الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

تحذيرات أكاديمية من استخدام الهرمونات في المواد الغذائية

الاقتصاد اليوم:

لم يعُد الحديث عن تأثيرات الهرمونات النباتية والحيوانية مجرّد غنى علمي وفكري مع بلوغ الخطر مستوى الإصابات المحددة بحالات سرطان الثدي والشعرانية الزائدة والبلوغ المبكر والاضطرابات الدرقية وغيرها مما تتعرّض له الإناث والرجال في حالات أخرى، ومع انتشار الأصناف من الهرمونات التي تعطى لبعض الحيوانات وتزوّد الخضراوات البلاستيكية بها لزيادة الوزن والحجم ارتفع منسوب التحدي عند أهل الاختصاص في مواجهة الأمراض والإصابات التي ازدادت عند الإناث نتيجة هذه الهرمونات.

ويؤكد المهندس سراج خضر مدير مؤسسة الدواجن أن الفروج السوري من أطيب الأنواع في العالم وخالٍ من الهرمونات، ولاسيما أنه يخضع لشروط صحية ومواصفات قياسية خاصة بسورية من حيث نسبة الرطوبة والصلاحية وغيرها، مبيّناً أن طبيعة الفروج مصمّمة وراثياً لينمو بسرعة خلال 45 يوماً، ويعتبر الفروج معملاً صغيراً لتحويل الخلطة العلفية إلى لحم، فلا يوجد تطوّر في الأجهزة التناسلية ولا في جهاز الإباضة، وبالتالي يتطوّر اللحم فقط، علماً أنه يوجد عروق لا ينمو لها ريش.

وأشار خضر إلى أن "وزارة الزراعة" حدّدت شروطاً صارمة ومنعت استخدام الهرمونات في التربية، فهي غير متوفرة نظراً لتكلفتها العالية ولا يوجد مربٍّ في سورية يستخدم الهرمون، وفي حال تم اكتشاف أحد المربين تتخذ بحقه إجراءات صارمة.

أما الدكتور حسين السليمان مدير الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة فقد نفى استخدام الهرمونات في منشآت الدواجن ومزارع الثروة الحيوانية الخاصة والحكومية في ظل الإشراف الطبي المستمر والخدمات البيطرية وحتى الأعلاف تتم مراقبتها من لجنة الرقابة العلفية.

ومع ذلك لم تخفِ الدكتورة تغريد حمود الأستاذة في كلية الطب البشري قسم الفيزيولوجيا والأدوية عن ازدياد حالات البلوغ المبكر والشعرانية الزائدة  والمبيض المتعدّد الكيسات وسرطان المبيض نتيجة الهرمونات التي يتم تناولها من خلال الغذاء والتي تسبّبها الاستروجينات في حال كانت تُعطى للفروج لزيادة وزنه، فتسبب بلوغاً مبكراً ولاسيما عند الفتيات وتدخل في جميع العمليات الاستقلالية، كما يوجد أنزيم يحوّل الاستروجين إلى هرمون ذكري يسبّب مبيضاً متعدّد الكيسات وشعرانية زائدة، إضافة إلى أن المركبات الكيميائية التي تدخل في الصناعات الغذائية ومضادات الفطور والحشرات المستخدمة في إنتاج المزروعات والتي تسبّب السرطانات واضطرابات هرمونية وبشكل خاص التطور الجنسي أو التكاثر عند الذكر أو الأنثى، ويجب إيقافها من أجل المصلحة الاقتصادية والاجتماعية.

وأشارت حمود إلى دراسة تحليلية أجنبية جمعت المعلومات من عدة مقالات علمية أظهرت انخفاضاً منظماً في تعداد النطاف وفي حجم السائل المنوي ما تسبّب في النهاية بانخفاض في الخصوبة الذكرية، وربط الباحثون هذه الظاهرة بالازدياد الواضح في تغيّرات أعضاء الذكور وتطور سرطان الخصية التي تندرج ضمن متلازمة سوء التصنيع الخصوي، والتي سبّبتها الاستروجينات التركيبية، وقد شوهدت بشكل خاص هذه الاضطرابات عند السكان الذين يقطنون بالقرب من المعامل الكيماوية.

ومع أن بعض مربّي الفروج في القطاع الخاص أكدوا عدم استخدام الهرمونات في نمو الفروج لأنه محظور استخدامها ومكلفة جداً، إلا أنه يبقى الفروج المستورد الذي يدخل عن طريق التهريب مجهولاً من ناحية تربيته، ولاسيما أن بعض الدول تقوم بتغذية الفروج على الذرة المحسّنة وراثياً، وهذا يؤدّي إلى حدوث المشكلات الصحية. وأضاف المربّون: إن نمو الفروج خلال مدة 45 يوماً يعود إلى قوة الهجين التي اكتسبها من آبائه ويصبح خلال 42 يوماً بالحدّ المتوسط بين 1900 غرام و2000 غرام.

المصدر: البعث

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك