الاقتصاد اليوم:

طالب بعضُ أعضاء مجلس محافظة اللاذقية، بأن يجري الضرب بيد من حديد، بحق تلك الورشات المزوّرة، والتي تقوم بتصنيع البرادات الكهربائية، والأفران، في المنطقة الصناعية بدون ترخيص، كما تقوم هذه الورشات، بتزوير ماركات البرادات، وتضع عليها أسماء ماركات عالمية، وفوق هذا كله فإن بعض الورشات أيضاً تقوم بغش تصنيع وتكرير وتعبئة الزيوت المعدنية.

في الحقيقة إن مثل هذا العمل بعيد كل البعد عن الأخلاق الصناعية والتجارية، وعن الأخلاقيات المجتمعيّة العامة، فهو يساهم بالضرر والخداع المتعدد الأطراف، فهو يضرّ ويخدع كل من يقوم به أولاً، فعندما تقوم مثل هذه الورش بوضع أسماء وماركات عالمية، على مصنوعات غير مُرخّصٍ لها أن تكتسب هذا الاسم والماركة، فإن الذي يفعلها يخدع نفسه أولاً، فهو يسوّق منتجات بأسماءٍ ليست لها، كما أنه يضرّ نفسه، لأنه عند ضبط هذا العمل الخادع، فإن المرتكب سيتعرّض للمخالفة، وللعقوبات التي أقرّها القانون.

وبمثل هذا العمل تُضرب سمعة المنتج السوري، والصناعي السوري، والتاجر السوري، كما أنه يخدعنا نحن كمستهلكين، ولذلك فإنَّ ما طالب به أعضاء مجلس المحافظة، هو العلاج الأفضل ( الضرب بيدٍ من حديد ) ويبدو أنّ هذا الضرب قد حصل، حيث أوضح أحمد نجم، مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية، أن الإجراءات قد اتّخذت بالفعل بحق هذا المصنع المزوّر، إذ تمّ تشميع المعمل الذي أنتج البرادات والأفران المخالفة في المنطقة الصناعية بالشمع الأحمر وإغلاقه لمدة شهرين، وكذلك إغلاق محلات انتاج الزيوت المعدنية غير المرخصة، وتمت عملية تنظيم الضبوط بحقهم، وبطبيعة الحال فإنّ مثل هذه الضبوط تُحال إلى القضاء، الذي يتّخذ بحقهم الأحكام المناسبة.

داماس