الاقتصاد اليوم:

ألقت الزيادة الطارئة وغير المنتظرة على سعر سماد اليوريا بظلالها الواضحة على العملية الزراعية بسبب ما ألحقته هذه الزيادة من أعباء جديدة على المزارعين الذين بات السماد حديثهم وهمّهم، ومما أكده رئيس اتحاد فلاحي محافظة اللاذقية هيثم أحمد أن تضاعف سعر سماد  اليوريا من 70 ألفاً إلى 210 آلاف سبّب إرباكاً وتعقيداً للعملية الزراعية وللإخوة الفلاحين، الذين يراجعون الاتحاد يومياً بكثافة وبوتيرة مستمرة ومتتالية، لأن كثيراً منهم غير قادر على استجرار الكميات المطلوبة التي تغطّي احتياج محصوله.

وأشار أحمد إلى أن من كان يستجرّ على سبيل المثال طناً واحداً لم يعُد بوسعه استجرار سوى ربع طن، ما يعني أن محصوله سيتأثر بنقص الكمية اللازمة للتسميد وهذا سيؤثر بالنتيجة في الإنتاجية، وأوضح أحمد أن اتحاد فلاحي المحافظة أرسل العديد من المذكرات الخطية إلى الجهات المعنية حول هذه المشكلة وآثارها ومنعكساتها السلبية على الإنتاج الزراعي والإخوة الفلاحين، وضرورة مساعدة الفلاحين والتخفيف من أعبائهم الإنتاجية.

وحول ما يقترحه رئيس اتحاد فلاحي المحافظة بهذا الخصوص كحل سريع أوضح أحمد أنه يمكن دعم كل دونم واحد زراعي بـ25 ألف ليرة لتمكين الفلاحين من تأمين الحدّ الممكن المقبول من الاحتياجات الضرورية، مبيّناً أن الحيازات الزراعية في اللاذقية كثيرة، ولكنها ليست واسعة، وأكد أحمد أيضاً ضرورة الدراسة الفعلية الدقيقة لتكلفة العملية الإنتاجية بهدف مراعاتها ولحظها في العملية التسويقية، لأن ارتفاع التكاليف يستوجب أن يتلازم مع أسعار تسويقية تكافئ الكلفة الإنتاجية، وهذا يجعل الفلاح بمنأى عن الخسارة، ويمكن أن تحقق له الأسعار المدروسة غلّة زراعية بجدوى اقتصادية.

ومن جهته مدير المصرف التعاوني الزراعي في اللاذقية المهندس ميلاد عيسى أوضح أن سعر مادة سماد اليوريا يباع حالياً بسعر 210 آلاف ليرة للطن الواحد بعد أن كان سعر الطن سابقاً 70 ألف ليرة، وأن الكمية الإجمالية التي وصلت المصرف من مادة السماد بلغت 3000 طن، وتمّ حتى تاريخه استجرار 1200 طن، لافتاً إلى أن الاستجرار مقبول ولكنّه ليس بالإقبال نفسه الذي كان سابقاً، مشيراً إلى أن الزيادة التي  طرأت مرتين على سعر الطن عن السعر السابق من الطبيعي أن تنعكس على المزارع بأعباء جديدة لم تكن محسوبة في جدول احتياجاته للموسم الحالي. وأضاف عيسى: إن ارتفاع سعر السماد حاضر على نطاق واضح في الاجتماعات الزراعية والفلاحية لأن منعكساته ستكون على العملية الزراعية الإنتاجية وعلى قدرة الإخوة المزارعين على استجرار كامل احتياجاتهم لأجل إنجاز العملية الزراعية بالمعايير والمؤشرات المطلوبة لخدمة المحاصيل.

البعث