الاقتصاد اليوم ـ خاص:

كتب رئيس التحرير وسيم إبراهيم

لا يخلو يوم إلا ويتم تسجيل إصابات عديدة بفيروس كورونا في سورية... وأرقام الوفيات ترتفع من المواطنين والكادر الطبي... وتصاعد الإصابات اليومية لا يشي إلا بضعف الإجراءات المتخذة في التصدي لهذا الفيروس.. وإن كان الأمر معقود على وعي المواطن.. ولكن أيضا الوعي قد يحتاج إلى قرارات تفرضه في حال غيابه عند البعض، فعندما يطال الضرر المجتمع من استهتار بعض المواطنين فهنا يجب فرض الوعي على الجميع... فحرية الشخص تنتهي عندما يعتدي على حرية الاخرين ويسبب لهم الضرر..

وفيات الأطباء الذين يواجهون فيروس كورونا في المشافي تعتبر خسائر لا تقدر بثمن ... وهذا ينذر بأنه في حال استمرار أسلوب المواجهة الحالي لهذا الفيروس فإننا مقبولون دون أدنى شك على كارثة على الصعيد الطبي وبالتالي على الصعيد الصحي..

فما هو الحل.. ؟ .. الحل يبقى في حكمة معروفة عند الجميع وهي الوقاية خير من العلاج.. ولكن الوضع الراهن في سورية وبعد تزايد الإصابات يحتاج إلى الإجابة عن هذه الأسئلة:

ـ لماذا تم وضع (العصي بالعجلات) في المبادرات التي أطلقت سابقا لإحداث المنافس الوطنية والتي أعلنت عنها عدد من الجهات الصناعية في سورية؟..

 ـ لماذا لا يتم تشجيع إحداث مشافي ميدانية لتغطية النقص الكبير في عدد الأسرة في المشافي العامة..؟

ـ لماذا لم يتم زج المشافي الخاصة في أزمة كورونا باعتبار اننا نمر بأزمة صحية.. ومحاسبة المشافي الخاصة على أسعارها اللإنسانية؟.

ـ لماذا لا تتم محاسبة تجار الأوكسجين وقطع أيديهم بعد أن وصلت سعر اسطوانة الأوكسجين لمبالغ لا يدركها العقل!.

ـ لماذا المواطن يحتاج أن (يدوخ السبع دوخات) ليحصل على بضع أدوية ومقويات لمناعته ضمن الصيدليات؟..

ـ لماذا لم يتم إصدار قرار حكومي حتى هذه اللحظة يلزم المواطنين بارتداء الكمامة في المناطق العامة ووسائل النقل وحتى في المحلات والمؤسسات ومخالفة من لا يرتديها؟

ـ لماذا لم يتم إيجاد حل للازدحامات التي نراها يومياً سواء على العديد من المراكز الحكومية؟.

ـ أين هو قطاع الأعمال في سورية مما يحدث ؟.. فلم يتم  الإعلان إلا عن بعض المبادرات في تصنيع الكممات وتوزيعها مجانا وهي مبادرات مشكورة واستطاعت كسر أسعار الكممات..

ولكن هذه المبادرات لا تكفي ويجب أن تتوسع بمجالات أخرى كتأمين اسطوانات الاوكسجين للمحتاجين ومجاناً وذلك لكسر المتاجرة بها.

عند الإجابة عن الأسئلة المذكورة أعلاه، ومعرفة أن الإجابات ستكون ناتجة عن تراخي وفساد واستغلال ومتاجرة وضعف أداء وإدارة ... عندها نستطيع معرفة أسباب تزايد اعداد الإصابات اليومية لدينا...

لن نلقي باللائمة على المواطن الذي ينتظر لساعات طويلة في طوابير المخابز والسورية للتجارة ومراكز pcr وغيرها من المراكز... لأن هذه الطوابير ناتجة عن سوء الإدارة والتنظيم لتلك الجهات... إنما يقع اللوم عليه في حال لم يتخذ إجراءات حماية نفسه وبالتالي مجتمعه فهذا يسمى استهتار ولا مبالاة سيدفع ثمنها هو وغيره...

حاليا ومع تزايد عدد الإصابات والوفيات من المواطنين والكادر الطبي أعتقد انه بات لزاما أن يتم اتخاذ إجراءات صارمة ... بفرض الإجراءات الاحترازية على الجميع.. وإيجاد حلول سريعة وجذرية لمنع الازدحامات بجميع المؤسسات والدوائر.

نسأل الله أن يدفع البلاء والمرض عن الجميع وأن يشفي كل مريض.

الاقتصاد اليوم