الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

رئيس الحكومة في اجتماع عمل مع محافظي الجمهورية.. فريق متكامل للنهوض الاقتصادي والخدمي والتنموي

الاقتصاد اليوم:

ست ساعات متواصلة كانت كافية ربما للإحاطة بأمرين ..

 - الأول هو تمتع الحكومة بروح وقدرة المتابعة اللامركزية واستيعابها الكامل لواقع ليس المدن الكبرى  فحسب و إنما المناطق والأرياف , وهذا ما جعل مشهد وواقع المحافظات السورية أمس واضحا ومكتملا لجهة ما الذي يستوجب فعله في كل محافظة على حدا بمعنى كان هناك تعامل منسجم مع الخارطة السورية الكاملة التي لا ينقصها شبر واحد  .
- الثاني : هو اتقان مسألة ترتيب الأولويات في كل محافظة آمنة كانت أم محررة ,  على أننا نعتقد أنّ الحكومة كانت موفقة منذ قدومها في جدولة زمن الاهتمام والنهوض بالمحافظات الآمنة وفق برامج واضحة وسريعة الانجاز  لتشكل لاحقا منصة للانطلاق نحو النهوض بالمحافظات المحررة . وهنا يتأكد مرة أخرى منهج اللامركزية الذي ينفذه ويطبقه رئيس الحكومة بكثير من الذكاء والحنكة .. خاصة و أنّه تمكن من تحويل المحافظين ليكونوا فريقا واحداً مع الوزراء . وقد قال لهم " كلنا فريق واحد لا يجوز لاحد منا أن يغرد خارج السرب .. "  

و تكاد لا تغيب شؤون المحافظات عن اجتماعات الحكومة الأسبوعية وبكثير من التفصيل والاهتمام المباشر .

اللافت أنّ اجتماع رئيس الحكومة و وزراء " الادارة المحلية ., الصحة , المياه , الصحة , النفط , النقل "  مع المحافظين استطاع أن يختصر في ست ساعات ونصف ما تم انجازه والبدء به في كافة المحافظات بما فيه التبشير بقرب تحرير إدلب وقد لاح النصر في " أبو الضهور " وبالتالي أسس للخطوات التالية على أربعة محاور هي :

- وضع خارطة تنموية من أصغر وحدة إدارية وتجميعها ضمن خارطة تنموية استراتيجية على مستوى المحافظة وقد بدا واضحا أنّ ثمة خطوات مهمة تم انجازها في العديد من المحافظات في الوقت الذي تتلقى فيه المحافظات المنكوبة بالإرهاب الدعم المباش من قبل الحكومة للقيام بانجاز خارطتها التنموية .

- المضي قدما في استثمار أملاك الدولة سواء كانت آجارات أو استثمارات وهذا الملف سيسجل لحكومة خميس ليس على مستوى المحافظات و أملاكها بل على مستوى أملاك الدولة ككل .

- متابعة عمل مكاتب شؤون الشهداء وهذه أيضا تسجل للحكومة الحالية  التي رفعت من مستوى أداء التعامل مع ذوي الشهداء وصانت كراماتهم من خلال مكاتب أخذت شكل النافذة الواحدة لتسهيل المعاملات وتحصييل الحقوق . ومشروع هذه المكاتب حقق خطوات متقدمة في أغلب المحافظات .

- وضع الخطط والرؤى الاستراتيجية الذاتية للتنمية البشرية و الاقتصادية المحلية لتطوير المحافظة والبدء بتدريب الكوادر المحلية لتطوير المحافظة و للأمانة يعد هذا البند تطبيقا مهما ومباشرا وناجحا لمشروع الاصلاح الاداري دون الحاجة للكثير من التحضير و التنظير . ومن أجل ذلك نرى كيف تعكف الحكومة على الاهتمام بسوية المجالس المحلية و الوحدات الادارية و كيف تمكنت خلال جولاتها من ملامسة الكثير من مظاهر الخلل والترهل الاداري واتخاذ اجراءات صارمة وصلت الى حد إعفاء مجالس مدن كبرى و صغرى . علما أنّ المهندس عماد خميس أكد غير مرة ضرورة إيضاح أسباب الإعفاء والإشارة إليها بوضوح والإبتعاد عن التهم المعممة .

المهندس عماد خميس الذي أصبح متقنا تماماً لنهج العمل الجماعي وتحويل كل من يعمل معه الى فريق واحد " الوزير إلى جانب المدير والمحافظ والعامل والموظف والفلاح وصاحب المهنة الحرة وو . " بدا واثقا من قدرته على تحديد وعوده بما تستطيع إليه الدولة سبيلا . على أنه من الواضح أنّ إدارة الامكانيات تتم على مستوى عال من الحرفية . ومن أجل ذلك نستطيع التأكد من أن مليارات أخذت طريقها فعلاً للصرف على مشاريع تنموية وخدمية كثيرة وكبيرة ومهمة . قسم كبير منها أصبح متحققا على أرض الواقع , والكثير منها يتلمس خطواته التنفيذية وبما يسبق الجداول الزمنية الموضوعة له .

بناء الفريق الاقتصادي والخدمي الذي يقود عملية التنمية في سورية هو الخطوة التي يمكن البناء عليها  لتحقيق تنمية متوازنة وغير متباينة بين المحافظات مع مراعاة ظروف كل محافظة على حدا , ولكن وجود مثل هذا الفريق الذي "لا توجد صعوبة في ملاحظة وجوده المؤثر حين الضرورة "  يمكن أن يساعد في اتخاذ القرارات السريعة الخاصة بكل منطقة بالاعتماد على التجارب المتحققة في محافظات أخرى . وهذا من شأنه تقليل الروتين والبروقراطية وتأمين سرعة في اتخاذ القرارات " ولعل المهندس خميس يمتاز بصفة المرونة و سرعة اتخاذ القرار حيث لزم مرعاة  لظروف البلد وعدم القدرة على تحمل المزيد من الضغط ربما خاصة بعد تحرير المناطق من الإرهاب وحيث تكون تواقة لعودة الدولة وخدماتها وكلنا يذكر عندما زار الوفد الحكومي الغوطة الشرقية كيف خرج الناس بصوت واحد يقولون فيه " نريد الدولة "

يقول رئيس الحكومة مخاطبا المحافظين .. " أنتم امتداد للحكومة في عملكم . والحكومة و أنتم وكل مدير وموظف معني بإعادة هيبة الدولة الى كل شبر من وطننا . الدولة يجب أن تكون حاضرة في كل متر مربع تحت سيطرتها . وفي الوقت نفسه يجب أن نكون على إطلاع بكل ما يجري في المناطق التي يسيطر عليها الارهابيين . "

و أضاف " طالما أننا نعمل كفريق واحد فهذا يساعدكم على أن لا تطلقوا الوعود إلا بما تتأكدوا أن بالإمكان تنفيذه والمضي به , والحكومة لن تقصر في رصد المبالغ لما تراه مناسبا من المشاريع التنموية والتي من شأنها النهوض بأي محافظة . على سبيل المثال وبالنسبة لمدينة حلب فإن الاستثمارات التي تحتاجها تقدر ب 802 مليار ليرة  لإقامة مشاريع خدمية وتنموية ولكن أنا أقول لكم أنّه سيتم تخصيص 200 مليار ليرة  لحلب هذا العام والعام القادم وهو مبلغ جيد لتنفيذ مشاريع خدمية وتنموية "

المهندس خميس أكد" أن التحديات الراهنة تستوجب وجود رؤى متطورة ومنع التقصير بحيث يكون عام 2018 عاما استثنائيا ومضيئا في مختلف مفاصل العمل الحكومي وذلك ضمن الإمكانيات المتاحة بما ينعكس على التنمية الشاملة في بلدنا.

موضحاً أن العمل الحكومي منذ الأيام الأولى كان مرحليا لمواجهة الظروف الصعبة التي فرضتها الحرب لكن الانتصارات المتتالية لقواتنا المسلحة وإصرار الفريق الحكومي على العمل ضمن توجيهات السيد الرئيس بشار الأسد مكن من الانتقال للتخطيط الاستراتيجي مشيرا إلى أن الفريق الحكومي يقوم بتنفيذ المشاريع التنموية في كل المحافطات حيث هناك 10 آلاف منشأة عادت للعمل في مختلف المحافظات السورية.

مبيناً ضرورة المراجعة الدائمة لآلية العمل الحكومي لتطوير الواقع الخدمي وهو ما يستوجب تكامل العمل الحكومي وتمتع الفريق الحكومي بأعلى مؤشرات القائد الإداري الناجح ليتمكن من أداء المهام الملقاة على عاتقه في ظل الظروف التي تعانيها بلادنا.

مشددا على ضرورة " العمل ضمن نهج استراتيجي واضح ومحدد للانتقال من العمل المرحلي إلى العمل الاستراتيجي وعلى كل اللجان الوزارية والقطاعية أن تعمل بمنهجية استراتيجية لبناء سورية ما بعد الحرب ووضع خطط مبرمجة لبناء الانسان وتأمين متطلبات العملية الإنتاجية ".

انطلاقا من كل ذلك خلص رئيس الحكومة إلى  ضرورة أن يتمتع كل محافظ برؤية استراتيجية لتطوير الواقع الخدمي في محافظته وذلك بالتنسيق مع مجالس الإدارة المحلية التي تعتبر أداة فاعلة في تنفيذ العمل الحكومي مؤكدا أنه سيتم حل مجالس المدن التي لا تثبت فعاليتها.

 

بالمجمل كان المهندس خميس  وخلال حديثه محيطا بظروف كل محافظة واحتياجاتها وأولوياتها وبالتسميات , وهذا ما جعل المحافظين مرتاحين لامكانية تنفيذ توجهات الحكومة بالدعم الذي تقدمه. والاهم المتابعة التي لفت اليها وزير النقل عندما قال : " أنّ تشكيل لجان المتابعة كانت من أهم القرارات التي اتخذتها الحكومة والتي انعكست على أرض الواقع بتحويل الوزير والمحافظ والمدير بمختلف مستوياته  والموظف كل المعنين الى أشخاص ميدانين قادرين على التواصل مع الناس والاحتياجات على أرض الواقع بكثير من المهنية . وهذا ما ساعد ربما في المضي بنسب انجاز تجاوزت المهل الزمنية الموضوعة للمشاريع على اختلافها .

توجيهات المهندس خميس للسادة المحافظين كانت واضحة ومباشرة ومؤكدة بمعنى لاتراجع عنها ..

هيبة الدولة خط أحمر ..

إعادة خدمات الدولة بكل أشكالها الى كل منطقة محررة حتى ولو كانت في قرية ..

تحديد الأولويات والعمل عليها ضمن الامكانيات ..

المرونة في اتخاذ القرارات  التي من شأنها خدمة الصالح العام ..

التقيد بالمهل الزمنية للمشاريع التنموية والخدمية ..

إعادة الموظفين الى أماكن عملهم وتحفيزهم بمختلف الأشكال ..  .

وضع المخططات التنظيمية العصرية التي تلبي الاحتياجات الاسكانية و الاقتصادية و الاستثمارية على غرار مخطط حلب ..

وضع خارطة تنموية لكل وحدة إدارية وتجميعها ضمن خارطة استراتيجية شاملة على مستوى المحافظة لجهة تحصيل أفضل عائدات من استثمار أملاكها ومعالجة ملف المخالفات السكنية بشكل نهائي ومنع إقامة أي مخالفات سكنية جديدة ووضع مقترحات لمخططات تنظيمية جديدة

حل المشاكل المباشرة التي تهمل المواطن وقد بدا واضحا أنّ رئيس الحكومة قد عقد العزم على المضي في حل أزمة النقل الداخلي دون انتظار قدوم الباصات المتعاقد عليها وستظهر قريبا خطوات في ها الإطار .

استثمار أملاك الدولة بالشكل الأمثل وبما يعزز من هيبة الدولة وعدم الاستهتار بممتلكاتها ..

التوسع الشاقولي في البناء والحفاظ على المساحات الخضراء ..

صوت المحافظين قوي بقدر أفعالهم ...

الحفاظ على المال والممتلكات العامة ومنع الاعتداء عليها وحمايتها ..

اعفاء أي مسؤول يجب أن يكون مع ذكر المخالفات المرتكبة من قبله بوضوح خاصة فيما يتعلق بمجالس المدن ..

إجراء تقييم لعمل الوحدات الإدارية والمجالس المحلية والمكاتب التنفيذية والوقوف على مفاصل الخلل والترهل الإداري واتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المقصرين والبدء بإجراء التبديلات المناسبة بحقهم

تأمين مستلزمات عودة الناس المهجرين إلى مناطقهم ووضع رؤية استراتيجية لتوصيف ما تحتاجه المحافظة مدينة وريفا لتوفيره وفق الأولويات والإمكانيات المتاحة

تشكيل لجنتين في كل محافظة لتوصيف واقع المشاريع الاستثمارية والمباني السكنية التي لم تستكمل واقتراح ما يلزم بشأن إعادة تفعيلها وتقديم التسهيلات اللازمة لاستقطاب الاستثمارات وتوفير البيئة المشجعة لها.

تقييم غرف التجارة والزراعة والصناعة والسياحة وتحفيزها على أن تكون شريكا حقيقيا للحكومة في تطوير الواقع التنموي في المحافظات ودعم الزراعات الأسرية والثروة الحيوانية والدواجن وتأمين متطلبات انتشارها في الريف السوري وفق خطة مدروسة تحدث نهضة تنموية.

تحسين الهوية البصرية للمباني الأساسية في المحافظات من خلال إعادة تأهيلها بما يعكس عودة الاستقرار إليها ويحافظ على الهوية التاريخية لها

تقديم مديري الحدائق توصيفا لآليات استثمار الحدائق في كل محافظة والجدوى الاقتصادية منها لاتخاذ ما يلزم لتحسين العائد الاستثماري منها والاهتمام بعمل المصالح العقارية لدورها في الحفاظ على ممتلكات المواطنين.

 

بالمحصلة كان الاجتماع والذي سيكرر في غضون شهرين بمحافظة حلب تعاملا شاملا وعلميا وواقعيا مع خارطة الجمهورية العربية السورية على أسس التنمية الشاملة والخروج من الحرب بمفردات إعادة هيبة الدولة و النهوض بواقع الخدمات والمؤسات الحكيمة وتأمين عملية تنمية مستدامة تؤمن رسم رؤية واقعية لسوريا ما بعد الحرب .

هامش 1 -  الجولة القادمة للحكومة ستكون الى دير الزور وقد بدأ التحضير لها . والكهرباء ستكون في المدينة في غضون شهرين الى ثلاثة أشهر

هامش 2 -  وجه رئيس الحكومة توجيهات صارمة بإصلاح وضع الجامعة في دير الزور .

هامش 3 – قرار عودة موظفي الدوائر والمؤسات الرسمية الى دير الزور نهائي ولكن مع مراعاة ظروفهم المعيشية لذلك أعطيت التعليمات بتقديم كل التسهيلات لهم من مكافآت ودعم ونقل مجاني وحتى مساعدات .

هامش 4 – رغم أن الاجتماعاستمر لأكثر من ست ساعات الا أنّ الحيوية ظلت مسيطرة على الاجتماع الذي غاب عنه التنظير تماما لصالح اتخاذ القرارات و التوجيهات اللازمة لتسيير أمور العمل و المضي قدما في تنفيذ المشاريع

هامش 5 – قال محافظ الحسكة أنّه تم التمكن من إعادة افتتاح 100 مدرسة في ريف الحسكة تدرس المنهاج السوري .

هامش 6 – محافظ ريف دمشق متشاركا مع أغلب المحافظين أكدوا انّه لاتوجد أزمة وقود . إلا في حماة التي قال وزير النفط  "أنّ الازمة هي حماة وليس الوقود "

هامش 7 – قال رئيس الحكومة أنّه ستتم اعادة خدمات ومؤسسات الدولة سريعا الى بيت جن والقرى المحيطة المحررة تمهيدا لعودة الأهالي وقال سنفوت الفرصة على الكيان الصهيوني الذي يرغب  دائما بانعدام التجمعات السكانية قريبة منه .

هامش 8 – قدم وزير الصحة عرضا تفصيليا للواقع الصحي في المحافظات ولفت الانتباه الى قدرته على استعراض واقع العمل حتى في أدق جزئياته .  

هامش 9 – قدم محافظ دمشق عرضا يليق بالعاصمة .

هامش 10 – استعان رئيس الحكومة بمقولة للامام علي عندما قال : اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ..

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك