الاقتصاد اليوم:

تعكف الأسر السورية خلال الأيام الحالية على تجهيز مونة الشتاء وخاصة المكدوس، حيث تعتبر هذه الوجبة من أهم الوجبات التي لا تفارق الموائد خلال الشتاء (سابقا) إلا انه ونتيجة الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة خلال السنوات مؤخرا، طرأ على هذه الوجبة تغييرات جذرية من حيث النوع والكم وأيضا الجودة… كحال بقية السلع في أسواقنا المحلية، حيث لجأت الكثير من الأسر السورية على وضعها ضمن خانة (الكماليات) مجبرة.. كون تكلفتها ارتفعت كثيراً عما كانت عليه سابقا مقارنة مع دخل معظم الأسر. في حين قامت بعض الأسر على تغيير (المواصفات الفنية والتعبوية للمكدوسة) فلجأت إلى استخدام (حشوات أقل تكلفة بدلاً من الجوز الذي يعتبر العنصر الأكثر تكلفة بإعداد هذه الوجبة بالإضافة إلى الزيت) فأصبح لدينا مكدوس بالجوز وهو لطبقة المقتدرين مادياً..

ومكدوس بالفستق وهو لطبقة ذوي الدخل المحدود.. ومكدوس (برائحة الجوز أو الفستق) وهو لطبقة ذوي الدخل المهدود… وهكذا…

كما تم استبدال استخدام الزيت فكانت الأسر تستخدم زيت الزيتون في نقع المكدوس، ولكن حالياً ونتيجة ارتفاع أسعاره بشكل كبير، استبدلت ذلك بالزيت الأبيض.

في حال استعرضنا تكلفة المكدوس (كاملة المواصفات) أو كما يقال (فل أوبشن)، يمكن وضع عملية حسابية بسيطة لتكلفة إعداد 10 كيلو غرام من المكدوس.. وهي: 10 كيلو غرام باذنجان سعر الكيلو الواحد 200 ليرة كحد وسطي وهناك أكثر من ذلك.. ليصبح المجموع 2000 ليرة سعر الباذنجان فقط.

تحتاج 10 كيلو باذنجان إلى 4 آلاف ليرة من الجوز كأقل تقدير، وإلى 1000 ليرة من الفليفلة وإلى 7000 ليرة من زيت الزيتون ولنقل 1000 ليرة استهلاك غاز مع سعر الملح، ليصبح المجموع = 15000 ليرة ليتم تقسيمه على 120 ( الكيلو يحوي 12 مكدوسة) لتصبح تكلفة المكدوسة هي 125 ليرة سورية.

بمعنى أخر المواطن يحتاج إلى تكلفة تصل ما بين 20 إلى 30 ألف ليرة لإعداد مونة المكدوس وهو ما يوازي راتب شهر كامل للموظفين.

ومن خلال أرشيف هذه الوجبة، لا بد من الإشارة إلى أن التكلفة ترنحت خلال الأعوام الماضية حيث كانت تكلفة المكدوسة خلال العام الماضي 2017 نحو 200 ليرة اما في عام 2016 فكانت تكلفتها 80 ليرة فقط وفي عام 2015 كانت تكلفتها تكلف وسطياً 76 ليرة وفي عام 2014 بلغت تكلفتها 70 ليرة فقط…

المصدر: سينسيريا