الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

سوري يزرع الملوخية في ألمانيا ويحقق شهرة واسعة بأوروبا

الاقتصاد اليوم:

من شاب فقد إحدى يديه وصارع مرض السرطان إلى قصة نجاح في الطموح والتغلب على مصاعب الحياة وتحقيق ذاته بمفرده بعيداً عن عائلته بعد رحلة طويلة إلى ألمانيا تمكن بعدها من نشر ثقافة سورية عتيقة متعلقة بزراعة أنواع معينة من الخضراوات كـ”الملوخية وباذنجان المكدوس”.

الشاب “محمد المصري” البالغ من العمر 37 عاماً وابن منطقة “القصير” في “محافظة حمص” حقق شهرة واسعة انتشرت من شتوتغارت في ألمانية إلى عدة دول أوروبية بعد إطلاق مشروعه الزراعي الذي يحمل اسم “نزرع فنأكل، نزرع فيأكلون” والذي يأمل أن يكون الأول من نوعه في أوروبا، بحسب موقع “مهاجر نيوز”.

«في البداية اعتقدوا أن الملوخية هي نوع من أنواع الشاي»، يقول “المصري” ضاحكا، مضيفا «أكثر ما أعجبهم الخيار البلدي الصغير والباذنجان»… تعريف الألمان بـ”القتة” أو “الفقوس” (نوع من أنواع نبات الخيار السوري) وباذنجان المكدوس وغيرها من خضروات سوريا، هو تماما سبب إصرار محمد المصري على تمسكه بالعمل في مجال زراعة الخضروات في ألمانيا.

اضطر “المصري” قبل 5 سنوات إلى الرحيل عن سوريا وهو المعيل الوحيد لأسرته وزوجته وأطفاله الثلاثة إلى ألمانية واكتشف عند وصوله أنه مصاب بمرض السرطان وخضع بعدها لرحلة علاج استمرت 3 سنوات تمكن بعدها من لم شمل عائلته وأنجب طفلين آخرين.

وعلى أرض مساحتها لا تتجاوز بضعة أمتار، بدأ محمد مشروعاً زراعياً إذ يقوم بزراعة خضروات، جلب بذورها من سوريا، وبيعها، وإلى جانب كسب لقمة العيش، يريد “أبو قاسم” كما يلقبه البعض أن يثبت للمجتمع أنه ليس معاقاً وخاصة أن المجتمع هنا يقدر من لديه إرادة على إثبات ذاته، فضلا عن رغبته في نقل مهنة آبائه وأجداده إلى البلد الجديد.

السوري الذي لم يستسلم للظروف بدأ فكرة المشروع ببيع بذور الخضروات السورية، والتي لاقت إقبالاً واسعاً، ليتمكن بعد ذلك من تطويره بزراعة شتلات، وبذلك يمّول مشروعه القائم على الاكتفاء الذاتي حسب وصفه:«من بذرة واحدة تنبت شتلة تحمل لي خضارا فأبيعها، وما تبقى من الخضار أستخدمه في صنع سماد طبيعي».

يذكر أن “محمد المصري” يعتزم هذا العام زراعة بذور نبات السبانخ والسلق بعد أن تمكن من بيع شتلات من خضار زرعها مؤخراً إلى بريطانيا والسويد.


تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك