعم المجتمع الدولي للتغيير السياسي في سورية.

2. إعادة الاندماج الدولي و فتح الأبواب أمام التعاون مع سورية بعد سنوات طويلة من العزلة، و منحها الفرصة لاستعادة دورها كفاعل رئيسي على الساحة العالمية.

3. التخفيف التدريجي للعقوبات تمهيداً لرفعها بالكامل، ترامناً مع وفاء القيادة الجديدة بمتطلبات الانتقال السياسي، و استمرار جهود مكافحة الإرهاب، و تدمير الأسلحة الكيميائية وفقًا للمعايير الدولية بما يتماشى مع قرارات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية و قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

4. تحفيز الاستثمارات و طرح رؤية اقتصادية جديدة تهدف إلى جذب المستثمرين العرب و الدوليين، و دعوتهم للمساهمة في إعادة إعمار سورية بطرق مبتكرة، مستدامة و فعّالة من حيث الكلفة و سرعة التنفيذ.

إن مشاركة سورية اليوم في المنتدى الاقتصادي العالمي ليست مجرد حضور عابر، بل هي إعلان عن بداية مرحلة جديدة، تُعيد فيها سورية تعريف نفسها أمام العالم، من مرحلة النهوض من تحت ركام المعاناة، إلى بناء وطنٍ  يعكس طموحات شعبه في الحرية و الكرامة و الازدهار.

رسالة هذه المشاركة واضحة: سورية ليست صفحة من الماضي، بل هي قصة المستقبل. و إلى العالم بأسره نقول: أنتم أمام سورية جديدة، قادرة على أن تكون شريكاً في بناء مجتمعات سمتها الأساسية هي الاستدامة و التنمية و الرخاء.

#المنتدى_الاقتصادي_الدولي
#دافوس #سويسرا  #سورية
#وطن_واحد
#مهند_هارون