بلدة عين منين.. الصبر الذي لم يعرف الفرج إلى الآن
الاقتصاد اليوم:
تبعد عن العاصمة بنحو 16 كيلو متر، وهي من المناطق الجبيلة الباردة، حيث ترتفع عن سطح البحر 1200 متر،.. إنها بلدة عين منين بريف دمشق، هذه البلدة للأسف تعاني الأمرين من سوء الخدمات، وفق العديد من الشكاوى التي وردت والتي سنسرد بعضا من تفاصيلها عسى أن تجد آذانا صاغية عند محافظة ريف دمشق.
هذه البلدة باتت تجسد المثل الشعبي القائل (حارة كل من أيدو الو) فمازوت التدفئة إلى الآن لم يوزع إلا مرتين فقط وبمعدل 60 ليتر للأسرة الواحدة، وطبعا مع شحناء وصعوبات كبيرة تواجه المواطنين، حيث يطلب من المواطن الوقوف في الطابور الذي يمتد لساعات طويلة لكي يحصل على 60 ليترا من المازوت، ضمن غالونات ليحملها بنفسه إلى خزان منزله، على عكس ما يحدث ببقية المناطق، حيث أن صهريج المازوت لا يذهب إلى منازل المواطنين ولا ندري لماذا؟.. وطبعا في الطوابير هناك الكبير والمسن والعجوز والأطفال…فهل يعقل أن يحمل العجوز 60 ليتراً في غالونات إلى منزله؟!!..لا نعلم لماذا هذه الإجراءات غير المنطقية بحق المواطنين…ولا نعلم إن كانت هذه الإجراءات هي من محافظة ريف دمشق أم ابتداع من لجنة المحروقات بتلك البلدة؟.. هل يقبل بذلك محافظ ريف دمشق؟..هل يقبل أن ينتظر أحد أقرباءه (مثلا) بطابور الحصول على مازوت التدفئة ليحصل على 60 ليترا ربما لن يحصل على غيرها لمدى عامين أخرين؟… نعتقد أنه لن يقبل ذلك وعليه أن لا يقبل ذلك على المواطنين أيضا.
متابعون أكدوا أن من حق المواطن أن يحصل على مازوت التدفئة واصلا إلى خزان منزله لا أن يصطف في الطوابير… وأن من حقه أن يحصل على كامل حصته من مازوت التدفئة طالما أنه يدفع سعرها، ألا وهي 400 ليتر، فهناك أسر في تلك المنطقة لم تحصل على أي ليتر منذ سنين؟.. ألا يجب أن نسأل لماذا؟.. وأين هي الكميات التي تأتي إلى تلك البلدة إن كانت تأتي؟.. وأيضا لماذا المازوت متوفر في محطات تلك البلدة وبسعر 325 ليرة لليتر؟.. نعتقد أنه يجب الحصول على أجوبة للأسئلة السابقة.. والمحاسبة بآن معا.
إن أتينا على قضية المدارس في تلك المنطقة فهي تعاني من سوء التعليم، نتيجة غياب الكادر التدريسي، ما دفع الكثير من الاسر إلى سحب طلابهم إلى المدارس الخاصة التي فاقت أقساطها قرارات وزارة التربية، ويتزامن ذلك من ازدهار المعاهد الخاصة في تلك البلدة، ذات الأقساط المرتفعة أيضا…المدراس خاوية من المدرسين ومن الكتب التدريسية ومن المدراء أيضا، ومن كل معاني التعليم، ليكون ذلك مناخا جاذبا لتجارة المعاهد والمدارس الخاصة التي يقدر بأن أهالي تلك المنطقة دفعوا نحو 170 مليون ليرة على المدارس الخاصة وفق إحدى الشكاوى..نعم الأسر في تلك المنطقة وضعت هذه المبالغ على المدارس الخاصة هذا العام بعد أن سحبوا أطفالهم من المدارس العامة لغياب المدرسين الأكفاء…للأسف هذه المشكلة هامة وتحتاج إلى معالجة فورية كونها تتعلق بأجيال كاملة، فهل تتحرك مديرية تربية ريف دمشق لمعالجة ذلك أم أنها غير معينة بالأمر؟..
إن ذكرنا قضية النظافة فحدث ولا حرج، الشكاوى تؤكد بأن الأوساخ في تلك المنطقة عمت الشوارع والحاويات، وهنا لا نلوم المجلس المحلي ولكن نلوم محافظة ريف دمشق بعدم تزويد هذه البلدة بسيارات قمامة كافية، ففي البلدة سيارتان فقط لا غير، رغم أن عدد سكانها يتجاوز 100 ألف نسمة.
إن ذكرنا أسواق تلك البلدة فهي خارج (التغطية الرقابية) فالدوريات الرقابية لا تزور أسواق تلك البلدة إلا بالمناسبات فقط، وأسعار المواد الغذائية هناك على أشدها وعلى مزاج البائعين،…وكذلك الأمر بالنسبة لبعض الصيدليات التي تسعر الأدوية على هواها دون ضابط أو رقيب وذلك مع غياب الرقابة الصحية، وبالنسبة للشوارع، فلا يوجد شارع في تلك البلدة إلا وفيها حفرة أو مطب. وبالنسبة للكلاب الشاردة فهي باتت تشكل خطرا حقيقا على السكان وخاصة طلاب المدارس في ساعات الصباح الباكر حيث يتعرض بعض الطلاب لمهاجمة الكلاب..
سكان هذه البلدة ينتظرون تحركا جدياً من قبل محافظة ريف دمشق لإيجاد حلا لمعاناتهم المعيشية واليومية والخدمية…فقد صبروا كثيرا فهل سيأتي بعد الصبر الفرج…أم ان صبرهم لن يعرف الفرج؟.. نضع ذلك بعناية محافظ ريف دمشق.
المصدر: سينسيريا
تعليقات الزوار
|
|