الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

دراسة: دمشق أرخص في تكاليف المعيشة من دبي والقاهرة..ولكن الأقل دخلاً

الاقتصاد اليوم ـ صحف:

أظهر مؤشر مستوى المعيشة الاقتصادي، الصادر عن مقياس «اكسباتستان» العالمي أن العاصمة السورية دمشق هي الأكثر انخفاضاً في معدلات الصرف على مستوى المعيشة إقليمياً، في مقابل بعض العواصم التي ضمن النطاق الجغرافي لمنطقة الشرق الأوسط للعام الحالي 2015، حيث بيّن المقياس أن دمشق أرخص إقليمياً بمستوى إجمالي للانخفاض في الأسعار بنسبة 77% من دبي، و74% من بيروت، و68% من بغداد، و66% أرخص من عمّان، و65% من الرياض، و61% من إسطنبول، و46% من القاهرة.

وبيّن خبير إحصائي في المكتب المركزي للإحصاء أن هذه النوعية من الدراسات التي يتم وضعها بشكل مجرد ومن وجهة نظر واحدة تعتبر ناقصة وتظهر النتيجة غير دقيقة، حيث يجب أن تكون الدراسة متكاملة بمقارنة مستوى دخل الفرد في الدول المذكورة، فلو تمت المقارنة مع مستوى دخل المواطن السوري لكانت دمشق هي الأكثر ارتفاعاً، وفقا لصحيفة "الوطن".

ولفت إلى أن البنك الدولي عندما يقوم بمقارنة سعر الدولار بين الدول فهو لا يقوم بالدراسة وفق سعر الصرف، وإنما وفق معادل القوى الشرائية، فعندما أنجزت دراسة الفقر في سورية عام 2004 كان سعر صرف الدولار 50 ليرة سورية، ومعادل القوى الشرائية 22 ليرة سورية، أي إن السلعة التي تشتريها في البلد الأم للدولار يكون معادلها 22 ليرة لدينا، ولكن لو أخذنا سعر صرف الدولار حالياً مع معادل القوى الشرائية فإن الفرق سيكون كبيراً جداً نتيجة التضخم وارتفاع الأسعار ومن ثم سيكون ما ندفعه الآن كمواطنين أكبر بكثير من الدول المذكورة في الدراسة.

وأشار خبير الإحصاء إلى أن الأسرة السورية المكونة من 5 أشخاص ستحتاج بحدود مئة ألف ليرة سورية لتكون ضمن خط الفقر الأدنى، بالمعايير الدولية، وستحتاج إلى إنفاق 2000 ليرة سورية كحد أدنى على الغذاء بسعرات حرارية منخفضة وليست مرتفعة وغالية، أي إنها ستحتاج شهرياً إلى 60 ألف ليرة سورية لتكون في خط الفقر الغذائي.

وبالعودة إلى الدراسة التي أجرها مقياس «اكسباتستان» العالمي فقد كانت دمشق الأرخص في الإنفاق على الغذاء، فهي أرخص من دبي بنسبة 75%، و70% من بغداد، و68% من بيروت، و66% من عمّان، و54% أرخص من الرياض السعودية، و53% من إسطنبول، و46% من القاهرة.

وفي قطاع السكن كانت دمشق أرخص بمعدلات الصرف على السكن بنسبة 85% من دبي، و76% من بيروت، و73% من بغداد، و70% من الرياض، و67% من عمّان، و63% من إسطنبول، و48% من القاهرة.

وعن علاقة هذه الأرقام بمستوى دخل المواطن ومستوى القوة الشرائية أوضح أستاذ الاقتصاد في جامعة دمشق الدكتور عدنان سليمان في تصريح لـ«الوطن» أن هذا النوع من الدراسات تعتبر دراسة مقلوبة أو مجتزئة أي إنها تحلل الواقع من زاوية واحدة من حيث أخذ مستوى المعيشة مقارنة بالأرقام القياسية للمواد الغذائية وهو جانب من الدراسة والجانب الآخر هو كلفة مستوى المعيشة بمعنى ما القوة الشرائية اللازمة من الدخل لتحقيق هذه المعيشة؟.

وحسب سليمان، فإن متوسط الأجور في سورية هو أقل من 25 ألف ليرة سورية أي نحو 60 دولاراً على سعر الصرف حالياً، على حين متوسط الأجور الشهري في الأردن ولبنان يتجاوز ألف دولار، فإذا اعتبرت تكاليف المعيشة مرتفعة في هذه الدول إلا أن هناك ارتفاعاً في الدخل للحفاظ على مستوى المعيشة، حتى أن هناك شرائح اجتماعية في لبنان والأردن متوسط الدخل لديها أكثر من ألفي دولار، على حين في سورية كان بنحو مئة دولار ثم انخفض إلى 80 دولاراً والآن لا يصل إلى 60 دولاراً، ولذلك تعتبر الدراسات التي تقول إن سورية منخفضة بتكاليف المعيشة دراسات ناقصة كونها لا تتعامل وفق قياس قوة الدخل.

مبيناً أن جميع المواطنين غيروا من النمط الاستهلاكي لديهم وأصبح هناك أولويات مختلفة للغذاء والدواء وباقي مناحي الحياة المعيشة، حيث وصل الضغط وشد الحزام إلى آخر حد ممكن لدى المواطن في ظل الظروف الحالية، مضيفاً: إن هناك قسماً كبيراً من المواطنين يعمل في أكثر من مهنة، إضافة إلى الاستفادة لدى البعض من منظومة الفساد المنتشرة في أغلبية نواحي الحياة الوظيفية والاجتماعية.

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك