الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

خسائر متتالية للفلاح تنذر بإرتفاع أسعار الخضار في سورية العام القادم.. متى يحصل على حقه؟

الاقتصاد اليوم:

مؤخرا أثير أن مزارعي البندورة يخسرون 20 ليرة في الكيلو الواحد، وقبلها أثير أيضا أن مزارعي البطاطا يشتكون من الخسائر ومن غياب الأسمدة والمحروقات، وطبعا لا يخفى على أحد قضية الحمضيات التي لا تزال تعرض مزارعيها لخسائر كبيرة لدرجة أن الكثير من المزارعين قاموا خلال الموسم الماضي باقتلاع أشجار الحمضيات والتحول لزراعات أقل خسارة وجهد..

إذا هناك مشكلة كبيرة يتعرض لها الفلاح في سورية، جراء الخسائر، ما يستدعي تحركا حكوميا عاجلا لإنصافه وجعله متمسكا في أرضه


امتصاص الفائض

الخبير بالقطاع الزراعي والتنمية الريفية والمجتمعية حسان قطنا، بين لموقع "بزنس2بزنس سورية" أنه منذ شهرين والخسارات تتوالى على مزارعي الحمضيات ثم البطاطا ثم البندورة ثم الفروج والبيض وآخرها التفاح.. مشيرا إلى أنه حتى الآن ومنذ سنوات والمطالبات مستمرة بأن تقوم الحكومة بدورها بامتصاص فائض الإنتاج لتحقيق التوازن بالسوق .. وقد تدخلت في كافة السنوات ولكن ..! في الحقيقة لم تكن نتائج تدخل الحكومية ايجابية في معظم الأحيان .. لأن حجم تدخلها كان بحجم امكانيات مؤسسات التدخل .. علما ان سياسات التدخل كانت قبل الأزمة ومازالت مستمرة خلال الأزمة دون تعديل سوى بالكميات المسوقة الحل ليس بالتدخل الحكومي ..

التأمين الزراعي هو الحل

وعن الحل بين الخبير قطنا، أنه يكمن بوجود التأمين الزراعي.. ومؤسسات متخصصة بضمان الانتاج. ووجود مؤسسات تسويقية متخصصة بالتسويق يديرها القطاع الخاص .. وعندها يقتصر دور الحكومة على تعديل آليات التخطيط الزراعي والتحول من التخطيط الزراعي التقليدي الى التخطيط الزراعي المنظم بحيث يتم ربط الانتاج بالتسويق وتحقيق التوازن بين العرض والطلب من خلال التصدير المبرمج بعد تامين حاجة السكان من الغذاء، من خلال التصنيع الزراعي المتطور ومن خلال التخزين.

وبين ان فائض المنتجات بالسوق وتراجع الاسعار هي لمصلحة المواطن ولكنها تؤدي لخسائر كبيرة للمزارعين اللذين يزرعون في ظل هذه الظروف الصعبة لعدم توفر مصادر دخل لهم سوى من الزراعة ولتراجع فرص العمل وعدم وجود بدائل لتوفير احتياجاتهم من الغذاء.

يجب ان لا نسعد بخسائر الفلاح

وأضاف "ان خسارة المزارعين كارثة كبيرة جدا لأنها خسارة حقيقية لجهد الفلاح .. وخسارة للموارد الارضية والمائية التي لا تقدر بثمن .. وخسارة للاقتصاد الوطني، لان كافة مستلزمات الانتاج مستوردة ويتم دفع قيمتها بالقطع الأجنبي، صحيح ان المستهلك سعيد بانخفاض الاسعار لان الدخل اصبح متدنيا وظروف المعيشة قاسية، وصحيح ان الحكومة سعيدة بانخفاض الاسعار لان ذلك سيخفف عنها الضغط الشعبي حول الفقر المدقع عند غالبية السكان والمطالبة برفع الرواتب ووعودها ان الحل بتخفيض الاسعار وليس بزيادة الرواتب، ولكن يجب ان لا تكون هذه السعادة على حساب فلاح تكبد جهدا كبيرا حتى انتج لنا غذائنا لضمان بقاءنا .. يجب ان لا نعيش على حساب عرق فلاح كافح وناضل للبقاء". الأسعار إلى ارتفاع! وختم الخبير قوله: الخسارة فادحة وفي العام القادم لن يعد يتمكن الفلاح من زراعة ارضه بعد خسائره المتكررة وستعود الاسعار للارتفاع وسيصبح المواطن والمزارع خاسران وتجتمع الحكومة من جديد لتدرس وتتمحص عن الحلول .. والقرار معروف مسبقا .. هيا يا مؤسسات التدخل الايجابي تدخلي .. ويا صحافة واعلام انشري وحللي.

الجدير بالذكر، أن ارخص سلعتين حاليا ضمن قائمة الخضار هي البندورة والبطاطا وذلك بعد موجة ارتفاعات كبيرة سجلتها قبل نحو شهرين، ولكن هذا لا يعني أن الأمور بخير، بل إن انخفاض الأسعار لدرجة تعرض الفلاح لخسائر من شأنه ان يجعل من الفلاح أن يترك ارضه...فمتى سيحصل الفلاح على حقه بشكل متوازن دون أن يعرضه والمستهلك إلى الغبن؟
المصدر: بزنس 2 بزنس سورية

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك