الاقتصاد اليوم:

فصفصة الفول والبازلاء هو تقليد شعبي سوري حيث يقوم السوريون بكل عام مثل هذه الأيام بشراء كميات كبيرة من الفول فيفرط حبها ويعد ليخزن لبقية أيام السنة، فكيف هي حال هذا الموسم وهل تحمي الكهرباء المقننة مونة الفقراء لهذا العام بعد أن ضاع الكثير منها خلال سنوات الحرب إلى درجة اقلاع الكثيرين عنها ؟!

في موسم (المونة) تقوم النساء بمساندة بعضهن البعض سواء كن جارات أو قريبات، فيتشاركن بعملية الفصفصة أمام تلة كبيرة من الفول أو البازلاء، فبعض العائلات كانت تمون (50 كيلو غراما) والبعض الآخر تمون كميات اكبر تحسباً لحالات طارئة ..

ويذكرنا هذا بأيام ليست بعيدة، كانت الأسعار تتراوح فيها بين ال 20 و30 ليرة سورية للكيلو الواحد أما في ظل هذه الازمة والتي قد تضاعفت فيها الأسعار عشرة أضعاف فقد أصبح فيها سعر الكيلو من احد الصنفين يتراوح بين ال 200 و 300 ليرة للكيلو الواحد مما أدى إلى انخفاض الكمية المخزنة لدى الفقراء ، وتدنت إلى أن أصبحت لا تتجاوز ال 10 كيلو غرام للفول أو البازلاء !!

في سوق الهال الكائن عند شارع الثورة في دمشق وجدنا عددا كبيرا من الباعة يعرضون كميات كبيرة من الفول والبازلاء للبيع باسعار مختلفة وذلك كلٌ حسب جودته، فمثلا نجد الفول القبرصي والذي يعد من أجود الانواع كونه تعد حبته كبيرة وذات مذاق حلو سعره بين 200 إلى 250 ليرة، وايضا نجد نوعاً أقل جودةً يتراوح سعره بين ال175 و 200 ليرة سورية وانواع أخرى أقل سعراُ كونها تعد متحجرة أو ما يسمى بالكلام الدارج (مبحّص) وقد يختلف اسعاره أيضاً من الصباح للمساء وذلك كون الفول يتعرض للذبول إذا ترك فترة 24 ساعة من قطافه ولم يسلق ويصبح عند السلق مسوداً..

هذا بالنسبة للفول اما بالنسبة للبازلاء والذي يعد من المواد الضرورية للمونة فكانت تتراوح الأسعار حسب جودته فنجد ان افضل الانواع هو بازلاء جبل الشيخ كون يسقى بماء عذب أو ماء الثلوج وأيضا يأتي بعده بازلاء الزبداني ثم البازلاء الحمصي فكانت تتراوح الاسعار بالتتالي بين 250 و 150 ليرة سورية وأيضا يوجد البازلاء الجاهز او المفصص حيث يعد أغلى من الغير مفصص والذي يباع الكيلو الواحد منه بحوالي 450 ل 550 ليرة سورية، هذا وقد كانت الأسعار لنفس المواد في السنة الماضية اكثر من هذه السنة والكميات أيضاً كانت أقل في حين كانت أسعار هذه السنة أقل والكميات متوفرة اكثر،

وهنا يأتي السؤال … ما هو إقبال الناس على شراء هذه المادتين ؟؟؟

سألنا رواد الأسواق ، فكان جواب بعض الأشخاص أن معدل شرائهم للفول والبازلاء يتراوح بين 20 و 30 كيلو غراماً بحيث عند تفصيصه ينتج حوالي 5 كيلو غراماً بمعدل كل 5 كيلو غراما ينتج كيلو واحد مفصص وأشار البعض إلى سوء الحفظ في البرادات بسبب قلة الكهرباء ، وقد أدى ذلك إلى فساد كميات كبيرة من المواد التي كان يحفظها مما جعله في السنين التي تليها يقلل من كمية المواد المشتراة

وسألنا عدة أشخاص من ذوي الدخل الأقل من المتوسط عن اذا ما كانوا قد اشتروا فكان جوابهم انه قد امتنعوا عن التموين كلياً لسوء الحفظ وقلة مافي اليد .

ومن هذا المنطلق قامت أحد الجمعيات وهي جمعية ساعد بالبدء بعملية التموين من الفول والبازلاء تجهيزاً لشهر رمضان المبارك وذلك لإطعام مليون صائم ضمن أحد مبادراتها السنوية والتي تحمل اسم “خسى الجوع” في سنتها الخامسة وقد اختير هذا الأسم خصوصا لانه يحمل قيمة عند العرب عامة وعند السوريون خاصة في اغاثة الملهوف ومساعدة المحتاجين، وفي ضوء هذه المبادرة تقوم جمعية ساعد بتموين الفول والبازلاء ليصل إلى 5 طن تجهيزاً لشهر رمضان المبارك حيث يقوم متطوعون في الجمعية بعملية التفصيص بمعدل 400 كيلو غرام يومياً.

هاشتاغ سيريا